لاشك أن كل متميز بغض النظر عن وجهة تميزه فإنه يكون صاحب خصائص وسمات تدل عليه ، بها ينطبق للموصوف وصفه وبغيرها تنتفي العلاقة وتغاير الدلالة. والمبدع هو أكثر الناس تميزا في الحياة لما ينتج عن إبداعه من محصلات نهائية تقود إلى بلورة وإنضاج ثمار معينة حسب الخط المنتهج لذا فالمبدع وبحسب ما يمكن أن يتصف به من صفات سيكون هذا المبدع إنساناً لا يحمل حقدا ولا يصدر أحكاما مسبقة ولا يكون إلا كما تتوصل إليه نتائج بحثه وثمرة إبداعه وقناعات مسيرته. المبدع إنسان مرهف في حسه ، جريء في رأيه ، شجاع في موقفه ، نبيل في تصرفاته ، عظيم في أخيارته. المبدع ابن أمته البار ولسان حالها الصادق ، وضميرها اليقظ ، وترجمانها الأمين ، وحارسها المتوثب وأميرها المتوج وحاكمها العادل وملكها المتواضع . المبدع رسالة ذهبية خلقت الحرية حروفها والحكمة صاغت نشيدها ، والأمانة عطرت أشذاءها رواية تعددت فصولها ، وتآلف مضمونها وخلد في الزمان ذكرها ، وأنار المكان شعاعها . المبدع للحضارة أسها ، وللتقدم روحه ، وللمدنية وتدها ، المبدع كلمة خلقت لتبقى ، عاشت لتسمو ، سمت لتسود ، وسادت لتحكم ، وحكمت لتعدل ، وعدلت لتنمو وتزدهر ، ويسمو ويسمق كل شيء ينفع الناس . تتكامل الأركان فيعلو البناء ويتواصل العطاء ، فسعادة أمة تتجسد ، وجيل مبدع ينتصر . المبدع كلمة طيبة ، شجرة باسقة يرعاها الإخلاص وتحوطها عناية البذل والعطاء والتفاني في خلق الجديد وتجديد الحياة. المبدع أمة في فرد ، وتمييز في تواضع ، وعمل في إتقان ، وإتقان في تقى . المبدع رؤية متجددة ، وراية عالية ترتقي دوماً لترسم بصمتها الدائمة والواضحة . المبدع سفير أمته المعتمد ، ووجه دعوتها المميز ، وإشراقتها المتلألئة للكون كله . المبدع غيث رحمة ، ونغم حكمة، وأفياء نعمة يبذل من نفسه وذاته ليكون مناراً وشعاعاً . [email protected]