الوقفة الأولى: إذا قدم عليك شهر رمضان فوضعت أول قدم على أعتابه فحري بك أن تتذكر نعمة من الله أسداها إليك ومنة من الله أولاها إليك هذه النعمة أن بلغك الله شهر رمضان.. هذه النعمة أن كتب الله لك الحياة إلى بلوغ هذا الشهر.. كم من قلوب حنت واشتاقت إلى لقاء هذا الشهر.. ولكن انقطع به القدر.. وانقطع بها الأثر فهم تحت الثرى في القبور.. فإذا بلغت شهر رمضان فتذكر منة الله عليك واحمد الله على الوصول والبلوغ وقل بلسان الحال والمقال اللهم لك الحمد على أن بلغتني رمضان لا أحصي ثناء عليك.. إن قلت هذا وتمكنت هذه النعمة من قلبك تأذن الله لك بالمزيد «ولأن شكرتم لازيدنكم» وحري بأن تصاب برحمة الله عز وجل.. والله ماشكر عبد نعمة من نعم الله عز وجل إلا بارك الله له فيها. وإذا بلغت شهر رمضان تذكر أناساً حيل بينها وبين الصيام والقيام.. الآلام والأمراض والأسقام فهم على الأسرة البيضاء.. إذا تذكرت ذلك.. ورأيت الصحة والعافية في بدنك فاحمد الله على الوصول والبلوغ. واسأله أن يعينك على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته. الوقفة الثانية: عقد النية على صلاح القول والعمل.. فلتكن من بداية هذا الشهر عزم بينك وبين الله على المسير إلى الله والتقرب إليه بطاعته وذكره وحسن عبادته. وهذا أمر ينبغي أن يتذكر من بداية هذا الشهر أن تعقد النية على صلاح القول والعمل كم من أناس أدركوا شهر رمضان وأدركوا يوماً أو يومين.. ولكن اخترمتهم المنية قبل بلوغ آخره فأعطاهم الله الأجر كاملاً.. لأنهم كانوا يطمحون ويطمعون في فعل المزيد من الطاعات. الوقفة الثالثة: وهي وصية نبوية فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولايصخب فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم». لأن الصيام لايقتصر عند الامساك عن الطعام والشراب فحسب ولكن هناك صيام عن الاحجام عن الكلام الذي لايرضي الله عز وجل وهناك صيام عن الأفعال التي تسخط الله عز وجل لأن الصائم ليس لائقاً به أن يرتكب لقط الكلام ورفثه .. فحافظ لسانك ولاتتفوه إلا بما يرضي الله عز وجل. الوقفة الرابعة: هذا الشهر هو شهر التوبة والانابة والمغفرة. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «إن الله يبسط يده بالليل حتى يتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها». ذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في هذا الشهر. «ياعبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم » «يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ماكان منك ولا أبالي». «يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك على ماكان منك ولا أبالي». أيها الأحبة:من لم يتب إلى الله عز وجل في رمضان فمتى يتوب؟ ومن لم يعد إلى الله عز وجل في رمضان فمتى يعود؟ فالبدار البدار بالتوبة قبل حلول الآجال. الوقفة الخامسة: من الأمور المهمة التي ينبغي على الشخص أن يفعلها قبل حلول رمضان أن يتفقه في أحكام الصيام ومايتعلق «بشروطه وآدابه وسننه ومايجب ومالا يجب إلى غير ذلك» حتى يهيئ نفسه لاستقبال شهر رمضان. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «من يرد الله فيه خيراً يفقهه في الدين» فمن لايسأل عن أمور دينه ولايتفقه في أحكام الصيام ما أراد الله به خيرآً بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «من يرد الله فيه خيراً يفقهه في الدين». وأخيراً:هذه بعض الأمور التي نستقبل بها هذا الشهر..فاغتنم أيام هذا الشهر..ولياليه..وساعاته...في الاستزادة من الخير والاقبال على الله عز وجل..فإن العاقل والله لا يفرط في هذه الأيام.. وما يدريك لعلك مكتوب في سجل الأموات هذا العام..وما يدريك لعلك لاتدرك رمضان المقبل. ياذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعبان لقد أطلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره شهر تضييع وعصيان واتلو القرآن ورتل فيه مجتهداً فإنه شهر تسبيح وقرآن كم كنت تعرف ممن صام من سلف من بين أهل وجيران وإخوان أفناهم الموت واستبقاك بعدهم حيا فما أقرب القاصي إلى الداني اللهم أعنا على صيامه وقيامه..واجعلنا ووالدينا من عتقائك من النار.