وليمة جهز متطلبات الوليمة،وفي الصباح اختار أسمن الكباش وذبحه.. قال لزوجته وبناته،عندنا اليوم ضيوف من الشخصيات الهامة.. بعد ساعات خرج السوق يختار لوليمته من يحلو له .. سمع فقراء ومساكين السوق بخبر الوليمة.. وفي إحدى زوايا السوق عقدوا اجتماعاً طارئاً.. قال زعيمهم يتركوننا دائماً ولم نحضر للغداء حتى في وليمة واحدة نريد اليوم نأكل لحمة شهية حتى نشبع.. سنغزو صاحب الوليمة وبسرعة نقل الخبر إلى صاحب الوليمة.. أخذ حذره الشديد منهم.. طرد ذلك المسكين بعد أن نقل له الخبر.. تظاهر المسكين بالخروج، وفجأة اختبأ بزاوية الصالة بالقرب من باب العمارة.. أكتمل وصول الضيوف.. خرج صاحب الوليمة ليغلق على المساكين الباب ودخل المطبخ يقدم الأكل للضيوف، وفجأة فتح المختبئ الباب وقد تجمع حول العمارة كل فقراء ومساكين السوق وبأصبعه همس لهم بالدخول.. تراكض الجميع نحو البوابة، دخلوا غرفة الأكل.. اندس كل واحد منهم في أوساط المدعوين.. شبع فقراء السوق في ذلك اليوم لكن صاحب الوليمة عرف أخيراً أن فقراء ومساكين السوق قد دخلوا جميعهم وفي نهاية اليوم وبعد أن انصرف الضيوف.. غضب وزمجر في أهله.. قائلاً: لم تكن الوليمة لائقة.. لم تكن مناسبة لقد أفسدها فقراء السوق.. وظل يتساءل من أين وكيف دخلوا». ظاهرة منتشرة في الصباح وصل متأخراً كعادته.. لايزال النوم يغشى عينيه.. أوقف سيارته خارج الحوش دلف من باب إدارته بوجه مقلوب طغت عليه المزاجية.. جلس على كرسيه الدوار.. يحركه يميناً وشمالاً أمسك بحافظة الدوام حضوراً وانصرافاً دفعة واحدة وبسرعة غادر إدارته وهو يقول: التزموا بالدوام ممنوع الخروج.. وأثناء خروجه من البوابة قال للحارس العجوز بغرور، وأنت التزم بالزي قالها وهو يلوي بغترته على رأسه ويرتب أزاره ويربط حزام خاصرته .. وانطلق في حاله تاركاً الدوام.. وفي منتصف الطريق أخفض صوت مسجله هون من سرعة سيارته واتصل بهم قائلاً:«راقبوا الدوام .. تابعوا كل متهاون ومخالف».