أكد مجلس الشورى السعودي امس الأحد 2009 دعمه لأعمال لجنة التحقيق في كارثة سيول جدة، ووضعه جميع إمكاناته وخبرات أعضاء المجلس المتعددة في خدمة اللجنة وأهدافها, وتعهد بمتابعة تداعيات الكارثة عبر ما يكفله له نظامه وصلاحياته الرقابية في هذا الشأن. وفي الوقت نفسه، طالب المجلس جميع الأجهزة الحكومية المعنية بوضع الخطط اللازمة لمواجهة السيول والكوارث واتخاذ كل ما من شأنه ضمان حماية المدن والمحافظات والقرى وساكنيها من المواطنين والمقيمين والعمل على وضع إجراءات احترازية. وأشاد المجلس بصدور الأمر الملكي بتشكيل لجنة برئاسة الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة، للتحقيق وتقصّي الحقائق في أسباب الأحداث المأساوية التي نتجت عن هطول الأمطار على محافظة جدة، وما شمله الأمر من صرف مليون ريال لذوي كل شهيد غرق في فاجعة السيول، مثمناً لخادم الحرمين الشريفين التصدي لهذه الحادثة، وتعهده بتحديد المسؤولين عنها ومحاسبة كل مقصّر أو متهاون بكل حزم. وفي الوقت الذي تعقد فيه لجنة تقصي الحقائق العليا اجتماعاتها اليومية المكثفة لتنفيذ أوامر العاهل السعودي بسرعة كشف الحقائق المتعلقة بالتقصير الذي تسبب في كارثة جدة، وتحديد المتسببين ومعاقبتهم، يتم وبشكل موازٍ تنظيم حملات غير رسمية على مواقع جماهيرية واجتماعية تحظى بمتابعة عالمية مثل موقع "فيسبوك"، حيث يقوم عدد من أبناء جدة، وفيهم إعلاميون ومثقفون من الجنسين، ببناء هذه الحملات بشكل منظم وعلمي وتقني مميز يهدف لوضع الحقائق أمام الباحثين عنها وتعرية المسكوت عنه ومن ضمنه ما لا يمكن نشره عبر وسائل الإعلام الرسمية. معظم هذه الحملات التي أبرزها أسماء مثل (الحملة الشعبية للمساهمة في إنقاذ مدينة جدة) و(أوقفوا فيضانات جدة) و(من المسؤول؟) ومجموعة (تكاتف - الفريق التطوعي للبحث عن المفقودين جراء سيول مدينة جدة) و(Press and Information of Saudi الإعلام والصحافة السعودية) وكلها تقوم بإعداد مواد خاصة وعميقة ودقيقة وعلمية بما لا يقبل الجدل، خاصة المواد التقنية التي هي عبارة عن مقاطع التقطت من فئات مختلفة من شهود العيان، وتم توظيفها وربطها بنواحي تقصير بحيث أصبحت تشكل أدلة دامغة وعميقة ومؤثرة ويتم نشرها أولاً بأول على موقع اليوتيوب الشهير.