كم هو عزيز هذا الشهر علينا ونحن نعانق الروحانية الحقة بكل ما فيها من براءة وأمنيات وأحلام.. وكم تُذرف الدموع عندما نلوذ بصمت في أحضان المولى عز وجل نشكو إليه هموم السنة وآهات الظلم.. لكنها تبقى الحياة جميلة كلما تمردنا عن اليأس.. فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.. صحيح أن مواسم الصقيع والمطر والغيوم المتلبدة في وجه الشمس تصيب أكثر من شخص بالكآبة وربما بالحزن في بعض الأحيان.. هذا ما خلا الهموم التي تطالعه بانتظام كل يوم ولكن كما قرأنا في جعبتنا وهو أقرب بكثير مما نتصور كيف نقتلع الكآبة من جذور يومياتنا؟!.. وخصوصاً في شهر عظيم كشهرنا هذا.. شهر أنزل فيه القرآن الكريم . مزيداً من النور.. أثبتت الدراسات أن الضوء الكبير له تأثير على معنويات ونفسية المرء حيث أن أدنى كمية من الضوء «2500 لوكس» ولمدة ساعتين جد ضرورية للراحة والتوازن والرضا بالتالي فلنحرص على الخروج من المنزل كل يوم إذا أمكن وفي الساعات الشديدة النور «أي بين الظهر والساعة الثالثة ما بعد الظهر».. في التغذية الجيدة السلامة سلامة الجسم وسلامة المعنويات فلنع جيداً سُلَّم احتياجات جسدنا من مغذيات وعناصر مدعمة للمناعة جميعها كفيل بمحاربة الكآبة حال تجلي طيفها. البروتينات هل تعلمون بأن البروتينات لا تساهم فقط في بناء عضلات الجسم بل وهي أيضاً من العناصر الأساسية لصناعة بعض الهرمونات التي تعمل ايجاباً على المزاج؟. بالفعل تدخل البروتينات في تركيبة ما يعرف بالعناصر العصبية الوسيطة بما فيها السيروتونين «ذو تأثير مهدئ» والدوبامين «تأثير منشط».. فلنحرص إذاً على تأمين الحصص الكافية من البروتينات عبر تناول المزيد من اللحوم والأسماك إنما أيضاً الحبوب الكاملة ننصح باستهلاك الثمار الزيتية «جوز، لوز، بندق» وبذور الصويا بشكل خاص. أحماض الاوميغا3 دعونا نذكر بأن هذه الأحماض الدهنية الأساسية لا يستطيع الجسم صناعتها وللأسف، هي غير مدرجة بكميات كافية في تغذية معظم الأشخاص بيد أن عدة دراسات أثبتت منافع هذه الأحماض فيما يتعلق بالمزاج والمعنويات يجب إذاً أن نستهلك بانتظام الأطعمة الغنية بها: أسماك دهنية «سردين، سلمون، رنكة» قشريات.. بقلة.. وذلك مرة واحدة كل أسبوع على الأقل. ملاحظة: سمك السردين تحديداً متوفر وعملي وهو مصدر ممتاز للتزود بما يكفي من أحماض الاوميغا3 النافعة للقلب وللمعنويات! يمكننا أيضاً اتخاذ مكملات من الاوميغا3 على شكل أقراص ولمدة شهرين أو 3أشهر كعلاج وقائي «من المستحسن استشارة الطبيب بهذا الشأن». الفيتامينات أحياناً قد تنجم الكآبة عن نقص معين في فيتامينات المجموعة ب. الفيتامين ب 3«B3» لرفع المعنويات هذه الجزئية هي الأكثر استعمالاً لمحاربة حالات الاكتئاب بالتزامن مع الفيتامين ج «C» والأحماض الأمينية. أين نجد الفيتامين ب 6، وب 9، هل تعلمون بأن المصاب بالاكتئاب يعاني من هبوط في معدلات هذين الفيتامينين في الدم مقارنة بغيره من الأشخاص المتعافين؟ إضافة إلى أن النقص في الفيتامين ب 6 قد يؤدي إلى نزقية وفي أسوء الأحوال إلى الاكتئاب. أين نجده؟ في الطماطم، لحم البقر، السبانخ، البطاطس، العسل، أما الفيتامين ب 9 فموجود في الدجاج، اللوبياء الخضراء، الخميرة والشمار.. ولمحاربة التعب المزمن لا مثيل للفيتامين ب 21 فهو يلعب دوراً أساسياً في تماسك ونمو الخلايا العصبية نجده الأكثر في الأجبان الطازجة، السردين، والمحار. مداوة بالمعادن مغنيسوم للهدوء وكالسيوم لمحو القلق: من الأفضل اتخاذهما معاً، إنما ولتحسين امتصاصهما في الجسم إلى أقصى حد من المستحسن أن ننتاول كمية كالسيوم أكبر بمرتين منها كمية المغنسيوم. للمغنيسيوم مفعول مهدئ يعمل على تنظيم الجهاز العصبي ويحسن أو يسهل استرخاء العضلات ما يجعله خير علاج لحالات التوتر والنزقية والتي غالباً ما تؤدي إلى هبوط في المعنويات. أما الكالسيوم فيعمل على مكافحة القلق: قد أثبتت عدة دراسات مفعوله المضاد للكآبة وتحديداً قبل دورة الحيض لدى المرأة، ضد القلق والتوتر يساهم هذا المعدن أيضاً في تنظيم النوم وتحسين نوعيته. المغذيات المعدنية الأخرى: ثمة معادن موجودة بشكل آثار ضئيلة في الجسم تعرف بال Oligo- elements وهي بمثابة ردة فعل طبيعية من الممكن اتخاذها كمداواة وقائية أو علاجية على شكل مكملات من الأقراص. نذكر منها: المنغنيز الذي يحارب حالات القلق والاضطرابات الليلية عند الشخص المكتئب: الليتيزم الذي يقاوم النزقية ويعالج اضطرابات النوم الخفيفة: الذهب، الفضة، الفضة والنحاس إذا ما اتخذت معاً، ساهمت في الحد من التعب. حركة للمزيد من السعادة أي جهد بدني ينشط انتاج الاندورفينات أو ما يعرف بجزئيات الراحة والرضا فلتعوا ما يلي: التعب الطبيعي الناجم عن ممارسة جهود بدنية سليمة خير وسيلة للحد من الأرق والانزعاج اللذين يرافقان فقرات الكآبة، كل وسائل الحركة متاحة: المشي بخطوات ثابتة، التنزه في الهواء الطلق صعود السلالم عوضاً عن استعمال المصعد.. جميعها من النشاطات اللطيفة الممتعة والتي تسخر الجسم، تحسن توازنه العام وتساعد في تحسين النوم.. والأفضل ممارسة رياضة معينة بشكل منتظم، فهي كفيلة بزيادة افرازات الاندورفينات. تنبيه: فلنختر رياضة معتدلة الكثافة بدون حركات عنيفة أو صدمات وبدون السعي إلى التنافس، ومن الأفضل ألا نمارس أي نشاط رياضي في ساعة متأخرة من المساء ذلك لأن الجهد البدني الكثيف يرفع من حرارة الجسم، بيد أن الغفو يسهله هبوط هذه الأخيرة. فلنوقف عجلة الزمن! التوقف ولو لبضع لحظات تعليق سباقنا مع الزمن وسباقنا مع عقارب الساعة وذلك لاتخاذ وقت لنا لوحدنا، خاص بنا أمر جد نافع للشعور بالمزيد من الراحة والانسجام مع الذات من المهم قطع الرتابة أحياناً.. فلنتخذ مساحة لنا ونضع لائحة بالأمور التي قد تمنعنا: التنزه في الحديقة مقابلة صديقة حول فنجان من الشاي، الاستراحة طيلة بعد الظهر.. أو ربما جلسة تسوق لابتياع ملابس جميلة وجديدة والأحسن طبعاً إذا ما سمحت الماديات، الخضوع لبضع جلسات تدليك أو تمضية يومين في منتجع صحي ونسيان هموم الحياة لبرهة. بمعنى آخر: دعونا نفكر بذاتنا أكثر ونفكر بايجابية قدر المستطاع هل نحتاج التذكير بقصة الكوب نصف الفارغ أو نصف الملآن؟؟ كفى كافيين.. وسكر معظم المعطيات العلمية تشير إلى ما يلي: الإكثار من الكافيين «قهوة، كولا، شاي..» قد يسبب التوتر والقلق والنزقية ويعكر المزاج خصوصاً فترة الصيام.. تكمن المشكلة في أننا غالباً ما نربط بين القهوة والمشروبات المصنوعة من الكولا وفكرة المتعة، فرصة للاستراحة وإعادة تجديد القوى حذار من هذا الفخ أحياناً!.. حتى ولو تطلب ذلك جهداً فلنحرص على التخفيف من استهلاك هذه الأصناف وتحديداً في فترات التعب أو التوتر والتي تضعف توازن الجسم بالمقابل فنجان من القهوة بعد الإفطار قد يساهم في تأمين انطلاقة نهار نشيطة. من جهة أخرى أحياناً قد ينجم التوتر والقلق وربما تقلب المزاج، عن هبوط في معدلات سكر الدم في الواقع ضبط هبوط سكر الدم يساهم في استعادة المعنويات وتحسين المزاج إنما فلننتبه يجب ألا نعوض عن فطور فوتناه، عبر تناول أصبع من الشكولاته أو قطعة من الحلوى على سبيل المثال، وإلا ارتفع معدل السكر فجأة وسريعاً.. ربما شعرنا بتحسن لأول وهلة إنما لن يلبث أن يعود إلى الانخفاض بذات السرعة وها نحن مجدداً في الوضع السابق الحل السليم هو عدم تفويت أية وجبة وتفضيل تناول الأطعمة الغنية بالسكريات البطيئة: حبوب كاملة خبز كامل معكرونة كاملة بفول.. الخ.. والنتيجة مزيد من الطاقة أي كآبة أقل ومزاج أصفى! أعشاب وأزهار لإعادة الاستقرار غالباً ما ترافق الكآبة عدة صعوبات واضطرابات في النوم مربوطة بالتوتر، تستطيع نقاعات الأعشاب المناسبة مساعدتنا في استعادة نوم هنيء زيزفون للهدوء وتسهيل الغفو لاوندة «Verbena» للاسترخاء والاستسلام للنعاس قشرة المانيوليا لمعالجة التوتر واضطرابات النوم.