(1) الدرب ليس له أحد .. غير جيب معبأ بأوراق الليل .. يقتني من حانوت على مفترق المشيئة .. خطى مرتقة بجلد حلم قديم .. إذا تثاءب دعاها إلى رقصة بأقدام قليلة .. وجنون كثير .. إذا جاع التهم همسها الناضج ذات دفء .. إذا ظَمِئَ شرب صرختها المغتسلة بماء الله .. وإذا حن .. غادر استطالته .. وانكمش في زاوية في أقصى القلب .. يقلب صور عابرين مفخخين بالنشيد .. يذرف نظرته .. ويصطك من الصمت .. (2) الوردة ليس لها أحد .. غير انصهارها في يد عاشق حزين .. يقطفها من غفوتها كل صباح .. يمضي بها إلى إناء دمعة فائضة الألم .. يعلمها ترتيل الحب .. واستنشاق السر الكامن في العينين .. ليسقط دون لغة .. (3) القلب ليس له أحد .. يمضي لفتح غُرفه المغلقة بالنسيان الأحمر .. تحك خفقة محبتها المسدلة منذ ألف ليل .. يهتز قدح دم متجلد في وجه الدوران .. ووحده . يخيط بالطعنة سجادة الجرح المعدة للبكاء .. ويصلّي باتجاه الموت .. (4) البيت ليس فيه أحد .. حالت ثقوبه المغمضة دون استدارة شمس صغيرة في فناء الروح .. انحنت جدرانه في وجه صفعة الريح .. شاخ دفؤه وانزوى في قارس الانتظار .. يشرب بعيون الغائبين بلاداً حارة سالت على حافة المر .. وذابت في ارتعاش تلويحة لن تقف .