مثل بيت الفن التشكيلي بمحافظة الحديدة أحد معالم الأنشطة الفنية البارزة.. وقطعت شوطاً كبيراً في إثبات وجودها برغم الدعم المفقود من المحافظة والمحدود من الوزارة.. «الجمهورية» التقت مع الفنانة التشكيلية شفاء الشعيبي مديرة بيت الفن بالحديدة. البداية والتأسيس تقول شفاء: لقد تم انشاء بيت الفن التشكيلي بالحديدة في العام 2006م، وكانت الفكرة الأساسية لمجموعة من الفتيات أحبت تكوين جمعية خاصة فيهن، وتوسعت الفكرة عند طرحها للأخ وزير الثقافة السابق الأستاذ خالد الرويشان والذي بادر بفكرة انشاء بيت الفن بالحديدة وأقرها أسوة ببيت الفن الذي كان موجوداً آنذاك في كل من محافظتي ذماروإب.. وتم تكليفي بإدارة نشاطها.. وكمؤسسين كنا خمس فتيات كإدارة عاملة. ومايميز بيت الفن هنا أنها لا تقتصر على الأكاديميين فقط بل هي مفتوحة للجميع من الفنانين الرسامين الموهوبين والمحترفين بنين وبنات. واجبات بيت الفن من واجبات بيت الفن توفير الأدوات والمستلزمات للفنانين من الدعم الذي نحصل عليه من صندوق التراث والتنمية الثقافية بوزارة الثقافة وبالتالي يصير عندنا إنتاج من أعمالهم فنعمل على إقامة معارض ونحاول أيضاً إيجاد طرق تسويقية لهذه الأعمال.. عام حافل بالنشاط كان هذا العام 2009م بالنسبة لنا حافلاً بالعديد من الأنشطة المختلفة.. فبدأنا في شهر يناير بمعرض: غزة في قلوبنا، بالتعاون مع مؤسسة الفرقان واستمر أسبوعاً كاملاً كما شاركنا في مهرجان الطفل السعيد الذي أقيم منتصف هذا العام واستمر ثلاثة أيام، وفي العاصمة صنعاء شاركنا بالعديد من الفعاليات منها معرض: المرأة صانعة السلام نظمته إدارة تنمية المرأة بوزارة الشباب والرياضة، والملتقى السنوي للشباب المبدعين نظمته وزارة الثقافة، ومعرض أجمل منظر بيئي سياحي نظمته وزارة السياحة وفاز فناننا المبدع يوسف المجيدي بالمركز الثاني، وأيضاً كان لنا مشاركة فعالة في الملتقى الفني اليمني السعودي الذي أقيم في محافظة إب على هامش مهرجان إب السياحي. وعندما نقول إنه تم المشاركة فمعنى هذا أن بيت الفن هو الذي أعد الفنان كاملاً من إطارات ولوحات وعملية نقل للأعمال لأن مشاركته تحسب لبيت الفن ونحن نتكفل فيها لأنه لايوجد عندنا بدل سفر والعملية تعود للفنان إذا أحب المشاركة. إضفاء طابع تراثي جاء انتقال بيت الفن التشكيلي إلى مقره الجديد حالياً والكائن بحارة السور المدينة القديمة على أساس إضفاء طابع تراثي وتعريفي عن المكان.. وفي اعتقادي أننا حققنا الهدف السياحي الذي كنا نأمله.. وبما أن سوق البيع لدينا كأفراد عائشين في مجتمع يسعى لثقافة «اللقمة» أكثر من ثقافة الاقتناء، فإن سوق العمل لدينا في هذه الحالة هم السياح الأجانب وأكثر شيء ممكن نبيعه لهم، والحمدلله هذا المقر الجديد هو أوسع من السابق وأعضاؤنا حالياً 54 عضواً. الفنان ابن بيئته تختلف الأعمال الموجودة لدينا بالطبع من فنان إلى آخر وكون الفنان ابن بيئته في الأساس فمن الضروري أن يتأثر بالبيئة المحيطة به.. ومن وجهة نظري لايوجد شيء تجريدي بدون وجود أساس ودلالات بيئية. خطط مستقبلية نحن الآن بصدد إقامة معرض خاص للطفل مع بداية الترم الثاني للمدارس إن شاء الله حيث ستكون هناك زيارات ميدانية لأعضائنا إلى المدارس لاستقطاب الأطفال الموهوبين ، ونعمل لهم دورة ومن ثم معرضاً خاصاً بأعمالهم.. وهذا بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم.. أيضاً لدينا خطة للقيام بزيارات ميدانية إلى بعض المديريات مثل زبيد، المنصورية بهدف الحفاظ على الموروث الفني القديم وعمل استكشاف وتصوير لها.. حيث ومحافظة الحديدة تتميز بموروث قديم و متعدد ومازالت أرضاً خصبة في هذا المجال الذي لم يستكشف بعد.. أصبحنا مؤثرين بما أن الفن التشكيلي غير مألوف ومعتاد إلا أننا قطعنا شوطاً كبيراً خلال مايقارب أربع سنوات من التأسيس الذي كان في 2006/6/31م وخلال هذه السنوات تستطيع القول إننا لمسنا تحسناً إيجابياً لدى الناس ونظرتهم تجاه بيت الفن تغيرت وحققنا نسبة ولو بسيطة من إيجاد الوعي لدى المجتمع، والحمدلله فنحن نعتبر استمرار وجودنا إلى الآن أصبحنا مؤثرين بدليل أنه في آخر مهرجان الحسينية للفروسية والهجن أوكلت قيادة المحافظة يومها الجانب الفني إلى بيت الفن وهذا دليل أننا أثبتنا وجودنا في المجتمع داخل المحافظة كمجال فني نشيط ومؤثر، أيضاً في التصنيف السنوي لوزارة الثقافة احتل بيت الفن التشكيلي بمحافظة الحديدة المرتبة الأولى من خلال النشاط والتفاعل الذي تقدمه حيث أصبح العديد من أعضائنا يحصلون على الجوائز المختلفة في ابداعاتهم الفنية المتميزة، فعندنا الفنانة هند الشقاع، فازت بالمركز الثاني «أجمل منظر بيئي لهذا العام 9002م» والفنانة غادة حداد فازت بجائزة رئيس الجمهورية للفنون التشكيلية على مستوى الجمهورية لعام 8002م.. ونحن الفرد فينا عندما يحصل على جائزة كأننا جميعاً فائزون.. دعم المحافظة مفقود نحن نحصل على دعم سنوي من صندوق التراث والتنمية الثقافية بوزارة الثقافة وهو خمسمائة ألف ريال لاغير لايكاد يفي بإيجار المقر الذي ندفع شهرياً إيجاره ستين ألف ريال. ودعم الوزارة المحدود هو الوحيد الذي نتلقاه ونغطي الباقي من قيمة أعمالنا القليلة، وفي الحقيقة فدعم الوزارة المحدود انتظم في الفترة الأخيرة وأصبح التعزيز بالمبلغ يصل بصورة منتظمة وهناك تجاوب وتفاعل كبير من قبل القائمين على إدارة الصندوق ونجد منهم كل تعاون لأنشطتنا التي نريد تنفيذها بعد رفع التصور إليهم ونحن نقدر لهم هذه الروح الطيبة ولكننا نأمل من الوزارة التعاون برفع هذا الدعم الذي لايكاد يغطي إيجار المقر، حيث إن المحافظ حتى الآن ولم نستطع الوصول إليه لوضعه على الصورة حول نشاط البيت بل ونجد صعوبات ومماطلة من مدير مكتبه عند كل محاولة للالتقاء بالمحافظ ولم نجد سوى وعود من مدير المكتب.. نحن نريد الالتقاء بالمحافظ. والذي لم يشرفنا حتى الآن بزيارة مقر بيت الفن الجديد حتى عند زيارة وزير الثقافة الأستاذ المفلحي مؤخراً ولاندري ماالذي يجعل المحافظ يهمشنا هكذا في الوقت الذي نحن بحاجة إلى دعم وهذا واجب عليه كسلطة محلية.. بقدر مايستطيع فليس من المعقول أننا لانجد الدعم المادي أو المعنوي من السلطة المحلية حتى الآن وهنا أناشد الأخ المحافظ أحمد سالم الجبلي.. وبما عُرف عنه من حب للثقافة والفنون بشكل عام التجاوب معنا واعطاءنا قليلاً من الوقت للالتقاء به. كما لايفوتني أن أسجل الشكر والتقدير للقاضي أحمد عبدالله الحجري المحافظ السابق الذي لمسنا منه كل تعاون مادي ومعنوي وله بصمات مشهودة لاينكرها إلا جاحد.. فقد وفر لنا جهاز حاسوب مع الطابعة وهو ما سهل لنا الكثير من الأعمال.. وذلل لنا كافة الصعوبات وكان التواصل معه بكل سهولة ويسر..