كم مسلسلاً ممكن أن يتابع المشاهد خلال شهر رمضان بعد ان تحولت هذه الفترة 03 يوماً إلى مونديال مسلسلات تلفزيونية، في ظل اقتحام الشاشة الصغيرة لكل مكان يتواجد فيه الشخص؟! وهل بالإمكان أن يتابع المشاهد عدداً من المسلسلات ويعطيها حقها من المشاهدة والاستمتاع والفائدة أيضاً وبشكل يمكنه من التعرف على شخصياتها وأحداثها وتفاصيلها؟!.. مسلسلين، ثلاثة، أربعة أو أكثر؟!. أعتقد ان الإجابة عن هكذا تساؤل يتطلب استشارة متخصصين في علم الاجتماع وعلم النفس وغيرهما إن تطلب الأمر ذلك. عام بعد آخر نجد حدة التسابق الدرامي بين الفضائيات تتصاعد بصورة ملحوظة وتتعدد الأهداف المرجوة من وراء ذلك لدى كل مؤسسة إعلامية في ظل «فلتان إعلامي» إذا صح التعبير، وفي خضم ذلك تتسرب الأعمال التلفزيونية بكافة محتوياتها ومستوياتها الجادة والهابطة الممتعة والمسلية وتلك التي تبعث على الغثيان والنفور. لكن هناك من ينظر للأمر من زاوية العرض والطلب، وهو في الأخير سوق دراما، ولكل مشاهد الحق في اختيار ومتابعة ما يريد، والمسألة ضغطة زر خفيفة على الريموت كنترول. في سوق الدراما هذا وإن ارتبط الالتفات إليه بتركيز في رمضان يلاحظ الاهتمام الرفيع بإنتاج الدراما التلفزيونية العربية، وهناك من يتولى هذه المسألة بحرفية إعلامية عالية ويخصص لها الجهد والمال اللازمين والكادر المؤهل. وفي هذا الاتجاه تبرز منطقة الخليج التي أصبحت تقف خلف إنتاج كثير من تلك الأعمال ويتميز إنتاجها بتوفير كل متطلبات العمل وأركانه، تصل حد منح الأجور العالية للممثلين. وفي إطار هذا الاهتمام الرفيع كان إعلان حاكم دبي «جائزة دبي للدراما العربية» البالغة قيمتها أربعة ملايين درهم إماراتي ستمنح لأفضل مسلسل يعرض في رمضان على قنوات مؤسسة دبي للإعلام. والجميل أن منح الجائزة التي تعادل قيمتها مليون دولار أمريكي ستمنح وفقاً لاستفتاء تجريه المؤسسة حول مسلسلاتها لمعرفة أفضل عمل درامي تابعه الجمهور العربي ليحصل على الجائزة، التي تهدف إلى «تحفيز الفنانين وصناع الدراما العربية على تجويد أعمالهم واختيار أفضل الأعمال التي تمس شرائح واسعة من الجمهور العربي». ولعل هذا يتسق والاتجاه الذي انتهجته مؤسسات إعلامية وإنتاجية عربية في إنتاج مسلسلات ضخمة وبميزانية كبيرة وبحشد متعدد وكبير من الفنانين والفنيين مثل مسلسل «هدوء نسبي» الذي يحكي معاناة الإعلاميين أثناء تغطية سقوط بغداد، والوجع الإنساني الذي عايشه كل من ارتبط بذلك الحدث الكبير على أكثر من مستوى.