أثار سماح المحكمة الإدارية في العاصمة الألمانية برلين لتلميذ مسلم بأداء الصلاة خلال الاستراحة بين الحصص في مدرسته الثانوية سجالا حادا بين مؤيدين للحكم رأوا فيه تعزيزا للحرية الدينية، ومعارضين اعتبروا قرار القضاة خطوة في اتجاه ما أسموه "الأسلمة الصامتة للبلاد وتقويض سياسة الاندماج". وفتح حكم المحكمة باب الجدل مجددا حول قضايا الحياد الديني وحرية ممارسة الشعائر الدينية بالمدارس وأوضاع التلاميذ المسلمين بالمدارس الألمانية الذين يزيد عددهم عن مليون تلميذ منهم نحو 60 ألفا في مدارس برلين. وأعطى قضاة المحكمة الإدارية التلميذ يونس. م الذي رفع الدعوى أمامها، الحق في أداء صلاة الظهر داخل مبنى مدرسة ديسترفيج الثانوية التي يدرس فيها بحي نوي كولن البرليني الشعبي ذي الأكثرية التركية والعربية. وكان يونس، المولود لأم تركية وأب ألماني اعتنق الإسلام، قد رفع في أول سابقة قضائية من نوعها في ألمانيا دعوى أمام المحكمة للاعتراض على منع إدارة المدرسة له منذ العام 2008 أداء الصلاة بين الحصص في أحد الممرات خارج الفصول. واعتبر قضاة المحكمة الإدارية في حيثيات حكمهم أن مبدأ حرية الدين والضمير والمعتقد المنصوص عليه في الدستور الألماني يكفل لكافة المواطنين ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وأثار قرار محكمة برلين الإدارية ردود أفعال متباينة، حيث انتقدته وزارة التربية المحلية في الولاية معتبرة أنه أعلى مبدأ الحرية الدينية على حساب مبدئي الحق في التعليم ووضع المدارس كمكان محايد دينيا.