عقد أمس بالعاصمة القطرية الدوحة، الاجتماع الطارئ لوزراء الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليمن، برئاسة وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع - رئيس الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الصحة بدول الخليج . كرس الاجتماع لبحث الجوانب المتصلة بإعداد خطة مشتركة للتصدي لجائحة إنفلونزا الخنازير، واتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية اللازمة التي تقي دول المجلس من هذا الفيروس في ضوء تزايد الإصابات البشرية به في عدد من بلدان العالم .. وجرى في الاجتماع استعراض وتقييم مدى جاهزية المختبرات المركزية بدول الخليج واليمن لتشخيص وعزل الفيروس. وأكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الكريم راصع الأهمية التي يكتسبها هذا الاجتماع لبحث السبل الكفيلة بحماية دول الخليج واليمن من جائحة الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير الذي بدأ يتفشى في عدد من دول العالم .. مشدداً في هذا الصدد على ضرورة الاسراع في إتخاذ إجراءات احترازية ووقائية من هذا الفيروس القاتل. ورأى أن تكون في مقدمة تلك الاجراءات العمل على تكثيف انشطة الترصد والاستجابة وتفعيل عمليات الإنذار والمواجهة والتبادل السريع للمعلومات والخبرات واعداد وتحديث خطط المراقبة واستمرار التنسيق مع المنظمات والهيئات الدولية المعنية.. وأكد الدكتور راصع أن هذا الظرف يستوجب التطبيق الصارم للوائح الصحية الدولية واستيفاء جميع الاشتراطات المتضمنة فيها بما يكفل تعزيز امن الصحة العمومية على الأصعدة الوطنية والاقليمية والعالمية. ورأى أن يتم تشكيل لجنة دائمة من المختصين في مكافحة الأمراض المعدية والترصد من كافة دول المجلس، بحيث تكون في حالة انعقاد دائم لمراقبة الموقف والتوصية بما يجب اتخاذه في كل مرحلة من المراحل بالتنسيق مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. واقترح الدكتور راصع على المجلس تعليق رحلات الطيران لأية دولة من دول مجلس التعاون الخليجي إلى المكسيك أسوة بما تم من الاتحاد الأوروبي وكندا والأرجنتين وغيرها من الدول واتخاذ الاجراءات الاحترازية لرحلات الطيران للدول التي اعلن عن وجود حالات مؤكدة فيها. وتحدث الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية ، بكلمة أكد فيها أهمية تقوية وتفعيل خطط الجاهزية ، ووضع كافة الإمكانيات الفنية والبشرية في كل دولة عضو في مجلس وزراء الصحة تحت تصرف بقية الدول الأعضاء بالمجلس، وذلك في إطار الخطط الاحترازية ، والعمل على متابعة التطورات الوبائية العالمية لهذه الجائحة ونشر المعلومات الخاصة بسبل الوقاية منها . هذا وقد أقر وزراء الصحة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليمن في ختام اجتماعهم أمس بالدوحة، إجراءات احترازية مشتركة للتصدي لجائحة إنفلونزا الخنازير في ضوء انتشارها في عدد من بلدان العالم . وخرج الاجتماع الذي عقد برئاسة اليمن ممثلة بوزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الكريم يحيى راصع - رئيس الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الصحة بدول الخليج بإقرار تنشيط وتفعيل خطط الجاهزية والاستعدادات لمواجهة وباء انفلونزا الخنازير وكذا الاستمرار في تفعيل نظم الانذار المبكر والترصد الوبائي لهذه الجائحة وتحديث الخطط الوطنية على ضوء المستجدات الواردة من الدول المتأثرة وأوضح البيان الختامي الصادر عن الاجتماع أن وزراء الصحة بدول الخليج واليمن، أقروا اعتماد المختبرات الثلاث بالمملكة العربية السعودية كمختبرات مرجعية لتحديد فيروس إيه اتش 1 إن 1 (ah1n1 ) بالاضافة الى نمرو3 ، بجانب المختبرات الاخرى المعتمدة من منظمة الصحة العالمية ، بالاضافة الى اقرار اقامة برامج توعوية للتعريف بهذا الوباء ومدى خطورته وكيفية انتقاله والاحتياطات الواجب اتخاذها للحد من امكانية العدوى وتخصيص موقع على الشبكة العنكبوتية لهذا الغرض .. وأكد الوزراء في البيان أهمية الاستمرار بمتابعه التطورات الوبائية العالمية لمرض انفلونزا الخنازير وتقييم الوضع المحلي ونشر المعلومات الخاصة بخطر الوباء قبل حدوثة، فضلاً عن التأكيد على أهمية استمرار التنسيق الفاعل بين وزارات الصحة والزراعة والتجارة ومع الجهات الحكومية المعنية الأخرى بدول المجلس حيال تبادل المعلومات عن هذا المرض وتعضيد الإجراءات الاحترازية والوقاية الوطنية.. وشدد وزراء الصحة بدول الخليج واليمن على ضرورة تبادل المعلومات والخبرات أولا بأول بين وزارات الصحة في دول مجلس وزراء الصحة بدول الخليج وتعيين ضابط اتصال من كل دولة كلجنة دائمة ليكونوا حلقه الاتصال المباشر وتعزيز التشبيك فيما بينهم مع المنظمات الصحية ذات العلاقة والابلاغ المبكر والفوري عن أية حالات اشتباه بالإصابة بالفيروس في أية دولة عضو لبقية الدول الاعضاء عن طريق ضابط الاتصال والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون . وأوصوا بأن تكون النسبة الأدنى للمخزون الاستراتيجي 10 في المائة، من الأدوية لعدد السكان، مشيراً في ذات الإطار أن تحقيق هذا الأمر يتطلب من المصانع الوطنية المؤهلة وذات القدرات لتصنيع أدوية مماثلة، وذلك باتباع الاشتراطات الدولية بشأن ممارسة التصنيع الطبي الجيد (G M P) واستكمال الجوانب القانونية في هذا الصدد والتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج. وثمن الوزراء في بيانهم الختامي الدعوة المقدمة من وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية باستضافة ثلاثة من كبار مسؤولي وزارة الصحة وذوي العلاقة بهذه الجائحة للمشاركة في المؤتمر الخليجي العربي الإقليمي الذي سيعقد في مدينة الرياض الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية 9 مايو 2009م ، لمواجهة جائحة انفلونزا الخنازير . وأوصوا بأن تقوم اللجنة الدائمة مع وكلاء وزارات الصحة بدول مجلس التعاون بعقد اجتماع على هامش المؤتمر الذي سيعقد في الرياض لوضع التصور والإطار العام للخطة الاستراتيجية الخليجية للوقاية من إنفلونزا الخنازير مع الاستفادة من الخبرات والتجارب الخليجية الناجحة في هذا المجال، ومنها الخطة الوطنية السعودية، وكذا خطة مملكة البحرين في مواجهة إنفلونزا الخنازير.
