ضمن برنامجها الثقافي والعلمي التي دأبت على تفعيله في مختلف المجالات نظمت جامعة ذمار يوم الاثنين الموافق 5/10/2009م ندوة وطنية بعنوان: الحوثية وأخطارها أحياها نخبة من العلماء والأكاديميين والمختصين الذين تناولوا من خلال أوراق عملهم المقدمة عدداً من المحاور الهامة تركزت حول الخلفية التاريخية والفكرية والتنظيمية لنشوء هذه الحركة وتناقض أفكارها الدخيلة مع تعاليم الدين الإسلامي عموماً والمذهب الزيدي الذين يدعون زيفاً الانتماء إليه خصوصاً إضافة إلى عرض موثق للدور الخارجي المكشوف والدنيئ التي تضطلع به جهات خارجية تكن العداء لكل ماهي يمني وديني وعربي إلى جانب الكشف عن عوامل الانقياد الأعمى للحوثية.. المشكلة والحل والآثار المدمرة لفتنة التمرد على الاقتصاد الوطني والتنمية.. يأتي ذلك تزامناً مع معارك البطولة والفداء التي يقودها أبناء قواتنا المسلحة والأمن بغرض تطهير ماتبقى من جيوب لعناصر التمرد الذين تمادوا في أعمالهم الإجرامية بحق أهلنا في بعض مديريات صعدة والمتمثلة في قتل المواطنين واغتصاب النساء والتقطع ونهب الممتلكات العامة والخاصة. ولأهمية المعلومات التي تضمنتها أعمال الندوة نسلط الضوء هنا على أهم النماذج التي زخرت بها أوراق العمل المقدمة بغرض وعي تنويري خالص نقي من شوائب الزيف والمغالطة عن ملابسات الفتنة وتداعياتها. أهمية الندوة ولدى كلمته الافتتاحية التي استهلها بالترحيب بالأخوة عبدالله المعيسري وعبدالكريم ذعطان وعبده علي سيلان وكلاء محافظة ذمار المساعدين. أشار الدكتور أحمد محمد الحضراني رئيس الجامعة إلى أهمية إقامة مثل هذه الندوات الفكرية في تنوير الشارع والرأي العام المحلي والخارجي حول مستجدات الأحداث على الساحة اليمنية وبخاصة مايدور في صعدة من فتنة أشعلتها الفئة الباغية من أتباع الحوثي الغارقين في أفكارهم وضلالاتهم المتطرفة والرجعية والمذهبية والمناطقية والسلالية المعتبة والتي عملت على التخريب والتقطع والاغتصاب ونهب الممتلكات العامة والخاصة بحق أبنائنا وأهلنا في عدد من مديريات المحافظة.. داعياً الصفوة المثقفة إلى الاصطفاف ومواجهة هذه الهجمة الشرسة المدعومة من جهات خارجية ومراكز قوى تكن العداء والبغضاء والحقد لكل ماهو ديني ويمني وجمهوري ووحدوي وديمقراطي.. مشيداً بالعمليات البطولية التي يخوض غمارها في ميادين الشرف أبناء قواتنا المسلحة والأمن الذين ضربوا أروع الأمثلة في الاستبسال والفداء للدفاع عن مكتسبات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية. تأثير العامل الخارجي على الحركة الحوثية تحت هذا العنوان ذكر الدكتور صادق ياسين الحلو أستاذ التاريخ الأوروبي الحديث بجامعة ذمار في ورقته المقدمة: نشوء الحركة الحوثية وأبعادها الخارجية حيث قال «لقد ظهر تأثير الأبعاد الخارجية هذا التنظيم عندما بدأوا في الثمانينات وبالذات في نهايتها يدرسون ضمن المقررات الدراسية، مادة عن الثورة الايرانية قام بتدريسها محمد بدر الدين الحوثي الأخ الأكبر لحسين بدر الدين وبعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في العام 1990م شكل التيار الإمام حزب الحق الذي كان حسين الحوثي أحد اتباعه الذي سرعان ما انشق عنه لخلافات حدثت بين تياره الذي رأى في الزيدية بأنه مذهب جاحد تقليدي لايلبي طموحات الشباب وتوجهاتهم التنظيمية وبين تيار بزعامة العلامة مجد الدين المؤيدي الذي لايرى غضاضة من تولي غير العلوي للحكم وهو فكر يمثل التوجه الزيدي الصحيح والخالص في أبعاده الوطنية اليمنية وعن طبيعة العلاقة بين الحوثيين وإيران يشير الحلو إلى أن استشهاد حسين الحوثي بأقوال الخميني وتأثره به والمنشورة على ملازمه والتي يتحدث فيها من عظمته وشجاعته وإيمانه لأنه خلق تجديداً في العالم كما يقول إضافة إلى إيمانه الحوثي بولاية الفتية كماهو الحال في إيران لدرجة أكد فيها أن على الأمة أن تكتفي بإمام يعلمها كل ماتحتاج إليه بحيث لايحتاج إلى دراسة الكتاب والسنة ويكفي أن يكون للأمة زعيم أو قائد قدوة. إضافة إلى تبنيه حملة شرسة للطعن في الصحابة وسبهم وهي أمور ومواقف وأفكار تبين التأثير الايراني في حرب صعدة. شعار الحوثيين وعن الشعار الذي تردده عناصر التمرد الموت لأمريكا الموت لاسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام عقب كل صلاة يؤكد أستاذ التاريخ الأوروبي إلى أنه مقتبس من الثورة الايرانية بغرض الدعاية والكسب السياسي في حين استخدمه الحوثيون لتوفير الغطاء عن جرائمهم الفظيعة في صعدة والقائمة حتى الآن من تقطع واغتصاب ونهب للممتلكات العامة والخاصة وهو تقليد أعمى أفقد الحوثي القدرة على التمييز بين خصوصيات البيئة اليمنية وتلك الخصوصية المفرطة في الاختلاف مع المجتمع الايراني ولو كان هذا الشعار حقيقياً يتساءل المؤلف لماذا لم تقم الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى الآن بإدراج هذه الفئة في قائمة المنظمات الارهابية مثل حركة حماس وحزب الله. متطرقاً إلى أوجه الدعم المالي والاعلامي والعسكري الخارجي لعناصر التمرد مشفوعة بالأدلة القاطعة «الحوثية ليست من الزيدية في شيء» أما ورقة الشيخ الدكتور عبدالسلام المجيدي أستاذ الدراسات الإسلامية المشارك بجامعة ذمار خطيب جامع الرئيس الصالح فقد تميزت عن غيرها باصطحابه عدد من موسوعات وكتب أئمة الزيدية في اليمن والتي من خلالها وبمقارنتها مع أفكار ونصوص الحوثي الشاذة التي يؤمن بها جهاراً نهاراً مثل يكفر المسلم أو إرتداده إجازة المتعة الخروج على ولي الأمر سب الصحابة استباحة دم المسلم وماله وعرضه ليثبت بالدليل الدافع والبرهان الساطع تعارض بل متناقض هذه الأفكار الدخيلة والمريضة مع تعاليم الدين الإسلامي بشكل عام والمذهب الزيدي بصورة خاصة. مشيراً إلى أن الشعار الذي يردده أتباع هذا المذهب الضال ولعنهم للآخر الأمريكان والصهاينة يتنافى مع الشريعة المحمدية فالرسول الأعظم لم يجز أصحابه ويحضهم على لعن كفار قريش أو يهود المدينة أو أكاسرة الفرس وأباطرة الروم كما أن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة رغم خصومته الشهيرة مع معاوية أو الخوارج أو غيرهم إلا أنه لم يدع أي من أتباعه لفعلهم. منوهاً: إلى أقول الإمام علي بن أبي طالب في نهج البلاغة ص31 حيث يقول مخاطباً أصحابه أكره لكم أن تكونوا سبابين. أي أن هذه السماحة والسمو يفضح الحوثيين في مبدأهم المخالف والقاضي بوجوب سب الصحابة وغيرهم ممن ليسوا على ملتهم. الإنقياد الأعمى بعد أن كشفت صلة الفكر الحوثي ببعض فرق الشيعة والخطوات التي سكلتها الإسماعيلية في اليمن واتفاقها مع نهج الحوثية تحدثت ورقة عمل الدكتور أحمد صالح العبادي نائب عميد كلية الآداب للشئون الأكاديمية أستاذ التاريخ القديم المساعد عن عوامل الانقياد الأعمى للأفكار الحوثية المشبوهة والتي من أبرزها العوامل الاقتصادية التي استغلها المتمردون لاستقطاب بعض الشباب الذي أخفقوا في التعليم والمتسربين من المدارس والجامعات فضلاً عن أولئك الحالمين في الثراء السريع إضافة إلى احتضان بعض العاطلين عن العمل والمحبطين ومن تم تعبئتهم بالأفكار التي تحولهم إلى ناقمين على كل شيء يدب على وجه الأرض. أما العوامل السياسية والإجتماعية فلا يخفى على أحد تمكن الحوثي من استدراج بعض العناصر الجاهلة بروح الدين ومن ثم تكريس أفضليتهم وسموهم العرقي والسياسي على بقية الأعراق وهو ما أدى إلى تعزيز تلك الافكار وتعميقها في نفوس الشباب فتشربوه وامتزجت بمشاعرهم وهو مايفضي بنا إلى العامل الثقافي فانتشار الأمية والجهل بنسب كبيرة في تلك المناطق وفر لهم تربة خصبة ساعدت على تفشي سمومهم الفكرية والمذهبية. وحول العوامل الفكرية والمذهبية هذه تقول ورقة الدكتور العبادي بما أن الحوثية تقوم على أساس ومبادئ وأفكار وفلسفة الفرق الشيعية الاثناعشرية والاسماعيلية والتي تعتقد بوجود إمام وأئمة معصومين ولايجوز عليهم الغلط والخطأ والسهو وأن الأمة ارتدت بتركها إمامة علي بن أبي طالب وبناءً على ذلك فإن الإمامة وتولي شئون المسلمين لاتجوز إلا في آل بيت رسول الله كما تطرقت الورقة إلى العوامل الخارجية التي ساهمت في تغذية التمرد واستمراره وعوامل أخرى ولم تغفل في نفس الوقت «أي الورقة» تقديم عدد من الحلول والمقترحات لمواجهة هذا الخطر وإيقاف الشباب المغرر بهم ومنها توعية الجماهير وتوعية الطلاب في المدارس إعادة النظر في المناهج الدراسية والتوسع في توفير فرص عمل للشباب وتفعيل دور خطباء المساجد في توعية الجماهير بسماحة الدين وإعادة تأهيل الشباب المغرر بهم. الآثار المدمرة على الاقتصاد وفي ورقته المعنونة ب أثر الحرب على الاقتصاد الوطني يقول الدكتور أحمد محمد الرحومي طبقاً لتقرير منسوب للأمن القومي الأمريكي فإن التكلفة اليومية للحرب بلغت ملياراً ومائتي مليون ريال يومياً لأكثر من 3 أشهر وإذا ما أضيف إليها الجولة الرابعة والخامسة من الحرب أي مع استبعاد الحرب السادسة فإن مراقبين يرون بأن تكلفة الخمس الحروب لاتقل عن 3 مليارات دولار هذا في ظل أن 53 % من سكان اليمن البالغ عددهم 32 مليون نسمة يعيشون في فقر وفاقة فيما يرى الخبير الاقتصادي طه الفسيل أستاذ الاقتصادي بجامعة صنعاء أن استهداف السياح الأجانب يعود إلى أن القطاع السياحي قطاع متشعب يشمل مجالات عديدة مثل السفر السياحة الفنادق المطاعم والنقل ويشغل عمالة كبيرة في هذا القطاع بطريقة مباشرة وغير مباشرة في الوقت الذي يحرم اليمن مصدراً من مصادر الدخل القومي بالعملة الأجنبية علاوة على تسبب الصراع الدائر في تشريد ومعاناة عشرات الآلاف الذين يعتمدون على الحصص الغذائية الشهرية التي توزع من قبل برنامج الأغذية العالمية كما تعرضت الورقة إلى تقرير الاستثمار العالمي لعام 2009م الذي أكد تراجع حجم مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر في الناتج المحلي العام الماضي إلى 2.21 % مقارنة ب 9.31 % في العام 2000م مشيراً في ضوء تلك إلى تراجع الاستثمارات العربية والأجنبية المسجلة في اليمن خلال النصف الأول من العام الجاري.