الناس عموماً يحبون أن يشعروا بقيمتهم واهتمام الناس بهم لذا نجدهم أحياناً يقومون ببعض التصرفات ليلفتوا النظر إليهم وقد يخترعون قصصاً وبطولات لأجل ذلك، كما هو الحال عند المرأة التي تحب المدح، فالمدح هو مفتاح القلوب،. ولكن إذا زاد المدح عن حده أنقلب ضده فأحد الأزواج يشتكي حاجة زوجته المفرطة للكلام المعسول والدلال قائلاً: زوجتي مدللة جداً وهذا سبب لي مشكلة يستعصي علي حلها تكمن في كونها تحب سماع كلمات الاطراء ومدمنة عليها على مدار 24 ساعة كما أنها تحب أن تكون شغلي الشاغل وإرضاؤها واجب يومي ألتزم به، فهي تطالبني بكلمات ك «من عيوني، حاضر، على طول» وترفض مني كلمات ك «لا، لماذا؟» هذا بالإضافة إلى كلمات أخرى تهز المشاعر وتحرك القلوب وتطالب بها كوجبات يومية متتابعة.. إذا حدث ولم ألبي لها طلبها أو تأخرت عنه لسببٍ ما كسوء مزاجي أو عسر حالتي المادية قد تذمني في المجالس وتتهمني بالبخل أو الأنانية لأنني لا أدللها!!.. يستحيل الشخص الذي ألقاه دائماً كالزوجة أو الزملاء في العمل أو حتى الجيران يكون تعاملي معهم بأسلوب واحد دائماً فمن الطبيعي أن تراني زوجتي تارة غاضب وتارة عابس وتارة مخاصم وشاتم لأننا أولاً وأخيراً بشر.. ودوام الحال من المحال وطبيعة الحياة التي نعيشها تلزمنا على تغيير مود الحياة كل ساعة وأخرى فهناك مد وجزر، فلن أكون كل الوقت شخص رومانسي ومبتسم كما لن أكون كل الوقت شخصاً جافاً وعابساً، بالتالي فمحبتي لزوجتي ستحددها طغيان حسناتي على سيئاتي. على الجانب المادي إذا طلبت مني شيئاً «من العيار الثقيل» وعجزت عن تلبيته لسوء أحوالي المادية فإنها تتهمني بالبخل مع إنها تعرف جيداً بعدم مقدرتي على تلبية طلبها وتبرر ذلك بأنها تريدني أن أكون زي الناس وأعيشها عيشة رفاهية ومع ذلك.. فطموحها بأن أكون شخصاً ثرياً وناجحاً عملياً شيء يبشر بالخير لكونها تحب لي الخير ولكن!.. صعود السلم.. سلم النجاح «يكون درجة درجة».. سألنا الزوجة فترد على شكوى زوجها بقولها: الزوج إذا أشعر زوجته بقيمتها وأظهر الاهتمام بها فقد ملك قلبها وأثبت حبه لها ولاشك أن حبه في قلبها سينخفض أو على الأقل سيتأثر إذا أنخفض اهتمامه بها وهذا الاهتمام قد يكون صعباً أحياناً ولكن ليس مستحيلاً، والمرأة مهما كانت تحب الابتسامة من زوجها وإن كانت ابتسامة صفراء في حين الزوج يقتصد في المديح ويسرف في النقد بالتالي يصبح شخصاً «معقداً» في نهاية الأمر فقد تصبر المرأة على فقر زوجها وإنشغاله لكنها قلة ماتصبر على سوء خلقه وجفاف لسانه.. مسألة أخيرة أضعها بين يدي الزوجين وأبدأ بالزوج «هناك مثل قديم يقول «من غاب عن عنزته جابت تيس» بمعنى أن من لم تجد عنده زوجته مايشبع عاطفتها.. ويروي نفسها فقد تحدثها نفسها بالاستجابة لغيره ممن يملك معسول الكلام، وإذا وقع منها له كره أو استثقال فهو لأنه سحب من رصيده العاطفي عندها ولم يودع شيئاً. أنتهى بالزوجة «وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنة بألف شفيع. يعني كل ابتسامة وكل هدية وكل كلمة حلوة منه تزيد من رصيده العاطفي عندك وكذلك الحال فكل إهانة تقع منه لك أو سبه أو شتم فإنها تسحب من رصيده العاطفي فإذا كان رصيده العاطفي عندك كثيراً ووقع يوماً ما في موقف أغاضك فيه أو قصر معك فسحب من رصيده العاطفي مقداراً معيناً.. فإن هذا لن يؤثر كثيراً لأن رصيده العاطفي كثيراً وإذا وقع أحياناً في قلبه لك كره أو استثقال فهذا إنما لكونك سحبتي من رصيدك العاطفي عنده ولم تودعي شيئاً.