المناضل الكبير علي أحمد ناصر عنتر كان من أبرز الطلائع الوطنية التي ناضلت من أجل تحقيق الوحدة اليمنية، وكانت له مواقفه المشرفة في استقراء مستقبل اليمن الواحد، معتبراً أن يوم رفع العلم لدولة الوحدة بمثابة يوم ميلاده..ورغم أنه استشهد قبل تحقيق حلمه وحلم الجماهير اليمنية المتمثل في إعلان قيام الجمهورية اليمنية؛ إلا أنه بضميره الوطني وحسه المرهف أشار إلى عدم الالتفات إلى أعداء الشعب الذين لا يريدون الوحدة، وقال: «علينا أن نحارب هذه الاصوات».. هذه الشذرات من محاضرة للمناضل علي أحمد ناصر عنتر ألقاها في نوفمبر 1985م وكأنه يعيش حياًَ بيننا في هذه الظروف؛ حيث قال : - إذا كانت ظروف أبناء شعبنا في الماضي أثناء الإمامة والاستعمار لم تمكنهم من تحقيق الوحدة؛ فإننا اليوم في وضع يمكننا من النضال في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية لأنها مهمة نبيلة وهذه المهمة مازالت مرتبطة في دمنا ولحمنا. - أتمنى أن تتحقق وحدة الشعب اليمني ونحن أحياء، وهذه أغلى أمنية لي، بل هي مهمة نضالية علينا أن نناضل بحزم وبدأب من أجل تحقيقها، وأعداء شعبنا هم الذين لا يريدون الوحدة وينبغي عدم الالتفات لتلك الأصوات التي لا تريد الوحدة وعلينا محاربتها. - إن حضارتنا في الشمال والجنوب واحدة، وحياتنا واحدة، وحالنا واحد، وشعبنا واحد، وسنحقق الوحدة اليمنية، إن مسئوليتنا كبيرة لتحقيق هذه المهمة الوطنية النبيلة، وعلينا أن نناضل أولاً وقبل كل شيء لتهيئة شعبنا وجماهيرنا ودفعها باتجاه الوحدة لأن قضية الوحدة مهمة نبيلة ومقدسة ويجب أن نناضل من أجل تحقيقها دون كلل. - لقد ناضلت من أجل اليوم الذي يرتفع فيه علم الوحدة، وأتمنى أن أكون حياً في ذلك اليوم الذي سأشعر بأنني خلقت فيه، وسأعتبر يوم تحقيق الوحدة اليمنية هو عيد ميلادي؛ لأن الوحدة مكسب عظيم. - علينا أن نربي أجيالنا بروح حب الوحدة والانتماء لوطنهم اليمني الكبير الموحد، وهذه مهمة نضالية ينبغي أن نعمل من أجل تحقيقها بشكل جيد ومستمر. - لابد أن نعد أنفسنا نحن رسل سلام لمن يريد السلام، أما الذي يريد الشر فنحن له بالمرصاد، وبالتالي فإن الوحدة اليمنية سنحققها بنضالنا الدؤوب والمستمر لأنه عند تحقيقنا الوحدة سيكون وضع اليمن أفضل، وسنتمكن من تحقيق تطلعات شعبنا. - علينا ألاّ نستمع إلى أولئك الذين يحاولون شدنا إلى الماضي الأسود، فالشعب اليمني واحد، وسنعمل على اقتلاع الجرثومة التي يحاول البعض ان يشوه سمعة نضالنا الوطني. - وأريد أن أقول: قبل ان نكون حزباً كنا تنظيم جبهة قومية، هذا التنظيم لم يكن المناضلون فيه من جبل بطه في ردفان ولا من الضالع ولا من فحمان أبين ولا من شمسان عدن؛ بل كان تنظيماً على مستوى الشعب اليمني؛ أعضاؤه من الشمال والجنوب، لذلك انتصرنا على المستعمر. - لذلك يجب ألاّ يؤثر أصحاب الرؤى القصيرة على معنوياتنا الوطنية لتحقيق الوحدة، فتلك الرؤى محدودة وأصحابها فاشلون ومهزومون ولن ينتصروا، حيث ينتصر الانسان الذي ينظر بمسئولية إلى القضية الكبرى التي ناضلنا من أجلها وهي الوحدة اليمنية.