استضافت العاصمة صنعاء أمس الأسيرة الفلسطينية المحررة " سمر صبيح " وطفلها " البراء" أصغر سجين محرر بالعالم الذي كانت ولادته في المعتقل ضمن فعاليات الحملة الأهلية اليمنية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009م. وفي الندوة التي نظمتها المؤسسة اليمنية لمناصرة الأسير الفلسطيني (مناصرة) بالتعاون مع صحيفة إيلاف اليمنية بعنوان"الأسيرة الفلسطينية.. صمود رغم المعاناة» سلطت الأسيرة المحررة سمر صبيح الأضواء على معاناة الأسيرات المعتقلات في السجون الصهيونية وماتعانيه الأسيرات من تعذيب جسدي ونفسي وعزل انفرادي وسوء تغذية وإهمال طبي .. مؤكدةً أن تلك الانتهاكات لا ترتقي إلى مصاف جرائم ضد الإنسانية فحسب ،بل تتعدى جرائم الحرب وفقاً للتوصيف الدولي وتعتبرها انتهاكات جسيمة وفظة لحقوق الإنسان الأسير وانتهاكات خطيرة وفاضحة لحقوق الإنسان تجاوزت كل المواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية بحماية حقوق الأسرى في المعتقلات. وتطرقت الأسيرة الفلسطينية المحررة إلى التعنت الصهيوني وأنواع التعذيب الذين يمارسونها لانتزاع اعترافات من السجينات بشتى الوسائل والسبل ، إضافة إلى زرع العديد من العملاء والعميلات الفلسطينيين في أوساط السجناء والمعتقلين لانتزاع اعترافات عن معرفة الدوافع والخلفيات وراء المعتقلين والسجناء من الجنسين.. كما تطرقت سمر صبيح إلى ظروف اعتقالها وولادتها لطفلها البكر "قيصرياً" في المعتقل الإسرائيلي والقيود على يديها و رجليها ، و معاناتها و أخواتها الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني ، إضافة إلى ما عانت به من عدم وجود الأهالي والأسرة وأبي الطفل أثناء ولادتها في مستشفى المعتقل وهي مكبلة بالقيود في الأيدي والأرجل ، دون مراعاة لحالاتها الصحية وتجرع آلام المخاض دون وجود من يساندها سوى الحراسة المشددة عليها او التخفيف من معاناتها سوى حبوب مهدئة فقط . وذكرت معاناة طفلها أثناء ولادته وحرمانه من ابسط حقوق الطفل من التربية والتعليم واللعب داخل المعتقل إضافة إلى انه بقي في المعتقل أكثر من سنة و 7 شهور لا يرى الشمس ولا الهواء النقي ولا أباه ولا أهله ولا يجد حقه في الأكل والوجبات الصحية مثل أبناء وأطفال العالم مما تسبب له اثناء خروجه صدمة نفسية لم يستوعب كل مايرى او يسمع في الشارع لأنه كان منعزلاً عن العالم ولم يقبل الأسرة لأكثر من شهر ، ولم يكن يستطيع السير على السلالم والصعود وا لنزول لعدم وجود الأكلات الصحية والأجواء الملائمة . ولفتت إلى أن البراء كان يعتبر أصغر سجين في العالم اثناء وجوده في المعتقل ، فيما يعتبر حالياً الطفل يوسف الزق المولود في يناير 2008م في ظروف غير صحية مشابهة لظروف ولادة سمر صبيح يعتبر أصغر سجين في العالم حالياً في السجون الصهيونية . وقالت سمر صبيح:" رغم المعاناة التي عانتها وتعانيها الأسيرات في المعتقلات الصهيونية والأمراض المنتشرة في بعض الأسيرات إلا أننا استطعنا بقوة الإيمان وثبات اليقين ، وصمودنا وإيماننا بقضيتنا ،أن نجعل السجن وظروفه القاسية روة من رياض الجنة، وحولنا المحنة الى منحة ، وصبرنا حتى الافراج عنا ..واضافت:" إننا حملنا اثناء قدومنا من غزة إلى اليمن رسالة من الأسيرات الى الشعب اليمني تحث اليمن قيادة وحكومة وشعباً بالاستمرار بالمساندة وا لدعم وتفعيل هذه الأنشطة والفعاليات التي تشد من ازرهم وتقوي من عزيمتهم وصمودهم تجاه القضية الفلسطينية .. مثمنة ً في الوقت نفسه الحكومة اليمنية قيادة وشعباً المواقف المشرفة لدعم ومساندة القضية الفلسطينية في مختلف الظروف وهذا ماتعكسه فعاليات يوم الأسير الفلسطيني الذي تقيمه المؤسسة اليمنية مناصرة برعاية كريمة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.. كما قدمت في الندوة التي نظمت بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني والعربي، وأدارها الدكتور عبدالله المقالح ورقتي عمل الأولى بعنوان " مؤشرات تخطيطية لزيادة فعالية دور الشباب الجامعي الفلسطيني في مواجهة آثار الأزمة الفلسطينية من منظور الخدمة الاجتماعية قدمتها الدكتورة سكينة احمد هاشم استاذ مساعد بقسم الخدمة الاجتماعية بكلية الآداب جامعة صنعاء ، فيما تناول استاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعة صنعاء هشام الحكيمي ، في الورقة الثانية الآثار النفسية التي تعاني منها عائلة الأسيرة الفلسطينية ". يُشار إلى أن الأسيرة المحررة سمر صبيح اعتقلت بعد ثلاثة أشهر فقط من زواجها بابن خالها الشاب رسمي جبر صبيح 27 عاماً و أثناء وجود زوجها داخل الخط الأخضر للعمل هناك , حيث قامت قوة عسكرية إسرائيلية في عام 2005م بمحاصرة منزلها المكون من ثلاث طبقات ويسكن فيه خالها وأولاده بالإضافة إليها, و أمر الجنود جميع من يسكن في البيت بالخروج منه تحت تهديد السلاح و تم اعتقال سمر صبيح . و حسب معلومات نشرتها المؤسسة اليمنية (مناصرة) فإن قوات الاحتلال قد اعتقلت صبيح و هي حامل في شهرها الثالث ليحكم عليها عقب ذلك بالسجن مدة 28 شهراً، و عقب اعتقالها بيوم واحد فقط اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي زوجها رسمي جبر صبيح (27) عاماً ، ليقضي 9 شهور إدارياً في سجن النقب، و يرحل بعدها إلى قطاع غزة كشرط لإنهاء اعتقاله الإداري. وفي ال 30 من أبريل من عام 2006م دخلت الأسيرة صبيح مقيدة بالاغلال إلى مستشفى مئير في كفار سابا لتضع مولودها البكر "البراء" في عملية قيصرية، لتعيش معاناة على معاناة ، و آلام المخاض و الولادة بعيدة عن الأهل والأقارب ، و في يوم الإثنين 17 ديسمبر من العام 2007 تم الإفراج عن الأسيرة سمر صبيح وطفلها الذي اعتبرته الوكالات الدولية والمنظمات الحقوقية أصغر سجين و معتقل بالعالم ، آنذاك ، فيما يعتبر حالياً الطفل يوسف الزق اصغر سجين في العالم موجود في المعتقلات المعتقلات الصهيونية . السيرة الذاتية : سمر إبراهيم منسي صبيح 24 عاماً من سكان مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة, درست المرحلة الإبتدائية في مدارس المخيم ومنها المرحلة الثانوية لتنتقل بعد ذلك لإكمال دراستها في الجامعة الإسلامية في غزة لتحصل على شهادة في التربية الإسلامية.