نجاحك كما يُقال هو عبارة عن معركة مع غوريلا ضخمة ...فأنت لا تنسحب حين تشعر بالتعب وإنما تتوقف عن القتال حين تسقط الغوريلا منهكة...إنها المثابرة...إنه العمل من أجل غدٍ أفضل!! مشهد حالم مقتبس من فيلم الرجل الأخضر الشهير، قد يكون!! لكن بالتجربة والبرهان، وجدوا أن هناك خمسة تقتل فيك الطموح وتحيلُ بوادر الموهبة وإن كانت موجاً عاتياً لا يهدأ إلى سرابٍ ميت. وتجعل من جبال العزيمة رماداً لا يذكر...وتلك الخمسة هي : طبيعة حياة الفرد الاجتماعية، والمفاهيم الخاطئة عن الحياة وعن النجاح وعن مسار الطريق...ورؤية مشوشة وقدرة محدودة على تحمل الصعاب وامتصاص الصدمات!! والتصنيف كما ورد على لسان جون ماكسويل . في كتابه الأخير الموهبة لا تكفي أبداَ. وإن نظرنا للخمسة لوجدنا أننا حقاً نعاني ...فمن منّا لا يشكو من اضطراب مقيت في نظام الحياة، ومن منّا لا يستسهل وعورة الطريق، ظناً أن النجاح سيأتي ونحن مستلقون على أسرتنا وسط بحور الوهم!! من منّا يحمل في جيبه ورقة كتب عليها اسم الحلم، وفيها تفاصيل الهدف الغالي، ملحقاً بها خريطة كاملة بالألوان الطبيعية للطريق الذي ستمشيه؟!! ومن منّا يحدث نفسه كل ليلة عن الحلم ويغازله ويقبله ويقسم بالله انه سيتحمل إلى النهاية حتى يراه يكبر، وأنه لن يتوانى في بذل كل رخيص وغالٍ ليراه يحبو على صدره ويمشي أمام عينيه ويتكلم ويثرثر ويكون كياناً وواقعاً... وأنه لن يهدأ له بال إلا وهو يمسك بالنجوم ليستريح على القمر في استراحة محارب لا يكل ولا يمل!! احتفالاً بانتصارات متتالية، قد سحق فيها الفشل. والحل واقعي جداً ... ولا يحتاج إلى أطباء نفسيين أو محللين اقتصاديين ...أو كلمات رثاء وهجاء تُنظم وتُنشد في الزمن الذي طعن وهرول سارقاً أيامنا بيديه.. والعمل يحتاج لوجوه تساند وأيادٍ تدفع...وعيون تحضن وقلوب تكون السكن والملاذ...مشهدٌ حي لخلية نحل...إنها سحبٌ تمتلئ نضارة ورغبة....وبحرٌ يهب بلا حدود، وبرقٌ ورعدٌ يزفان الحضور ليتم الهطول ونحصد النتائج بمباركة السماء ....إنها منظومة عمل متقنة..... لذلك فلكل نجاح شركاء قانونيون يملكون في ممتلكات انجازاتك أركاناً ومساحات شاسعة لا ينكرها إلا جاحد....فالوفاء والصدق ورد الجميل سمات يجب أن تتوفر في كل ناجح حقيقي... والناجح الحقيقي كلما علا وصعد نجمه، كلما خفض رأسه إلى أسفل وقبّل الأرض وسجد لله رب العالمين شكراً وذلا... وإن كانت سجدةٌ في محراب العبادة، إلا أنها تذكيرٌ للنفس بأنها لا شيء وأنها ذرة في ملكوت الله وأن هامتنا مهما عانقت السماء إنجازاً ونجاحاً. فإننا نحنيها لمن نشعر بمذلتنا بين يديه ونستمتع بشعور الذل لمن قهر عباده بعزته وقوته وقدرته...معانٍ جميلة تزيد من نجاحك لأنك تحقق سنة الله في الأرض.... نجاحٌ مقرونٌ بتواضعٍ وعطاء...معادلة جميلة... ..منظومة عمل وأخلاق حية لا تموت بقلب محارب من فصيلة إنسان...فهل نحن من تلك الفصيلة النادرة؟! كم هو رائعٌ ما قاله ويليام جيمس " تصرف كما لو كنت ستصنع اختلافا"، فلنعمل ونحن على يقين أن سواعدنا ستصنع شيئاً مختلفاً، وأن بصماتنا ستظل على جدار القلوب لنكن الرياح التي تعصف بالبحار فتولد الأمواج بلا نهاية، عله يكون حيندئذٍ التغيير.... نتمنى أن نكون جميعاً من مصارعي الغوريلا من أجل الخير. تأمل.. قمة الصبر أن تسكت وفي قلبك جرح يتكلم وقمة القوة أن تبتسم وفي عيونك ألف دمعة. مشرفة اجتماعية مدارس عدن الأهلية