في سياق ما تقوم به الجاليات اليمنية في الخارج من أنشطة، أين تقع الهوية الوطنية والتعريف بمكونات المنظومة الثقافية اليمنية في أنشطة هذه الجاليات بما يحمي هوية المغترب ويعزز من علاقته بوطنه؟. هذا السؤال ناقشته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) مع عدد من المعنيين في بعض الجاليات اليمنية، وذلك خلال مشاركتهم في مؤتمر المغتربين مؤخراً بصنعاء، وكان هذا التقرير: جهود شخصية يقول العالم اليمني المخترع الدكتور خالد نشوان، المقيم في جمهورية المجر: إن اليمنيين هناك يقومون بجهود شخصية لاستمرار التواصل بينهم. يضيف: نحن نريد الآن أن نمنهج استراتيجية تنطلق من داخل الوطن وتخرج إلى خارجه لاحتواء المغتربين وطنياً ومهنياً وأخلاقياً، لأنه للأسف الشديد لا يوجد اهتمام بتعزيز الهوية الوطنية هناك، فالدول هناك تحتوي الكفاءات اليمنية، والخوف الكبير على الجيل القادم من أبناء المغتربين الذي أصبح عاجزاً عن فهم اللغة العربية. وتابع محذراً: بل إن الغربة استطاعت أن تجعل بعضهم يتخلى عن هويته الدينية للأسف الشديد. وأضاف: تنفق اليمن ملايين الدولارات على ابتعاث الطلبة إلى الخارج، ويتحصلون على أرفع المراكز العلمية، ثم يستفاد منهم من قبل دول أخرى، وهذا دليل على غياب الاستراتيجية السليمة لاستيعاب هذا الإنسان داخل الوطن، وهذه مشكلة حقيقية. وشدد الدكتور نشوان: ضرورة رسم استراتيجية صحيحة بهذا الخصوص؛ بحيث إن أي طالب يبتعث إلى الخارج ملتزم بعودته لخدمة الوطن. تمسك ومحافظة بينما يؤكد عضو الهيئة الإدارية للجالية اليمنية بسلطنة عمان، رئيس مجموعة الكثيري والعطاس للاستثمار يحيى الكثيري: إن الجاليات اليمنية تحافظ على هويتها، وتعزز ذلك من خلال برامجها وأنشطتها، ونحافظ على هويتنا الثقافية بالتواصل مع بعضنا، وقد قمنا بتأسيس رابطة للجالية اليمنية إلى جانب الجهود المبذولة من قبل السفارة الرامية إلى تحقيق التواصل الفعلي والدائم بين أفراد الجالية هناك. ويشاطره الرأي رئيس الجالية اليمنية في رومانيا عارف الأغبري مؤكداً: إن اليمنيين بشكل عام يحافظون على هويتهم الثقافية في أي مكان وزمان، لافتاً إلى أن المغترب اليمني مهما طالت هجرته يظل متمسكاً بخصوصيته وطابع الحياة اليمنية. وحول الأنشطة الثقافية التي تقوم بها الجالية، يقول: نقيم حفلات فنية غنائية راقصة بالأزياء التقليدية، تتخللها مشاركات شعرية، بالإضافة إلى العديد من العروض وبخاصة التي كانت تنظم قبل إغلاق السفارة، لكن بعد إغلاق السفارة انقطعت تلك الحفلات والأنشطة، هذا فضلاً عن حرمان اليمن من عدد من المنح الدراسية نتيجة عدم وجود تمثيل دبلوماسي، وقد طرحنا هذه الإشكالية في المؤتمر وبوجود مقترح لتعيين قنصل فخري. أنشطة مناسباتية المستشار الإعلامي للجالية اليمنية في جنوبالصين الدكتور محمد المنصوب يشير: نحتفل بالأعياد الوطنية والدينية عبر تنظيم الحفلات الفنية والمسابقات الثقافية (شعرية، أدبية، علمية) كما ننظم اجتماعات دورية لأبناء الجالية ونصدر نشرات ثقافية عبر الانترنت ولقاءات للتجمعات اليمنية، وترجع مناسباتية تلك الأنشطة إلى انشغال المغترب بعمله الخاص، ما يؤدي إلى غياب التفاعل الكافي مع الفعاليات كما هو الحال مع فعاليات المناسبات. انشغال المغترب أستاذ الطاقة الشمسية في جامعة طوكيو للزراعة والتكنولوجيا الدكتور مروان ذمرين، يقول: على الرغم من انشغالي بأبحاثي إلا أنني أحرص على تقديم الثقافة اليمنية عبر البرامج التلفزيونية التي تستضيفني، وأشارك في أربعة برامج تلفزيونية أقدم من خلالها نبذة عن اليمن باللغة اليابانية نظراً لقلة اليمنيين المجيدين للغة اليابانية، وقد صورنا أحد البرامج في بيتي، حيث كان عن طبيعة الأكلات اليمنية وكيفية تحضيرها وتقديمها، لأن الأكل يعتبر من أهم مفردات المنظومة الثقافية في اليابان. حدود الممكن رئيس الجالية اليمنية في منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية ناصر العزيزي يقول: تشارك الجالية في الاحتفالات الرسمية والسياحية السعودية فضلاً عن تجاوب أبناء الجالية مع فعاليات الأعياد والمناسبات الوطنية، حيث ننظم الحفلات الفنية والعروض الفلكلورية المتنوعة المطعمة بالزي الشعبي، بالإضافة إلى الجلسات والمسابقات الثقافية والشعرية بمشاركة من الجاليات الأخرى. عضو الجالية في ولاية نيويوركالأمريكية عادل الكبادي، يقول: إن أبناء الجالية اليمنية استطاعوا الحفاظ على خصوصية الهوية الثقافية اليمنية من خلال إقامة العديد من الأنشطة الثقافية والحفلات الفنية المصاحبة للمناسبات الوطنية والدينية، بالإضافة إلى إقامة مهرجانات واحتفالات فنية راقصة وغيرها من الفعاليات الثقافية بين الوقت والآخر. جهود شخصية نائب رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين في حيدر أباد، جنوبالهند، مهدي السباعي تحدث عن مشاركة الطلاب اليمنيين في الحفلات التي تقيمها الجامعات الحكومية الهندية نهاية كل عام دراسي بالإضافة إلى تنظيم الطلاب للعديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية المصاحبة للمناسبات الوطنية والدينية، على الرغم من عدم وجود دعم من السفارة لتلك الأنشطة، مستدركاً: إلا أن كل تلك الفعاليات تبقى مناسباتية، وفي معظمها بجهود شخصية من الطلاب.