مهزلة، وكسر لكل المبادئ والأعراف الرياضية، وسيناريو حزين وكئيب جداً رسم في اللقاء الحاسم لفريق أهلي صنعاء وضيفه هلال الحديدة، الأحداث التي أنهت الشوط الأول قبل نهايته كانت كفيلة بأن نقول وداعاً للأخلاق، وداعاً للقيم وداعاً لكل شيء جميل في كرة القدم. ما حدث بالضبط؟! الأمور كانت تسير بشكل طبيعي قبل أن تتوتر المباراة في منتصف الشوط الأول، الأهلي لعب بطريقة هجومية بحتة 4/3/3، فيما لعب الهلال بطريقة 4/4/2، واعتمد الامبراطور على اللعب عبر الأطراف والاستفادة من الكرات والركنيات التي ضغط من خلالها على الهلال في الخمس الدقائق الأولى، فيما اعتمد الهلال على الكرات الطويلة واللعب في العمق لكن الأهلي كانت خطوطه متماسكة في ظل تواجد يحيى حوبان وحامي عرين الأهلي معاذ عبدالخالق قبل أن يشهد اللقاء انفلاتاً في أعصاب بعض لاعبي الهلال والأهلي مما استدعىا لحكم خلف اللبني لاشهار البطائق الصفراء للاعبي الفريقين، وكاد الأهلي أن يسجل هدف السبق بعد تمريرة رائعة من علي النونو في الدقيقة «73» من الشوط الأول ولم يستفد لاعبو الأهلي من الأخطاء الدفاعية لمدافعي الهلال وكانت الكرة الوحيدة التي وصلت للحارس الأهلاوي معاذ عبدالخالق والتي لم تشكل خطورة على مرماه في الدقيقة (39) وعند الدقيقة (40) من هذا الشوط انقلبت الأوضاع رأساً على عقب بعد احتساب حكم اللقاء خلف اللبني ضربة جزاء للهلال اعترض عليها الجهاز الفني للأهلي ولاعبوه بحجة أن اللعبة كان فيها تمثيل وبعد تهدئة لاعبي الأهلي عادوا للملعب وانبرى سالم سعيد لضربة الجزاء مسدداً الكرة في زاوية صعبة على يسار حارس الأهلي معاذ عبدالخالق معلناً هدف التقدم للهلال بعد عرقلة عبدالعزيز الجماعي للمحترف الإثيوبي في صفوف الهلال. المشجع الذي شعللها وسط تهاون رجال الأمن القلائل المتواجدين في الملعب والذين لم يكونوا بالعدد المطلوب لتأمين الملعب وحمايته وسط سيل الجماهير التي حضرت اللقاء خاصة من جانب الأهلي حيث غافل أحد مشجعي الامبراطور رجال الأمن الذين تركوا له الفرصة للنزول إلى الملعب والذي انتزع راية الركنية وجرى بها خلف الحكم خلف اللبني وحاول الاعتداء عليه ليتم إخراج طاقم التحكيم ويسحب الأهلي لاعبيه ثم يعودوا فيما ظل لاعبو الهلال في الملعب. ماذا حدث في المنصة؟ رمي بالقوارير والأحذية اتجهت نحو الملعب فيما كانت هناك معركة تدور في منصة الملعب بعد محاولة «البعض» الاعتداء على رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد صالح العيسي الذي خرج بصعوبة في ظل رغبة أكيدة في الاعتداء عليه وتوجيه السباب والشتم له مما أستدعى تدخل عاجل ، حيث قام الشيخ حسين بن ناصر الشريف والعميد ركن/ يحيى محمد عبدالله صالح والمهندس نعمان شاهر.. بتشكيل طوق حماية للعيسي المستهدف الأول في اللقاء. فيما حاول بعض مرافقي إحدى الشخصيات اقتحام استراحة الملعب بغية الاعتداء على العيسي لكن عقلانية يحيى محمد عبدالله صالح وشجاعة حسين الشريف أوقفت المهزلة. عيب .. عيب .. عيب حتى وإن كان الحكم خلف اللبني أخطأ في احتساب ضربة الجزاء كان لابد من تدخل العقلاء في حينه وليس إشعال الأجواء من أجل مصالح خاصة للبعض وتصفية للحسابات على حساب الرياضة وأخلاقياتها.. لقد أهدرت وطعنت الرياضة والكرة اليمنية في لقاء الأمس.. عيب .. عيب.. عيب.. مهما أختلفنا مع العيسي.. أن يتم الاعتداء على رئيس الاتحاد، كنا ننتظر دوراً أفضل من قيادات الأهلي المعروفة بأخلاقها العالية لكن الشحن والضغط الذي سبق اللقاء كان كفيلاً بنهاية سيناريو حزين رسمه بعض بلاطجة المدرجات. العيسي الكبير العيسى أثبت بالأمس للجميع أنه كبير للعقلية المتوازنة التي ظهر بها خلال محاولة الاعتداء عليه فيما كان الوزير حمود عباد مستغرباً من الأحداث التي جرت. تعزيز أمني قام العميد ركن يحيى محمد عبدالله صالح - أركان حرب الأمن المركزي بتعزيز القوات المتواجدة في الملعب بقوات مكافحة الشغب وقام بتهدئة الوضع في الملعب وأخرج من لديهم أسلحة خارج أسوار الاستاد. الشريف انتصار للأخلاق الشيخ حسين بن ناصر الشريف -وكيل وزارة الشباب والرياضة يظل أحد اللاعبين المؤثرين في الساحة الرياضية وبالأمس أثبت أنه كبير بانتصاره للأخلاق الرياضية. نتيجة معلقة بعد لقاء الأمس الذي لم تنته أحداثه فإن نتيجته تظل معلقة حتى إشعار آخر، أدار اللقاء في الساحة خلف اللبني وساعده أحمد قائد وهشام قاسم ورابعاً مختار صالح.