أدان علماء ومشائخ وأعيان محافظة صعدة الجريمة البشعة التي أقدمت عليها عناصر إرهابية تابعة للمتمرد الحوثي والتي قامت باختطاف مجموعة من الأطباء الأجانب العاملين في مستشفى السلام بصعدة وقتل 3 نساء من المجموعة بطريقة وحشية.. مؤكدين في تصريحات ل «الجمهورية» أن هذه الجريمة لاتمت إلى الشرائع الإسلامية والأعراف القبلية بصلة مطالبين الدولة بالضرب بيد من حديد ووضع حد لجرائم التمرد والفتنة وتقديم الجناة للعدالة وإنزال أقصى العقوبات في حقهم. صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية :إنه تم العثور أمس على ثلاث جثث نساء من جنسيات أجنبية في منطقة عكوان بوادي نشور مديرية الصفراء بمحافظة صعدة كُنَّ قد تعرضن للاختطاف مع ستة أجانب آخرين الجمعة الماضية . وقال المصدر لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) :" إن الجثث تعود لألمانيتين ومدرسة كورية، ويتم حالياً إجراء الترتيبات لنقل الجثث إلى صنعاء تمهيداً لإعادتهن إلى بلدانهن" . واستنكر المصدر جريمة القتل البشعة التي ارتكبت بحق الألمانيتين والمدرسة الكورية في محافظة صعدة .. مؤكداً أن هذا العمل الإجرامي الجبان - والذي طال حياة أبرياء جاءوا إلى اليمن لتقديم خدماتهم الإنسانية - يخالف تعاليم ديننا الإسلامي السمحاء وتقاليد شعبنا وأعرافه وكل القيم الإنسانية .. وحمَّل المصدر عناصر الإرهاب والتخريب التابعة للحوثي المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة، وكذا مسئولية تأمين سلامة بقية المخطوفين الستة الذين مايزال مصيرهم مجهولاً. وقال: "إن المجرمين الإرهابيين الذين اقترفوا هذه الجريمة الشنعاء لن يفلتوا من العقاب" .. مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية وبالتعاون مع القوات المسلحة تقوم حالياً بعملية تمشيط وبحث واسعة في المنطقة عن المخطوفين، وملاحقة المجرمين والقتلة المتورطين بهذه الجريمة لضبطهم وتقديمهم للعدالة .. وعبر المصدر عن بالغ الأسف وصادق التعازي والمواساة باسم شعب وحكومة الجمهورية اليمنية لأسر الضحايا وأبناء الشعبين الألماني والكوري الصديقين .. مؤكداً أن هذه الجريمة الإرهابية لن تنال من علاقات اليمن مع الدولتين الصديقتين. من جهة أخرى أدان المجلس المحلي والمكتب التنفيذي بمحافظة صعدة العملية الإجرامية الشنيعة في حق الأبرياء من رعايا الدول الصديقة العاملين في خدمة المرضى من أبناء المحافظة . واعتبرا - في بيان صدر عقب الاجتماع المشترك الذي عقد أمس برئاسة المحافظ حسن مناع -أن هذه الجريمة لاتمت بصلة إلى مبادئ الدين الإسلامي وأخلاق الشعب اليمني وقيمه وتقاليده ، وأن مرتكبيها مجردين من كل القيم والمبادئ الإنسانية ولن يفلتوا من العقاب . وأشار البيان إلى أن أبناء محافظة صعدة يرفضون وينددون بهذه الجريمة الشنيعة في حق رعايا أجانب يعملون على خدمة أبناء المحافظة والسهر من أجل صحتهم وهم يعيشون في أمن وأمان وعرفوا صفات أبناء المحافظة وإنسانيتهم.. مطالباً أبناء المحافظة بالمشاركة في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة البشعة والقبض عليهم لإنزال أشد العقوبات بحقهم . أسماء الضحايا والمخطوفين الستة الضحايا 1 - ريتا استوجب (52 عاماً) - ألمانية 2 - أميتا جولي (72 عاماً) - ألمانية 3 - يوفق سنغيوم (22 عاماً) - كورية المخطوفون 1 - يوهنس هنشل (53 عاماً) - ألماني 2 - سابتا هنشل (03 عاماً) - ألمانية 3 - أيناء يوهنسي (3 سنوات) - ألمانية 4 - سيمونت يوهنسي (4 سنوات) - ألماني 5 - ليبا يوهنس (عامان) - ألمانية 6 - توني سادرس (54 عاماً ) - بريطاني وطالب المجلس المحلي والمكتب التنفيذي بمحافظة صعدة الأجهزة الأمنية بملاحقة هذه العصابات الإجرامية والقبض على مرتكبي هذه الجريمة.. مشيراً إلى أن أبناء المحافظة وأبناء الشعب اليمني بريئون منهم . وعبرا عن خالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا وللدول التي ينتمون إليها.. معبرين عن تقديرهم لكل خدماتهم وجهودهم من خلال أعمالهم في المستشفى الجمهوري في رعاية المرضى وعلاجهم ومساهمتهم في تطوير الخدمات الطبية والصحية بالمحافظة . هذا وقد ترأس محافظ صعدة حسن مناع أمس اجتماعاً موسعاً ضم أعضاء المجلس المحلي للمحافظة والمكتب التنفيذي وبحضور وكيل وزارة الداخلية لشئون الأمن اللواء الركن محمد عبدالله القوسي . وناقش المجتمعون الجريمة التي ارتكبتها عناصر تخريبية صباح أمس وأسفرت عن مقتل ممرضتين ألمانيتين ومعلمة كورية تم العثور على جثثهن بوادي مدار منطقة نشور وهم من بين تسعة مختطفين اجانب يعملون في المستشفى الجمهوري بصعدة . وعبر المحافظ مناع عن استنكار مواطني المحافظة الشديد لهذه الجريمة البشعة التي ارتكبتها عناصر التخريب.. مضيفاً إنها فاجعة مؤلمة لأبناء محافظة صعدة خصوصاً واليمن عموماً، مؤكداً أن من قام بهذه الجريمة لا يمتون للإنسانية بصلة وإنما هم وحوش ضارية سيتم ملاحقتهم وسينالون جزاءهم الرادع جراء جريمتهم النكراء منوهاً بأن المخطوفين يعرفهم الجميع في المحافظة كما يعرف الجميع الضحايا ودورهم الإنساني في أوساط المجتمع .وشدد على ضرورة قيام الجهات المعنية والمجلس المحلي والمكتب التنفيذي بالمحافظة بدورهم لكشف الحقائق وتوعية المجتمع بخطورة هذه الأعمال الإجرامية الخارجة عن الشرع والقانون والمنافية للإسلام وتعاليمه وقيم المجتمع اليمني .. وعبر وكيل وزارة الداخلية لشؤون الأمن اللواء الركن محمد عبدالله القوسي عن أسفه للجريمة البشعة المرتكبة من قبل عناصر تخريبية هدفها الإساءة إلى الوطن والسعي إلى تشويه سمعته في الداخل والخارج. واضاف .. " الخطر كبير والمؤشرات بدأت واضحة مما يتطلب من الجميع التعاون وتكثيف الجهود وعدم التهاون مع كل من تسول له نفسه المساس بهذا الوطن وزعزعة أمنه واستقراره..منوهاً بأن أبناء صعدة سيقفون صفاً واحداً في التصدي لمثل هذه الأعمال الإجرامية وغيرها، كما هو المعهود منهم.. وكان المشاركون في الاجتماع ناقشوا المعالجات والحلول التي ينبغي العمل بها، للحيلولة دون وقوع جرائم مشابهة. وتخلل الاجتماع مداخلات من قبل الحاضرين من المجلس المحلي والمكتب التنفيذي أدانت الجريمة.حضر الاجتماع أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة والاخوة وكلاء المحافظة ومدير الأمن. وفي هذا الصدد قال رئيس فرع جمعية علماء اليمن بصعدة فضيلة العلامة محمد أحمد الهادي ل«الجمهورية«: الجريمة اهتزت لها محافظة صعدة وخيم الحزن في نفوس أبنائها وهي مستنكرة من الجميع وبشعة بكل المقاييس وتفتح باباً للمفسدين والمجرمين، مطالباً باسم علماء صعدة بتنفيذ شرع الخالق عز وجل القائل: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم». الشيخ عثمان حسين مجلي - عضو مجلس النواب - وجه الاتهام بارتكاب الجريمة لعناصر المتمرد الحوثي. وقال في تصريح ل «الجمهورية»: أنا أوجه الاتهام لهم فعناصر الحوثي «وهبرة» هم يقطعون الطرقات ويعتدون على الممتلكات العامة والخاصة بالمحافظة، استغلوا العفو الرئاسي، ومارسوا أبشع الجرائم بحق صعدة وأبنائها.. ورأى مجلي أن المتمردين هدفوا من وراء اختطاف وقتل الأطباء الأجانب إلى إشغال الدولة والسلطات الأمنية ليتسنى لهم ممارسة أعمالهم الدنيئة. مشيراً إلى احتلال عناصر الحوثي ل 70 - 80 % من مدارس المحافظة لينشروا أفكارهم الظلامية في عقول الأجيال البريئة.. وأكد مجلي أن هذه جريمة بشعة لا تقرها أية شريعة سماوية ونحن مع الدولة في بسط سلطتها على كل محافظة صعدة. مشيراً إلى أن المحافظة كانت تنعم بالأمن والسلام إلى أن جاء الحوثي بأفكاره الشيطانية من الخارج كوباء سرطاني.. وأضاف: عناصر التمرد قتلوا الأطفال والنساء ، انتهكوا الحرمات وفي كل مرة ينفون ويتنصلون من جرائمهم القبيحة وهم عصابة قتل وتخريب يريدون دولة داخل دولة. الأستاذ محمد يحيى عزان قال ل «الجمهورية»: ماحدث جريمة بكل المقاييس ومرتكبوها لاينتمون إلى دين أو عرف ولا يوجد عاقل في صعدة ألا ويدين هذه الجريمة بحق الإنسانية متسائلاً ما ذنب الأطباء الذين يقدمون الخدمات الخيرية لأبناء المحافظة ومعروف عنهم الرحمة، مؤكداً بأن هذه جريمة شنعاء لا مبرر لها إطلاقاً ونطالب السلطات الأمنية باتخاذ الإجراءات الصارمة وضبط الجناة.
