قد علمتنا تجارب الحياة أن الغلو والإفراط في طلب الشيء قد ينقلب إلى ضده.. فمن يريد أن يمتلك كل شيء سيضيعه حتماً فمن أجل أن يتمتع المرء بما لديه يجب أن يكون قبل هذا صاحب قناعة لأن الإقتناع ما يملكه الانسان مهما يكن قليلاً، هو قمة الإحساس بالمتعة النفسية وهو الذي يولد في نفسه الإتزان العقلي والوجداني والسلوكي الذي يهيء له الحالة النفسية السوية التي ترضي وتقنع وتدرك مواطن الجمال أينما حل. فعندما لاتعرف المرأة أهمية وقيمة زوجها فإنه يسهل عليها التفريط به، وقد تبدد وقتها الثمين لجوار شريك حياتها إما باختلاق المشاكل أو بإهماله وتشعره دائماً بالنقص فتستكثر على الآخرين ماهم فيه من نعم وثراء في العيش والممتلكات وتنشغل بأمورهم وبأحوالهم وبهذا يضيع عليها فرص كثيرة كانت ستجعلها لو أحسنت استغلالها لمصلحة تغيير ما لاتحبه في زوجها، أفضل حالاً منهم، مادياً واجتماعياً، فتقول في ذاتها تلك زوجها حالته المادية أفضل من زوجي يعني«مُريش» والأخرى زوجها جميل جداً وتلك زوجها يهتم بها جداً فتجعل مراقبتها السقيمة لأزواج الأخريات تحيطها بسياج من الحسد والهموم والحسرات وتكبل مشاعرها وقدراتها بقيود الإحباط والكسل، مع أنها قادرة على جعل زوجها أكثر من رجل في شخصية واحدة، وتصنع منه الرجل المُريش إذا دفعتهُ إلى العمل وكسب الرزق الحلال ولم تنهكهه بالطلبات التي تسردها يومياً و بكل وقت حتى تعيش كغيرها من زوجات الأثرياء، كما أن بوسعها أن تجعل منه أجمل زوج ويمكن أجمل من «مهند» التي تتنهد عندما تراه في شاشة التلفاز وقد تصل أحياناً إلى أن «تبكته» بجمال «مهند» و«رومانسية مهند» فهي لو تشعره بجماله حتى وإن لم يكن جميلاً كمهند فهو بمجرد أن يشعر بأن زوجته تراه جميلاً فسينعكس على مشاعره فسيولد لهُ مشاعر بأنه جميل وأنها أجمل منهُ وستكبر في عينيه ويكفي أن المرأة التي تشعر زوجها بأنه أجمل شخص في دنيتها تكون قد أمتلكت الباس وورد «كلمة المرور» السعادة الزوجية الدائمة، ستجعل هذه المبادرة منها مبادرة بالاهتمام بها تماماً كما يفعل مهند مع نور، أما عن التي تقول لا أستطيع تغيير طبع زوجي فهي لم تعرف المثل الشائع الذي يقول «الطبع غلب التطبع» أو المثل العامي«زوجك على ماتعوديه....» فإذا فهمتِ طبعهُ بالأول ثم أدركت نقاط الضعف ونقاط القوة وأظهرتِ لهُ أنك تفتخرين بنقاط قوته وجمالهُ وحاولتِ أن تخفي عيوبه حتى لايشعر بالنقص وتداركت عيوبه باصلاحها فستكونين شريكة ناجحة لصفقة حياة سعيدة وستؤول لك بأرباح نفسية أكثر مما هي مادية ولكن إنتبهي فلا تستعجلي «فالعجل زلل» فذلك سيحتاج منك إلى وقت وقوة صبر ستضيف إلى رصيدك في صندوق المشاعر الزوجية الدفينة. فإذا دفعك الحسد ونالت منك الغيرة المرضية القاتلة وولدت في نفسك العجز والوهن فأبشرك فأنتِ ستهدمين عشك وستطيرين عصفورك منك، فكوني ذات هدف أكبر من أن تعيشي بقرب رجل يوفر لك المال الأمان والاستقرار واجعلي منه رجلاً جميلاً يفوق جمال مهند ورجلاً ذكياً وفيلسوفاً يفوق أفلاطون وابتعدي كل البعد عن مُنغصات الحياة الزوجية التي قد تطفشه منك والتي قد تمارسينها عن جهل بخطورتها فيغني خارج سربك وتُغني أنت أيضاً خارج سربه وتمتد أنظاره وتلتف حول غيرك من أشعرته بأهميته وأبرزت مكامن جماله الحقيقي فيبدأ بالهروب شيئاً فشيئاً من عُشك البارد إلى أن تصل الحالة في النهاية إلى أن تخسريه تماماً وهو على العكس يكسب أخرى ولا تعتقدي أن الأبناء أحياناً سيكونون «يده التي توجعه» فتمسكينها فالرجل عندما لايجد في عشه الدفء والحنان فإنه لايتأخر عن التفريط والتخلي عنه مهما كانت العواقب، لذلك فكوني أذكى منه وسدي عليه شباك الهروب بإهتمامك به والإلتفات إليه وبذل كل ما تستطيعين من أجله فيشعر بأنه الزوج والأب والأم والأهل، ولاتنسي بأن تُعلي من شأنهُ أمامهُ وأمام الآخرين حتى تكبري في نظرهُ وتكونين له العطر بسحرك والحب بدفئك ويكون لك فارس أحلامك وشمعة ظلامك. تقول الحكمة الشائعة«القناعة كنز لايفنى» فاقتنعي به وسيقتنع بك واشعريه باقتناعك ليحفظ جميلك ولتكن حياتك قصر سعادة وإذا وجدت مشاكل فيها فإنما ستكون ملحها وبهارتها وماجميعها بكل حزم وصبر وتفهم فأنت الزوجة والأم وكما يُقال بالمثل الشعبي«البيت المره والحب الذرة».