إن الرقية على المريض المصاب بسحر أو غيره من الأمراض لا بأس بها إذا كانت من القرآن الكريم أو من الأدعية المباحة وهذا ما أكده معظم علماء الدين وأما بالنسبة لكتابة الآيات والأذكار وتعليقها فقد اختلف أهل العلم في ذلك.. فمنهم من أجازه ومنهم من منعه ولكن كان الأقرب هو المنع من ذلك لأن هذا لم يرد عن النبي «صلى الله عليه وسلم».. وإن كل إنسان يجعل من الأمور سبباً لأمر آخر وبغير إذن من الشرع، فإن عمله هذا يعد نوعاً من الشرك. وأما بخصوص تعليق التمائم والحجب فإن هذه المسألة تنقسم إلى قسمين.. هما: القسم الأول وهو أن يكون المعلق من القرآن.. وقد اختلف أهل العلم في ذلك سلفاً وخلفاً.. فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من منع ذلك وقال: إن تعليقها لم يثبت عن النبي «صلى الله عليه وسلم»، وأنه سبب شرعي يدفع به السوء أو يرفع به والأصل في مثل هذه الأشياء التوقيف، وهذا القول هو الراجح، وأنه لايجوز تعليق التمائم ولو من القرآن الكريم. القسم الثاني: أن يكون المعلق من غير القرآن الكريم مما لايفهم معناه.. فإن ذلك يعتبر من البدع ومحرم ولايجوز بكل حال.. لذلك فإنه يجب علينا جميعاً أن نكون قدوةٍ حسنة للنبي «صلى الله عليه وسلم» والذي كان عليه أفضل الصلوات والتسليم من أعظم الناس توكلاً على الله عزوجل.. وكان يعمل بالأسباب التي يتقي بها الضرر فقد كان إذا خرج إلى الحرب يلبس الدروع ليتوقى السهام لذلك فإن فعل الأسباب لاينافي التوكل ولهذا فإن قراءة الإنسان على نفسه أو على إخوانه المرضى لاتنافي التوكل وقد ثبت على النبي «صلى الله عليه وسلم» أنه كان يرقي نفسه بالمعوذات، وثبت أنه كان يقرأ على أصحابه إذا مرضوا. ومن الملاحظ أنه وعلى الرغم من وضوح موقف الدين الإسلامي حول مسألة «تعليق التمائم» إلا أن الكثير من الناس تجدهم لايتقيدون بالتعاليم التي تضمنها هذا الموقف حيث إنهم لايزالون يقومون بتعليق التمائم على رقابهم أو بربطها على أيديهم وغيرها من السلوكيات التي نهى الدين عن ممارستها.