يعد قطاع التعليم العام بمثابة الركيزة الأساسية في عملية البناء والتنمية والتحديث والتطوير والتقدم للشعوب والعامل الرئيسي لرقي وازدهار ورخاء المجتمعات، وقد أولت الحكومة التعليم أهمية كبيرة حيث ركزت الرؤية الاستراتيجية لليمن حتى عام 2025م على الارتقاء بقطاع التعليم باعتباره المدخل الحقيقي للتنمية الشاملة.. وقد تحققت في قطاع التربية والتعليم في بلادنا وخاصة منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22مايو 1995م وعلى مدى 19عاماً من عمر الجمهورية اليمنية كثير من الانجازات التي حفلت بها مختلف محافظات الجمهورية حيث تم إنجاز مشاريع تنموية بأكثر من مائة مليار ريال ووصل عدد المدارس إلى أكثر من ستة عشر ألف مدرسة، وفاق عدد منتسبي وزارة التربية والتعليم «260» ألف كادر، كما تجاوز عدد الطلاب والطالبات خمسة ملايين طالب وطالبة.. ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع التقينا الأستاذ الدكتور عبدالسلام محمد الجوفي وزير التربية والتعليم وأجرينا معه الحوار التالي: إنجازات كبيرة في البداية.. هل لكم أن تحدثونا عن الإنجازات التي تحققت في قطاع التربية والتعليم خلال الفترة السابقة منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22مايو 1990م؟ شكراً لصحيفة الجمهورية.. في الواقع فإن قطاع التربية والتعليم قد حظي بدعم واهتمام غير عادي من قبل القيادة السياسية منذ قيام الوحدة وحتى الآن، وبالتالي الإنجازات التي تحققت في هذا القطاع أكبر بكثير من أن يتم سردها على هذه العجالة، لكن يكفي أن أقول بأنه تحقق في قطاع التربية والتعليم منذ قيام الوحدة مشاريع تنموية يفوق كلفتها مائة مليار ريال تم إنجازها في مختلف محافظات الجمهورية، وتم إنجاز الاستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي والاستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي وأيضاً استراتيجية محو الأمية وتعليم الكبار، وتم توسيع التعليم بحيث أصبح لدينا أكثر من ستة عشر ألف مدرسة في كل جزر وقرى وعزل وجبال وسهول الجمهورية اليمنية، أيضاً بلغ عدد منتسبي وزارة التربية والتعليم ما يفوق على «260.000» ألف كادر يخدمون في قطاع التربية والتعليم يعلمون في المدارس ويشرفون على العملية التربوية التعليمية.. وفي المدارس يوجد أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة.. كل تلك في الحقيقة أرقام وإنجازات لا يمكن إلا أن تتحدث عن نفسها وهي أكثر بكثير من أن يتم حصرها وإحصاؤها على هذه العجالة.. توحيد التعليم ويضيف وزير التربية والتعليم قائلاً: نؤكد تماماً أيضاً أن فلسفة التربية والتعليم تغيرت، فقد تم إعادة بناء المناهج، وتم توحيد التعليم في إطار واحد وفي منظومة متكاملة، توحد المنهج فكراً واتجاهاً وأيضاً توجهاً وإدارة، وتم إعادة توزيع المعلمين والمعلمات وفق برنامج.. وبالتالي كل هذه الإنجازات التي تحققت في قطاع التربية والتعليم هي إنجازات كبيرة وعظيمة تتحدث عن نفسها، ولعل المسافر في أي محافظة من محافظات الجمهورية سيلحظ تلك القلاع الشامخة من مباني المدارس وهي تعتبر مراكز من مراكز النور ما كانت لتوجد إلا بعد أن قامت الوحدة اليمنية المباركة والتي ينعم أبناؤنا وبناتنا بالأمن والطمأنينة، ويكفي أن يدل على ذلك أن أكثر من سبعمائة مدرسة فقط تم إنشاؤها في محافظتي عمران والضالع وهما المحافظتان الجديدتان التي تم إنشاؤهما بعد عام 1994م. ما هو معدل الإنجاز السنوي للمباني المدرسية؟ في التربية والتعليم يتم انجاز أكثر من ألف ومئتي مبنى مدرسي في العام الواحد وبمعدل يومي يفوق على ثلاث مدارس يومياً. ماذا عن تدريب المعلمين والمعلمات؟ تم تدريب عشرات الآلاف، بل أقول: إنه قد تم تدريب ما يزيد عن «120.000» ألف معلم ومعلمة خلال الفترة الماضية. تطوير المناهج ما هي أهم أولويات وزارة التربية والتعليم خلال المرحلة القادمة؟ أهم ما تضطلع به الوزارة في الوقت الحالي هو تطوير المناهج الدراسية لكي تتواكب مع العصر وأيضاً تلبي احتياجات ومتطلبات التنمية وستبدأ وزارة التربية والتعليم ابتداءً من هذا العام الخطوات العملية لتطوير مناهج التربية والتعليم وإدخال اللغة الإنجليزية ابتداءً من الصف الرابع الأساسي، وتعتبر هذه هي مؤشرات العمل المستقبلي بالإضافة إلى الاستمرارية في تدريب المعلمين والمعلمات، اعتباراً من أن الخارطة المدرسية هي الأساس في عملية التنقلات بكافة أنواعها وأشكالها من قبل المانحين أو من قبل الجهات المتخصصة أو السلطة المحلية أو من التمويل المركزي. مجمعات تربوية هل لكم توضيح السياسات والخطط والخطوات الخاصة بنشر وتوسيع رقعة التعليم وزيادة ورفع عدد الملتحقين بالتعليم الأساسي خاصة في الريف وتعليم الفتاة؟ نسعى الآن إلى إنشاء مجمعات تربوية في كل المناطق الكبيرة وإلى إنشاء مدارس صغيرة في القرى والمحالات الصغيرة بحيث إنها تستوعب كل أبنائنا وبناتنا، وقد حققنا نمواً كبيراً خلال هذه الفترة بحيث إنه أصبح لدينا القبول الأولي أكثر من «88%» ومعدل التحاق الفتاة أصبح ما يقارب من «67%» وبالتالي نستطيع أن نقول بأننا اقتربنا وتمكنا من تحقيق أهدافناوغاياتنا، وأيضاً هناك كثير من الدعم الذي تحصل عليه وزارة التربية والتعليم من قبل المانحين والسلطات المحلية لتحقيق الأهداف والأغراض الخاصة بتعليم الفتاة باعتبارها التحدي الأكبر، وما العدد الكبير الذي يقارب أكثر من مليوني طالبة موجودات في المدارس إلا دليل على أن هناك إقبالاً كبيراً من الفتيات على التعليم، وبالتالي أصبحنا نقترب من تحقيق أهدافنا وغاياتنا التي نصبو إليها تحقيقها بحلول عام 2015م..