سلطت الأسيرة سمر صبيح الضوء على معاناتها في سجون الاحتلال الاسرائيلي وذلك في فترة اعتقالها التي دامت 28 شهراً لاقت فيها أصناف العذاب . . وتطرقت الأسيرة الفلسطينية المحررة في ندوة أقامتها مؤسسة واحة الزيتون إلى التعنت الصهيوني وأنواع التعذيب الذين يمارسونه لانتزاع اعترافات من السجينات بشتى الوسائل والسبل ، إضافة إلى زرع العديد من العملاء والعميلات الفلسطينيين أوساط السجناء والمعتقلين لانتزاع اعترافات عن معرفة الدوافع والخلفيات وراء المعتقلين والسجناء من الجنسين .
كما تطرقت سمر صبيح إلى ظروف اعتقالها وولادتها لطفلها البكر "قيصريا" في المعتقل الإسرائيلي والقيود على يديها ورجليها، و معاناتها و أخواتها الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني ، إضافة إلى ما عانت به من عدم وجود الأهالي والأسرة وزوجها أثناء ولادتها في مستشفى المعتقل وهي مكبلة بالقيود في الأيدي والأرجل ، دون مراعاة لحالاتها لصحية وتجرع الأم المخاض دون وجود من يساندها سوى الحراسة المشددة عليها أو التخفيف من معاناتها سوى حبوب مهدئة فقط .
وذكرت معاناة طفلها أثناء ولادته وحرمانه من أبسط حقوق الطفل من التربية والتعليم واللعب داخل المعتقل إضافة إلى انه جلس في المعتقل أكثر من سنة و 7 شهور لا يرى الشمس ولا الهواء النقي ولا أبوه ولا أهله ولا يجد حقه في الأكل والوجبات الصحية مثل أبناء وأطفال العالم مما تسبب له أثناء خروجه صدمة نفسية لم يستوعب كل ما يرى أو يسمع في الشارع لأنه كان منعزل عن العالم ولم يقبل الأسرة لأكثر من شهر، ولم يكن يستطيع السير على السلالم والصعود والنزول لعدم وجود الأكلات الصحية والأجواء الملائمة .
يذكر أن الأسيرة سمر صبيح البالغة من العمر (24 عاماً)، والتي تنحدر من قطاع غزة، متزوجة في طولكرم وقد تم اعتقالها بتاريخ 29/9/2005، حيث حكم عليها بالسجن لمدة 28 شهراً بتهمة تدريبات عسكرية وانتمائها لحركة "حماس" واعتقلت بعد ثلاثة أشهر فقط من زواجها بابن خالها الشاب رسمي جبر صبيح 27 عاماً و أثناء وجود زوجها داخل الخط الأخضر للعمل هناك , حيث قامت قوة عسكرية إسرائيلية في عام 2005م بمحاصرة منزلها المكون من ثلاث طوابق ويسكن فيه خالها وأولاده بالإضافة إليها, و أمر الجنود جميع من يسكن في البيت بالخروج منه تحت تهديد السلاح و تم اعتقال سمر صبيح . و حسب معلومات نشرته المؤسسة اليمنية (مناصر) فإن قوات الاحتلال قد اعتقلت صبيح و هي حامل في شهرها الثالث ليحكم عليها عقب ذلك بالسجن مدة 28 شهراً، و عقب اعتقالها بيوم واحد فقط اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي زوجها رسمي جبر صبيح ليقضي 9 شهور إداري في سجن النقب، و يرحل بعدها إلى قطاع غزة كشرط لإنهاء اعتقاله الإداري.
وفي ال 30 من أبريل من عام 2006م دخلت الأسيرة صبيح مقيدة بالأغلال إلى مستشفى مئير في كفار سابا لتضع مولودها البكر "البراء" في عملية قيصرية، لتعيش معاناة على معاناة ، و آلام المخاض و الولادة بعيدة عن الأهل والأقارب ، و في يوم الاثنين 17 ديسمبر من العام 2007 تم الإفراج عن الأسيرة سمر صبيح وطفلها الذي اعتبرته الوكالات الدولية والمنظمات الحقوقية أصغر سجين و معتقل بالعالم ، آنذاك ، فيما يعتبر حالياً الطفل يوسف الزق اصغر سجين في العالم موجود في المعتقلات الصهيونية .