يعتبر الشباب أهم شرائح المجتمع وأكثرها تواجداً في المجتمعات الإسلامية عموماً ، واليمن من بين هذه الدول التي يصل فيها نسبة الشباب إلى حوالي ال 54 % من إجمالي التركيبة السكانية ، ولذلك فإن المجتمع يعول عليهم الكثير لحمل مشاعل التغير والتطوير الذي تنشده تلك الأمم . إلا أن أولئك الشباب لا يستطيعون أن يكونوا أهلاً للتغيير والمبادرة على وضع اللبنات الأولى للنهضة المنشودة دون أن يستلهموا التوجيهات اللازمة لتحويل الأمل إلى واقع ، ولذلك كان دور المربين والمرشدين في غاية الأهمية لتهيئة الشباب تربوياً وأخلاقياً وعملياً لمهمتهم القادمة . ولأن الشباب من أكثر فئات المجتمع حساسيةً وطاقةً وهمةً وحركةً ، فقد اكتسبت مهام تربيتهم والأخذ بهم نحو العتبات الأولى للنهضة صعوبة تحتم على المربي والحاضن لهذه الفئة أن يكون متسلحاً بالعديد من الإمكانيات التي تؤهله لتوجيه قادة ومجددي ومشيدي نهضة الغد . ومن هنا كان البرنامج التدريبي «تحليل الاحتياجات التدريبية والتربوية لدى الفتية والشباب» الذي يختتم فعالياته اليوم ، أحد الوسائل الهادفة إلى إكساب المتعاملين مع الشباب والفتية مفاتيح تحديد وتحليل ما يحتاجه الفتية ليصبحوا مستعدين لصناعة الأمل وتحويله إلى حقيقة . بين يديه منظمو البرنامج المتمثلون بمؤسسة صناع الحياة بتعز ، المؤسسة الشبابية الاولى ، هدفوا من ورائه إلى تحسين قدرات المتعاملين مع فئة الشباب ، وبالتالي تحسين نوعية المخرجات الشبابية العاملة ، والتي بدورها تعمل على إحداث النقلة المستقبلية التي ينتظرها المجتمع ، حيث اجتمع أكثر من سبع وعشرين كادراً يمثلون إثنتي عشر منظمة مجتمع مدني تهتم بالشباب وتسعى لتطويرهم . وعلى مدى خمسة أيام تناولت الخبيرة والمسشارة التربوية المدربة المعتمدة عائشة الصلاحي عضو الأكاديمية الدولية للتأهيل والتدريب ببريطانيا مهارات التعامل مع الشباب وفقاً لطبيعتهم وميولهم ، كما حددت الأساليب التي من خلالها يستطيع المربي أو المتعامل مع الفتية بتحديد احتياجاتهم وتحليلها وبالتالي توفيرها ، بحيث يتشبع منها الشباب ويستطيع على إثرها أن يساهم في خدمة ذاته ومجتمعه ووطنه . بالإضافة إلى تحديد رؤية المتدربين المستقبلية لعملهم التدريبي والتربوي مع الفتية ، والعمل على تنفيذها في فتررة لا تتجاوز العامين ، وتطبيق تقنية تحديد وتحليل الاحتياجات في المؤسسة التي تحتضن الشباب مع المحافظة على الفروق المجالية والتخصصية لكل منظمة ، وأشارة المدربة إلى الفروق بين المصطلحات والمفاهيم التدريبية وذلك بهدف إدراك الغاية من كل منها كمصطلحات «استراتيجية - تعليم - تعلم - تدريب - تطوير - تنمية .... وغيرها». صفات الشباب وتطرقت المستشارة التربوية إلى الصفات الأساسية للفتية والشباب والتي يجب أن يحيط بها المربي والمتعامل مع هذه الفئة ، كالحماسة والطاقة اللامتناهية ، إندفاعهم تجاه كل ما يحبون ، وميلهم للخيال والغرابة والمغامرة والإثارة ، وعشقهم للأساطير ، والجمال والرمانسية المفرطة ، والتعاطف مع القيم البريئة ، وتفضيلهم للعوالم الغامضة والمرعبة ، وأحلامهم المكتسية بالقوة وشغفهم الكبير لكل ما يتعلقون به ، ... وغيرها من الصفات التي شددت المخبيرة عائشة الصلاحي على مراعاتها في الفتية الشباب . الجدارات الوظيفية كما تناول البرنامج التدريبي عناصر التدريب الرئيسية التي ترتكز عليها احتياجات الشباب ، واعتبرتها المدربة بأنها مطلوبة ولا بد منها ، كما أطلقت عليها اسم «الجدارات الوظيفة» والمتمثلة في : - المعرفة . - المهارة . - السلوك . - الاتجاهات . والجدارات الوظيفية هي التي تحدد أهداف أي برنامج تدريبي وفي ضوئها فقط يمكننا قياس أثر التدريب ، حيث يكون تقييمنا للتدريب بمقدار الزيادة أو الأثر الملحوظ في المعرفة أو المهارة أو سلوك أو اتجاهات الفرد والمحددة سلفاً في أهداف ووحدات برانامج التدريب . وأشار البرنامج إلى أنه وحتى نحدد الاحتياجات التدريبة للفتية نحتاج الإجابة على سؤالين ، السؤال الأول هو «ما مواصفات المراهق المطلوبة بالضبط ؟» سواءً المواصفات الأساسية والجوهرية ، أو المواصفات التفضيلية ، أي تلك التي ليست حالية أو آنية . بينما كان السؤال الثاني «ما هي الأدوار أو الوظائف التي يشغلها المراهق في الحياة؟» وهذه الأدوار تتمثل في عشرة جوانب رئيسية هي الجانب الروجاني ، والنفسي ، والإجتماعي ، والعلمي الثقافي ، والعملي ، الجسدي ، الترفيهي ، المالي المادي ، الأسري ، التطوعي الخيري . ويختتم البرنامج اليوم السبت ، وكان قد شهد العديد من الأنشطة الورشع العملية أثناء فترة إنعقاده ، وتهدف مؤسسة صناع الحياة إلى معاودة عقد البرنامج ليستفيد من مادته الغنية أكبر عدد ممكن من المتعاملين مع الفتية والشباب .