إعلان حلول شهر رمضان المبارك لايلقي بظلاله على أسواق الخضروات والمواد الغذائية فقط، فالمساجد تتألق أيضاً، وتشهد موسماً مزدحماً في القرى والمدن، ينتهي بمجرد إعلان ظهور هلال عيد الفطر. وعلى غير عادة، يواظب الناس على أداء الصلوات الخمس غالباً، والمزاحمة على الصفوف الأولى في مسجد ظل مهجوراً طيلة أشهر السنة إلا من إمام وابنه وأحد الجيران فقط.. ثعالب خروج أحد الشباب لأداء صلاة العصر في المسجد القريب من منزله لايسلمه من التعليقات اللاذعة من أصدقائه، وحتى أطفال الحي. يسخر الناس من خروجه لابساً الثوب الأبيض، والمسواك يدور في فمه، وهو المعروف ب «عصرنته» ولبسه لآخر صرعات الملابس الملونة، وعمل أحدث قصات الشعر. يرى عبدالله سعيد محمد وهو مدرس للتربية الإسلامية أن مايقوم به بعض الشباب من المواظبة على حضور كل الصلوات في المساجد «شيء يفرح النفس»، لكن هجرها بمجرد انتهاء الشهر الكريم، دليل على أن ماكان يحدث ليس سوى «نفاق للأسرة في الغالب».. وقال إن تدّين بعض الشباب في هذا الشهر فقط، وخروجهم إلى المساجد والشوارع جماعات وهم حاملون «المسابح» يجعلهم كما يقول الشاعر «خرج الثعلب يوماً بثياب الناصحينا» .. نِفاق ينكشف تدّين غالبية الشباب بمجرد إطلاق المدفع لقذيفته المدوية، والتهام طعام العشاء المتنوع الأصناف. يتوجه الجميع إلى مجالس القات الجماعية، تاركين صلاة العشاء لأصحابها، وصلاة التراويح ل «المسنين فقط» في الغالب.. ويرى كثيرون أن متعة الصلاة في رمضان تتحقق في صلاة التراويح فقط، والتي لها وقع خاص في نفوس الشباب الذين لم يصلوا في السابق، لأنها تمكنهم من بلوغ الخشوع والروحانية التي يتوق إليها المسلمون في رمضان. ويستقطب صوت الإمام في صلاة التراويح، مصلين من أماكن بعيدة للاستمتاع بتلاوة أئمة لهم أصوات مؤثرة، وهي موهبة لايمتلكها كل الأئمة، وخاصة في مساجد مدينة تعز الذين ينفرون غالبية المصلين بسبب إطالتهم، الأمر الذي يعده البعض بأن الصلاة التي أداها بعض الشباب ليست سوى «نِفاق». ويرى بعض علماء الاجتماع أن الشباب الذين يداومون على الصلاة في رمضان فقط، لايمكن نعتهم ب «المنافقين» وخاصة إذا تعلق الأمر بصلاة التراويح فقط.. وقال علي شعبان متخصص في علم الاجتماع وهو مصري الجنسية:« ليس هناك شرط لأداء صلاة التراويح.. ليس هناك مجموعة تدعو إلى هذه الممارسة، إنها مسألة دينية واختيارية بحتة ومن الصعب التحدث عن النفاق». النساء في المقدمة ٭ من أبرز الظواهر الرمضانية في اليمن خروج غالبية النساء للصلاة في المساجد، وخاصة في التراويح.. ٭بمجرد أن يتوجه رب الأسرة إلى «مقيل القات»، تشد زوجته الرحال إلى مسجد الحي مع جاراتها، لأداء صلاة تراويح جماعية، تاركة أطفالها للذي خلقهم، ومطبخ المنزل كمقلب قمامة.. يقول محمد سعيد وهو رب أسرة من مدينة تعز: النساء يحسدن بعضهن حتى في صلاة التراويح. «لو أن زوجة جارنا لاتؤدي الصلاة في المسجد، لكانت زوجتي أمام أولادها وبيتها ولن تذكر أي تراويح. ويضيف: خروج النساء ليلاً إلى المساجد يعرضهن للمضايقات، ويجعل غالبية الأزواج يتحولون إلى مرافقين لزوجاتهم إلى مساجد المدن، خوفاً عليهن، خاصة مع الانطفاء المستمر للكهرباء. ويرى محمد أن البيت هو مسجد المرأة ولامبرر لخروجهن، كقوافل سوداء في شوارع المدن ليلاً..