سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    مليار دولار التكلفة الأمريكية لإحباط هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    "ابتزاز سياسي واقتصادي للشرعية"...خبير اقتصادي يكشف سبب طباعة الحوثيين للعملات المزيفة    الحكومة تطالب بتحرك دولي لوقف تجنيد الحوثي للأطفال تحت غطاء المراكز الصيفية    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    الدوري الاوروبي ... ميلان وليفربول يودعان البطولة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    "طاووس الجنان" و"خادمة صاحب الزمان"...دعوة زفاف لعائلة حوثية تُثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مافيها(صورة)    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    إصابة 3 أطفال بانفجار مقذوف شمالي الضالع    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    ترحيل آلاف اليمنيين من السعودية    أضرار مادية وخسائر بشرية بسبب الفيضانات شرقي اليمن وإغلاق مدينة بالكامل    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



درة المدن وجوهرة السياحة الطبيعية
مدينة إب ..
نشر في الجمهورية يوم 27 - 07 - 2009

مدينة إب حاضنة المهرجان السياحي السابع كل مافيها يجسد الجمال، وتتجمل الصورة الحية في أحضان الكتل الجبلية والقرى المعلقة في قمم المرتفعات وكأنها تسامر النجوم..اليوم تعيش مدينة إب أحلى حلة وهي تشهد استعدادات مكثفة لاستقبال ضيوف أعزاء..ضيوف المهرجان السياحي السادس الذي سيأتون إليها من كل محافظات الجمهورية.. إضافة إلى زوار هذه المدينة من سواح عرب وأجانب ليثهدوا مع فعاليات المهرجان الخامس أمتع اللحظات وأحلى الأوقات.
فعلى مسافة تقارب 200كيلو متر إلى الجنوب من العاصمة صنعاء وعلى جغرافية مساحتها حوالي 5600كم2 يقطنها مايزيد عن المليوني نسمة تقع روضة الجزيرة العربية محافظة إب المعروفة باسم اللواء الأخضر لما تتمتع به من جمال الطبيعة وكسوة خضراء تكاد تغطي كل مديرياتها خاصة في أشهر الصيف حيث تسقط الأمطار الموسمية على معظم المديريات بمعدل يتراوح بين 800سم 1200مم ، ممايجعلها مزاراً سياحياً لسكان المحافظات الأخرى وللسياح الواصلين من الخارج سيما من أبناء الخليج العربي الذين بدأوا بالتدفق على مدينة إب خلال هذه الأيام وبالآلاف للاستمتاع بطبيعتها الساحرة ووديانها ذات الأشجار الكثيفة والأنهار الجارية مثل وادي عنة والدور بالعدين ووادي السحول ووادي بنا في السدة.. وإلى جانب السياحة الطبيعية والتي تجذب الكثير من السياح للأستطباب في حماماتها الطبيعية المشهورة مثل حمامات الأسلوم والشطراني ، هبران، حوار، العالي، وزره، حوار صباع، مش الكافر، الصناع، القفر وإريان وهي حمامات موسمية في أغلبها تتميز بمياها الساخنة المحتوية على مركبات معدنية بخواص علاجية.
المدينة القديمة
تعتبر مدينة إب حاضنة المهرجان السياحي السابع من أقدم المدن التأريخية الإسلامية التي يعود تأريخها إلى الأمير عبدالله بن قحطان عام 380ه.
يقول الدكتور محمد عبدالملك العزي أحد أبناء مدينة إب القديمة المعاصرين مدينة إب ذات تاريخ حضاري عريق وسميت بهذا الأسم نسبة لشهر «آب» أغسطس لكثرة الأمطار وسحر جمال الطبيعة فيها ثم تحول الألفاظ إلى «إب» وكانت قديماً تسمى «الثجة» نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة والمتواصلة عليها..ومدينة إب القديمة يرجع تاريخها إلى عهد الدولة الحميرية، وقد كانت عبارة عن قرية صغيرة لها سور وتوجد فيها معالم أثرية مثل قصر البيضاء الحميري..ثم ازدادت شهرة بعد القرن الرابع الهجري وتشير الكتب التاريخية إلى أن الأمير عبدالله بن قحطان الحوالي هاجمها سنة 380ه وقد ترك فيها الصليحيون كثيراً من آثارها التي تعود إلى أزمنة قديمة.. مدينة إب لوحة بديعة تجمع بين الربيع في نظارة سندسها الدائم وبين روعة الفن المعماري الذي يجسد ابداع الأنسان اليمني وإتقانه على لوحة الطبيعية الساحرة وقد رصفها الشاعر صعفق النشري بقوله:
إب الجمال وهل رأيت مليحة
في الكون تملك حسنها وجمالها
فاقت معاني الحسن حتى كأنها
من جنة المأوى تفوح رمالها
وكأنها الفردوس تعرض حسنها
والله ربي قد أجل جلالها
أشتاقها والشوق يعلم أنني
لازلت أرسم في الفؤاد خيالها
آخذ الإجابة منكِ شعراً قالها نعم هذه هي إب درة المدن ونفحة التاريخ تتميز بمرتفعاتها ومنخفضاتها ومدرجاتها وسهولها وبسحر طبيعتها وجمالها ونقائها واعتدال مناخها وانتشار خضرتها من أشجار وورود وأزهار وأعشاب يتلألأ الطل على خصلاتها في لوحة إبداعية رسمتها يد الخالق الذي أودع فيها الحضارة والزراعة بشكل متناغم ورائع يجسد في مجمله بساطاً مخملياً ناعماً يقصده عشاق الطبيعة في كل بقاع العالم.
معالم إب السياحية
تعتبر مدينة إب من المدن اليمنية القديمة ومن أبرز مواقعها الأثرية والتاريخية والسياحية: الجامع الكبير: يرجع تاريخ بناء الجامع الكبير إلى عصر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
إضافة إلى عدد من المساجد التي تشتهر بها مدينة إب وأهمها: مسجد البيحاني، مسجد سيف السنة، مسجد السنف، مسجد قشمر، مسجد الحمضي، مسجد عقيل بن عمر، مسجد الغفرة.
السواقي والأنفاق
كان للمدينة نظام مائي متميز يعتمد على المياه القادمة من مرتفعات المشنة من الجهة الشرقية عبر ساقية «قنوات» ينسب بناؤها إلى الفقيه شجاع الدين عمر بن عبدالرحمن النظاري «القرن العاشر الهجري» وقد حدها من جبل بعدان إلى مدارس ومساجد مدينة إب كما قام ببناء القناطر وبعد وفاته أكمل العمل أخوه شمس الدين وقد جدد إصلاح هذه الساقية الحاج محمد عبده باسلامة سنة «1305ه 1887م» كانت لهذه الساقية بناء مرتفع بواسطة جدار تتخلله فتحات واسعة معقودة تصب مياها في بركة تقع إلى الجنوب من الجامع الكبير، ثم توزع إلى المدينة بواسطة شبكة من السواقي الجدارية مبنية على واجهات المنازل وتصب مياهها في المساجد كما كانت هناك سواق تنقل المياه إلى الحنفيات والسقايات وقد هدمت معظم الساقية، ولم يبق من آثار هذا النظام المائي سوى أجزاء بسيطة منها ساقية المسني جنوب غرب الجامع الكبير وجزء من ساقية حارة المدقة التي كانت تغذي بالمياه جامعي المخلطة والصامت بالجائه وجامع وسد الجائه.
ويوجد بمدينة إب شبكة من الانفاق تحت الأرض بنيت جدرانها بالأحجار وتحمل سقوفها عقود نصف دائرية وتنقسم وظيفة هذه الانفاق مابين قنوات لتصريف مياه الصرف الصحي إلى منطقة الشعاب،وممرات للتنقل من المدينة إلى خارجها للتموين والإمداد في حالة الاخطار.
مدارس إب
مدرسة المشنة: يرجع تاريخ بناء المدرسة إلى منتصف القرن الثامن الهجري الموافق للقرن الرابع عشر الميلادي وقد أمر ببنائها الأمير جلال الدين النظاري.. ? المدرسة الجلالية العليا:يعود تاريخ بناؤها إلى بداية القرن التاسع الهجري وقد بناها الشيخ جلال الدين محمد بن أبي بكر السيري في شهر صفر سنة خمسة عشر وثمانمائة للهجرة.. وتعتبر المدرسة الجلالية العليا اليوم من أفضل أماكن الجذب للوفود السياحية الذين يرتادون المدينة لما تمتلكه من ابداع في التصميم والانشاء المعماري وبحكم موقعها في منتصف المدينة.
سور وأبواب المدينة
تعتبر مدينة إب من المدن اليمنية المحصنة حيث يحيط بها سور يدور حول مبانيها ويكتنف هذا السور خمسة مداخل أو أبواب هي: باب النصر باب الراكزة الباب الكبير باب سنبل والباب الجديد .ولا تزال بعض الأبراج قائمة على بعض الاجزاء من السور، أما أبواب المدينة مما زال أحد مداخلها قائماً حتى اليوم وهو باب الراكزة،وتعتبر المدينة القديمة أحد المواقع السياحية الهامة بمحافظ إب.
قصور ومباني إب القديمة
يوجد في مدينة إب مجموعة من القصور والمباني الأثرية القديمة تاريخياً والجميلة معمارياً تزين واجهاتها نوافذ على شكل فتحات دائرية يغطيهاالرخام مثل: دار الفرناج، ودار الحمام، والدار البيضاء، ودار الخان، وتعد تلك المباني من أهم المعالم العمرانية في المدينة.
الزي الشعبي
ابناء مدينة إب مازال الكثير منهم يحتفظون بلباسهم الشعبي القديم..حيث اشتهرت هذه المدينة بزي شعبي مشهور ومتداول عند الرجال والنساء...يقول الحاج عبدالله علي العلامة 90عاماً: كان للنساء ملابس خاصة مثل القميص المكمم«وزنان» على روبة، وزنان تركيات وسراويل طويلة مزركشة أما الرجال فكان لباسهم زناناً طويلة يأتي من فوقها «الكمر» وكذا كان هناك لبس خاص للقضاة والعلماء ويتمثل بالقمصان ذات الأكمام الطويلة والواسعة ومن فوقها توضع الجنبية أو «التوسة» أما العاملون فكان لباسهم عبارة عن «فوطة» وكمر ويؤكد هذا الحاج علي الحبيشي 80عاماً حيث يقول:
النساء كن يلبسن القناعات و«المصر» ويأتي من فوق هذا المشقر وفوق القميص المزركش بالحرير تلبس الزينة مثل «اللازم» والمسبت أما المشقر عن الذي يوضع على رأس الناس فكان من الكاذي والشذاب الأزاب وورد نيسان كما ظهر في الفترة ما قبل قيام الثورة الفوط والقمصان المكممة «وبز» أبوحنش و«بز» فركني «وبز مبرد»..المهم ياولدي كان في فنطوس خليه على الله..
سراديب المدينة
الحديث عن سراديب مدينة إب في رحلتنا هذه حديث ذو شجون حيث تعد السراديب إحدى الإسرار التي تخفيها المدينة.
يقول الوالدعبدالوهاب السادة عن كيفية اكتشاف سراديب المدينة كنا في الماضي لانعلم الكثير عن هذه السراديب وفي الفترة الأخيرة عندما كانت مؤسسة المياه تمد «مواصيرها» لإيصال المياه إلى المنازل واثناء الحفر تهدف سقف احدى السراديب.
وقد كنت أول من نزل إلى هذا السرداب من الفوهة..وعندما نزلت شعرت في البداية بضيق بالتنفس ولكني واصلت السير على ضوء المصباح الذي أخذته معي وقد وجدت أن هذا السرداب مبني بناء رائعاً فالسقف عبارة عن مساطر من الاحجار...ثم مشيت فيه مسافة عشرين متراً تقريباً شرقياً وعشرين متراً قبلياً وهناك رأيت عظمة وذكاء أباءنا الذين اتخذوا هذا السرداب ممراً سرياً لهم.. وعلى العموم فسوق المدينة هذا يقع فوق هذا السرداب ويوجب تحت الأرض غرفة مساحتها 3*3أمتار،تفصل بين السرداب الأول والسرداب الثاني..وللأسف أن مؤسسة المياه قامت بردم فوهة هذا السرداب خوفاً على الاطفال الذين عندهم حب الاستطلاع بالدخول إلى داخل السرداب المظلم..
سواقي المياه
اهتم انسان هذه المدينة بانشاء السواقي المبنية بالأحجار المنجورة للحصول على المياه ومن ذلك بناء سواقي الماء الممتدة من جبل بعدان إلى المدينة لتمد السكان بمياه الشرب.
آثار إب
أثار الأمم هي سجل تاريخها وهي كتاب حضارتها..وأمة بلا آثار هي أمة بلا تاريخ ومن لاتاريخ له لا جذور له ولا وجود ومدينة إب لها تاريخ تستمد وجوده من عمق جذورها حيث تحتوي على الكثير من المعالم الأثرية مثل:
المدافن
تعد المدافن أحد أهم معالم المدينة الأثرية كمدافن الحبوب والشونة وكانت المحاصيل الزراعية من الحبوب تدفن في مدافن محكمة التشييد في مناطق مختلفة من المدينة منها مدفن دار البيضاء، وكان لفتح المدفن شروط منها تهوية المدفن بتمرير الهواء إلى المدفن بواسطة المحفة «قطعة نسيج» واشعال أعواد من الخشب،فإذا انطفأت الشعلة فلا زال المدفن بحاجة إلى التهوية،وإذا استمر الاشتعال حينها يكون المدفن مهيئاً لدخول الموظف المختص لإخراج الحبوب،بعد إخراج الحبوب من المدفن تنتقل إلى الشوتة والتي هي عبارة عن مبنى من طابقين بجوار مدرسة الجلالية السفلى يوجد في داخل الطابق الأول أحواض صغيرة مغطاة بطبقة سميكة من القضاض توضع فيه الحبوب لتهيئتها من الحرارة ورائحة الرطوبة مثل التوزيع،وهذه الأحواض مقسمة بحيث كل حوض منها مخصص النصف من الحبوب.. فكان لهذه المدافن موظفون توكل إليهم شئون إدارتها ويعرفون بالدفان والحافظ والكيال والحايك «الحالك» والحمال وكلهم يتبعون الأنبار «الواجبات» التي مازال مبناها قائماً إلى الجهة الجنوبية من الشوتة وتمارس اختصاصها حتى اليوم.
معالم سياحية
ويوجد في مدينة إب القديمة معالم أثرية كثيرة كالدكاكين الصغيرة، ومحلات المشغولات اليدوية والفضية وبقايا الحلي وغيرها.. وإلى الآن لازالت هذه الدكاكين موجودة أضاف إلى إن هناك أسواقاً شعبية وسط المدينة يزورها الكثير من السياح العرب والأجانب الذين يقومون بشراء التحف والهدايا والمشغولات القديمة..
جبل ربي
موقع طبيعي ومنتجع سياحي جميل وهو عبارة عن جبل مرتفع نسبياً يشرف على مدينة إب من كافة الجهات وله سطح مستوى بنى عليه منتزه يستغل اليوم كمنتجع سياحي وأن كان خفى كثيراً عدد زوار هذا الجبل بسبب البناء فيه وسد المنافذ لمشاهدة وادي السحول.
الجامع الكبير
تم تشييد وبناء الجامع الكبير في العقد الثاني من القرن الأول للهجرة ويقال أنه من أقدم المساجد في اليمن وهو من الجوامع التي يتميز بجمال تصميمه من حيث الشكل والسعة والحجم.. وقد سمي بالجامع العمري نسبة إلى مؤسسة الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه.. ولأهمية هذا الصرح كمسجد فقد ناله كثير من العناية،حيث تعاقبت عليه خلال العصور الإسلامية الاضافات والتجديدات وأعمال الترميمات..
فكانت أكبر توسعة حصلت للجامع تلك التي قام بها وزير الدولة الزيادية الحسين بن سلامة.. بالإضافة إلى التجديدات الأخرى التي تمت في عهد السلطان عامر بن عبدالوهاب عصر الدولة الطاهرية عام 894-923ه وفي عام 996ه وتحديداً آخر أيام الحكم الأول للعثمانين قام حسن باشا بأعمال تجديد أخرى.. ومايثير الاعجاب أن تخطيط الجامع الكبير في إب يشبه مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فهو عبارة عن تحفة فنية معمارية رائعة..
فالصحن التابع للجامع تحيط به أروقة اعمقها رواق القبلة الذي يتكون من مقدمة الجامع تغطية قباب بديعة.. كما أن الجامع الذي بني على ربوة مرتفعة وسط المدينة القديمة يتميز بمداخله الثلاثة والمآذن التي تقع في الناحية الجنوبية الشرقية التي تلفت الانتباه فهي على شكل بدن مثمن تنتهي بشرفة يتوجها من الأعلى طاقية قصبية والتي يعود تاريخ بنائها إلى عصر الدولة الرسولية عام 685ه والتي مازالت تنفح برائحة الماضي الفائت والطراز المعماري الآخاذ..
مجالس المدينة
التحديث مجالس مدينة إب حديث ذو شجون فلكل مجلس بالمدينة صفات تميزه عن بقية المجالس ولتسليط الضوء أكثر على هذه المجالس التقينا بالحاج علي الميتمي صاحب أشهر مجلس بالمدينة حيث قال:يوجد في المدينة عدد من المجالس والتي مازالت عامرة إلى اليوم وأهمها مجلس بيت سلامة وبيت الصباحي وبيت العزي وأهم مابدور داخل هذه المجلس أنها تبدأ عادة بقراءة سورة « يس» وبعدها التصلية على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يتم قراءة أية كريمة من القرآن الكريم وشرحها وإشراك الحاضرين بطرح آرائهم أو قراءة موضوع من كتابه.
ولايقتصر المجلس على هذا الجانب فهناك النكتة التي يتميز بها أبناء المدينة القديمة،كما أن الشعر لايغيب عن هذه المجالس وعموماً فإن المجالس بالمدينة تقسم إلى نوعين كما يقول الحاج عبدالرحمن المطري النوع الأول المجالس العادية والثاني المجالس ذات الطابع الديني ويوضح الحاج العزي بالقول:للأسف إن هذه المجالس بدأت بالتلاشي خاصة بعد ظهور الشاشة الصغيرة ثم القنوات الفضائية،فالناس أصبحوا مهتمين بمتابعة المسلسلات والأفلام والأغاني وهجروا هذه المجالس ومطالعة الكتب الدينية والثقافية وغيرها..
400مدفن
وأخذ تنارحلتنا إلى السؤال والبحث عن المدافن التي تشتهر بها مدينة إب وبالصدفة التقينا بالوالد عبدالله إسماعيل شريف وسألناه عن المدافن التي كانت تشتهر بها المدينة والأهمية التي كانت تشكلها فقال: كان يوجد بالمدينة القديمة أكثر من 400مدفن تستخدم كمخازن للحبوب والقمح حيث كان وادي «الظهار» بروح سبعين ألف قدح من الحبوب «الذرة الشعير البر الدخن» إلى المدينة وحدها،ويتم حزن هذه المحصول بهذه المدافن للحفاظ عليها واليوم فقد تحولت هذه المدافن إلى مصرف للقمامة والأحجار والتراب.
خرافات وأساطير
بسبب الجهل المخيم على أبناء اليمن بوجه عام قبل قيام الثورة فقد كانت مدينة إب تعيش هذا الجهل عبر انتشار الخرافات والأساطير التي تتنفى مع العقل.. يقول الحاج عبدالله العلاية إن الناس كانوا يؤمنون بالخرافات والأساطير لدرجة إن بعض سكان مدينة إب القديمة.. كانوا يخلوا مساكنهم بفعل الاوهام والخرافات التي تسيطر عليهم فكانوا يؤمنون بوجود «غدار الدار» أو كما كان يسمى «أبو كلبة» في منازلهم فيقموا بالذبح للخلاص من هذه الأرواح الشريرة.. أما الحاج عبدالوهاب السادة فيؤكد أن «الاولين» وبسبب الجهل وقلة التعليم كانوا يذهبون إلى العرافين والمشعوذين والذين يقومون بالتصوير لهم أن منازلهم يوجد بها دواهي وعفاريت وعليه أن يقوموا بالذبح للخلاص منها وهكذا يظل صاحب الدار فتخوفاً ويتكرر باستمرار على الولي «المشعوذ» للخلاص من هذه المشكلة الغير موجود أساساً.
تراث إبداعي
وفي الجانب الآخر كانت المدارس العلمية قائمة فقد شهدت المدينة نهضة علمية كبيرة مما يدل على ذلك وجود المدرسة الجلالية العليا التي تتميز بموقعها الفريد الذي أضفى عليها منظراً خاصاً.
ويقول الأخ خالد العنسي مدير عام مكتب الآثار بالمحافظة تعتبر المدرسة الجلالية العليا اليوم من أفضل أماكن الجذب للوفود السياحية الذين يرتادون المدينة لما تمتلكه من ابداع في التصميم والإنشاء المعماري وبحكم موقعها في منتصف المدينة القديمة.
مدرسة المشنة
تعد مدرسة المشنة التي أمر ببائها الأمير بلال الدين النظاري «منتصف القرن الثامن الهجري» «الرابع عشر الميلادي» من المعالم الإسلامية التي يمكن زيارتها ومشاهدة ماتبقى من معالمها التي تشتمل على صحن مكشوف وديوان للدرس وكذا المحراب الذي يتألف من حنية تؤطرها أشرطة كتابية.. بالإضافة إلى بيت الصلاة الذي يقع إلى الشمال من صحن المدرسة وهو مربع الشكل فتح في جداره الجنوبي مدخل مستطيل الشكل عليه عقد مدبب.. أما مدخل المدرسة فيفضي إلى ساحة فيسمه مربعة الشكل التي تحتوي على بلاطتين بواسطة بائكة في الاعمدة، ويوجد عمودان مضلعان تعلوهما تيجان ناقوسية الشكل التي تقوم بحمل السقف الذي هو عبارة عن مصندقات خشبية والتي تعتبر من أجمل التحف المزخرفة.
اندثار أبواب المدينة
هي من أبرز المعالم الأثرية والسياحية الرئيسية الشاهدة على حضارة هذه المدينة التي كانت تحميها من الهجمات العسكرية التي كانت تهدد أمن سكان المدينة.. ويعتبر سور إب القديمة من الأماكن الذي شيد حول مبانيها وكان له خمسة مداخل وأبواب وهي: الباب الكبير وباب الراكزة وباب النصر وباب سنبل والباب الجديد.. وما يؤسف له أن جميع هذه الأبواب قد اندثرت ولم يتبق منها شيئاً ماعدا باب الراكزة الذي مازال شاهداً على الحضارة الإنسانية التي قامت في هذه المدينة.
دار الخان
تزخر مدينة إب القديمة بالعديد من المباني والقصور الاثرية القديمة ذات الأهمية الخاصة بأبوابها ونوافذها الخشبية ذات التصميم الفني البديع والتي تحكي بمجموعها إبداع الإنسان اليمني وهذه القصور والمباني تعد من الأماكن التي يقصدها السواح ويرغبون بزيارتها مثل دار الحمام ودار القرناج والدار البيضاء ودار الخان.
ومن الدور التي مازالت تلفت النظر إليها دار الخان الذي بناه العثمانيون وهو دار فائق المكانة مشيد بالحجارة ويقال أنه بني كسمسرة لخدمة المسافرين الذين كانوا يأتون إلى المدينة ويبتون فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.