تتسابق الفضائيات العربية مع حلول شهر رمضان المبارك على جذب أنظار المشاهد العربي خلال ليالي الشهر الفضيل من خلال بث المسلسلات والبرامج الجديدة والتي تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة وهناك فضائيات تبدأ استعداداتها لاستقبال شهر رمضان قبل ذلك بعدة أشهر وكأن هذه الفضائيات ترى أن هذا الشهر هو تظاهرة لمشاهدة الفضائيات وما تعرضه من مسلسلات وبرامج ومسابقات دونما مراعاة لروحانية رمضان وخصوصيته خلافاً لما هو عليه في الفضائيات الدينية المتخصصة والتي تضفي طابعاً روحانياً على ليالي رمضان من خلال برامجها الهادفة،صحيفة الجمهورية وعبر صفحة رمضانيات ناقشت هذا الموضوع مع عدد من الشباب والشابات الذين عبروا عن انطباعاتهم حول ذات الموضوع وفيما يلي حصيلة ذلك.الكهرباء وليس الفضائيات في البداية تحدث إلينا الأخ علي أحمد مهدي أمين عام نادي السلام الرياضي بمحافظة ذمار قائلاً: كنا في الماضي نعاني سلب القنوات الفضائية منا روحانية شهر رمضان حيث كان الغالبية يتسمرون أمام شاشة التلفزيون متنقلين من قناة إلى أخرى وكان ذلك قبل أن تتحفنا الكهرباء بمسلسلها الممل طفي لصي لأنه بعد مشاكل الكهرباء فاستطيع أن أقول لك بأن الكهرباء هي من سلبت منا روحانية الشهر الفضيل أما الفضائيات فقد مل الناس منها بسبب الانقطاعات المتواصلة في التيار الكهربائي ولم يعد هناك من يدمن على متابعتها سوى من يمتلكون مولدات خاصة ومن وجهة نظري أنه من الخطأ تبديد أيام وليالي شهر رمضان أمام شاشة القنوات الفضائية باعتبار هذا الشهر شهر الطاعات والعبادات وشهر قراءة القرآن والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة وما من مانع أن يتخلل ذلك مشاهدة البرامج والمسلسلات الهادفة والتي تتناسب مع خصوصية شهر رمضان. سطوة الفضائيات الأخ أحمد محمد حشيدان طالب جامعي تحدث قائلاً: في رمضان الفضائيات العربية تتسابق على تقديم أعمال تلفزيونية خاصة تم إنتاجها لعرضها خلال الخارطة البرامجية الرمضانية ودائماً ما تسبقها حملة ترويجية وإعلامية واسعة طمعاً في الحصول على نسبة كبيرة من المشاهدين وكذا الظفر بإعلانات تجارية مكثفة تغطي تكاليف انتاج المسلسلات والبرامج المحلية وتكاليف شراء المسلسلات والبرامج العربية حيث تكون نسبة المشاهدة كبيرة وللأسف فإن هناك من تسلبه الفضائيات من خلال برامجها اليومية عن الواجبات الضرورية المنوطة بالفرد المسلم في شهر رمضان فيأتي رمضان ويغادر دون أن يستفيدوا من خيراته وفضائله نتيجة انشغالهم بمتابعة القنوات الفضائية وهنا تكمن المشكلة. خصوصية مخترقة الأخ علي علي جولة «موظف» تحدث قائلاً: رمضان شهر القرآن وشهر العبادة وله خصوصيته وروحانيته ولا يمكن للقنوات الفضائية أن تسلبها منا ،ففي رمضان يداوم الصائمون على أداء الصلوات في أوقاتها وتجد الكثير منهم رجالاً ونساءً يخرجون لأداد صلاة التراويح ويتعهدون كتاب الله عزوجل بالقراءة والاستذكار والمدارسة وبالنسبة للفضائيات العربية وما تعرضه من مسلسلات وبرامج فهي لاتعدو عن كونها برامج ترفيهية لا تسمن ولاتغني من جوع ولكننا نشاهد منها أحياناً في أوقات الفراغ بصورة طبيعية دونما ارتباط دائم بها، أما من يجعلونها عادة دائمة في رمضان فإنه يفوتهم الأجر والثواب. غزو فكري وثقافي الأخت خلود العنسي طالبة جامعية تحدثت قائلة: المسلسلات والبرامج الرمضانية التي يتم عرضها في شهر رمضان المبارك هي أداة من أدوات الغزوالفكري والثقافي الموجه ضد المسلمين لأن الكثير من المسلمين يظلون أمام شاشات القنوات الفضائية حتى ساعات الفجر الأولى وخصوصاً الشباب وأنا أعرف الكثير من زميلاتي وصديقاتي لا حديث لهن في رمضان إلا عن سير أحداث المسلسلات الرمضانية والمسابقات والجوائز وهناك من يتنقلون من منزل لآخر لمتابعة المسلسلات والفضائيات في المنازل المتوفرة لديهم مواطير كهرباء عند انقطاع التيار الكهربائى. عدم احترام لخصوصية رمضان الأخ سليم علي الرياشي تحدث قائلاً: الفضائيات في رمضان فعلاً تسلب روحانية الشهر الفضيل وعلى وجه التحديد الفضائيات الغنائية وقنوات الأفلام والفضائيات التي تعرض مسلسلات وبرامج هابطة لا يحترم أفرادها خصوصية رمضان الدينية وهناك قنوات فضائية دينية جسدت في برامجها الرمضانية قيم الصيام وأخلاق الفرد المسلم في شهر الصيام حيث تخاطب هذه البرامج والمسلسلات الناشئة والشباب وتغرس في نفوسهم الأخلاق الفاضلة والسلوكيات السوية التي ينبغي أن يكون عليها وهذه القنوات هي الملاذ الآمن للكثير من الأسر في رمضان بالإضافة إلى أن هناك مسلسلات هادفة تعالج الكثير من القضايا والظواهر الاجتماعية في قالب درامي مميز تعرضها بعض الفضائيات العربية المنوعة وهي جديرة بالاحترام والمشاهدة وبيت القصيد هنا أن لاتكون مشاهدتنا لهذه المسلسلات والبرامج على حساب العبادات والواجبات التي ينبغي أن يقوم بها الصائمون في رمضان. أداة للضياع واللهو الأخت نجلاء محمد مُدرسة تحدثت قائلة: رمضان ليس شهراً للمسلسلات والمسابقات واللعب واللهو كون مثل هذه الأعمال تجرح الصوم وتسلب منه روحانيته العظيمة والتي ينفرد بها على سائر شهور العام ومن الخطأ أن تتسابق الفضائيات العربية على إنتاج المسلسلات والبرامج في وقت يغيب ذلك في الفضائيات الغربية والاجنبية التي تستهدف مسخ المسلمين وإفساد أخلاقهم وسلوكياتهم فإذا بالفضائيات العربية المسلمة تقوم بالمهمة الأمر الذي يؤدي إلى ضياع الكثير من الصائمين وخصوصاً الشباب فنراهم لا يداومون على الصلاة ولا يلزمون المساجد ولا يقرأون القرآن وهذا مانعانيه اليوم ولابد أن يدرك القائمون على هذه الفضائيات خطورة ذلك وانعكاساته على المجتمع بشكل عام. رمضان بلا مسلسلات أحلى الأخ أحمد محمد السلامي«موظف» تحدث قائلاً: شهر رمضان له نكهة ومذاق خاص ودائماً ما يحل على البلاد العربية والإسلامية بالخير والبركة فيعم المجتمع الصلاح وترى أن غالبية الصائمين حتى الذين كانوا في غفلة قبل رمضان تابوا إلى الله وعادوا إلى الطريق والمنهج القويم وفيما يخص سؤالك فأنا أرى أن رمضان بلا مسلسلات وبرامج ومتابعة الفضائيات أحلى لأن متابعة الفضائيات يأخذ من الوقت في رمضان الشيء الكثير حيث كان من المفروض أن تستغل في طاعة الله وقراءة القرآن ومن خلال معايشتي للاجواء الرمضانية أكاد أجزم بأن الفضائيات العربية تسهم بفاعلية مع سبق الإصرار والترصد في إفساد متعة الاجواء الرمضانية فتسلب منها روحانيتها وتذهب عنها خصوصيتها وتسيء إلى مكانتها وتمنع حصول الكثير من فضائل أيامها ولياليها وهو أمر يكاد يكون هو الطاغي على أغلب مجتمعاتنا العربية في عصرنا الراهن. استغلال سيئ لرمضان الأخ محمد علي الزبيدي تحدث إلينا في ختام هذا الاستطلاع قائلاً: إن ما تقوم به غالبية الفضائيات العربية من إغراق في عرض المسلسلات والبرامج خلال شهر رمضان يعتبر استغلالاً سيئاً لخصوصية هذا الشهر الفضيل فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وعلينا أن نكون فيه كما أمرنا بذلك الرسول عليه الصلاة والسلام وفيما يخص القنوات الفضائية فلدينا قنوات دينية متخصصة في القرآن الكريم والبرامج والمسلسلات ذات الطابع الديني والتي يستفيد منها الصائم وينتفع بما شاهد فيها من نصائح وارشادات وتعاليم فمثل هذه القنوات تزيد رمضان بهجة وألقاً وتميزاً وما دونها من الأحوط تجنبها ولو مؤقتاً في رمضان لكي لاينشغل القلب والجوارح فيه بغير الطاعات والعبادات.