بدأ مجلس الشورى مناقشاته لموضوع بطولة كأس خليجي 20 في الجلسة التي عقدها أمس الأحد في إطار الاجتماع الرابع من دورة انعقاده السنوية الثانية للعام الحالي 2009، وذلك برئاسة رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبد الغني. وقد استهل رئيس مجلس الشورى الأخ عبد العزيز عبد الغني الاجتماع برفع تهاني وتبريكات المجلس إلى القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني بمناسبة أعياد الثورة اليمنية وعيد الأضحى المبارك، وقرب حلول السنة الهجرية الجديدة، سائلاً المولى العلي القدير أن يعيد هذه المناسبات الدينية والوطنية على وطننا وشعبنا بالخير والتقدم والسؤدد. بعد ذلك قدمت لجنة الإعلام والثقافة والشباب والرياضة تقريرها الخاص بالموضوع والذي قرأه نائب رئيس اللجنة أحمد محمد الأصبحي، ومقرر اللجنة أحمد محمد المتوكل، وعضوا اللجنة خالد عبد الله الرويشان، ومحمد علي عجلان أعضاء مجلس الشورى. ويمثل التقرير خلاصة اللقاءات التي أجرتها اللجنة المختصة مع المسئولين الحكوميين المعنيين بهذا الملف وزيارات ميدانية قامت بها اللجنة إلى محافظات عدن، أبينولحج التي ستستضيف البطولة. واشتمل التقرير على مقدمة عن أهمية استضافة اليمن لبطولة خليجي 20 لأول مرة، ونبذة عن البطولة: الفكرة والانطلاق، كما تضمن استعراضاً مستفيضاً للاستعدادات الجارية من جانب اليمن لاستضافة البطولة. واختتم التقرير بالاستنتاجات والتوصيات. وفي سياق تقييمه لأهمية انعقاد البطولة، اعتبر التقرير أن هذه البطولة تكتسب خصوصيته لدى دول الجزيرة والخليج ومنها اليمن، ليس فقط من كونها الحدث الرياضي الأبرز ، ولكن لما يترتب عليها من استدعاء للتاريخ المشترك وواحدية الوجدان، وتعزيز الشعور بالانتماء إلى واحدية الرسالة والهوية وواحدية الأمن والسلام، فضلاً عما تشكله الرياضة من عامل توثيق وتعزيز للعلاقات بين شباب الجزيرة والخليج، و لما يترتب على هذه الفعاليات المشتركة من حشد لطاقات الشباب وتأهيلهم لتحمل أعباء بناء الحاضر والمستقبل بروح العمل المشترك. وخلص التقرير من ذلك إلى التأكيد أن انعقاد هذا الحدث الرياضي يتطلب جهوداً استثنائية مضافة إلى ما هو جار عمله من إنجاز للبنية التحتية وغيرها من الاستعدادات المصاحبة لاستضافة وانعقاد البطولة بصورة لائقة. وأثنى في هذا السياق على الاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية بهذه البطولة، وعلى توجيهات فخامته التي كان لها الأثر في التسريع في إنفاذ المشاريع والتحضيرات والتجهيزات المرتبطة بهذه البطولة. وأحاط التقرير ببطولة كأس الخليج، منذ أن نشأت فكرتها عام 1968، وحتى تحققت وانطلقت أولى فعالياتها في البحرين في مارس وإبريل من عام 1970م، مروراً بأول مشاركة لمنتخب اليمن في هذه البطولة في دورتها السادسة عشرة التي انعقدت في دولة الكويت عام 2003-2004م، وهي الدورة التي تقرر فيها عقد البطولة في نسختها العشرين باليمن عام 2010. كما أحاط التقرير بالحركة الرياضية اليمنية، متتبعاً بداياتها الأولى من عدن التي تأسس فيها نادي الاتحاد المحمدي الذي عرف فيما بعد بنادي التلال، عام 1905 ليكون أول وأعرق نادٍ رياضي على مستوى المنطقة والوطن العربي.مشيراً إلى أن أعداداً أخرى من الأندية تأسست فيما بعد بمدينة عدن، ثم في مدينة الحديدة التي تأسس فيها نادي أهلي الحديدة عام 1953، وهي المدينة التي شهدت تأسيس أندية أخرى جديدة. وانتهى التقرير في سياق عرضه التاريخي للحركة الرياضية إلى فترة ما بعد الثورة المباركة، والتي شهدت انطلاقة الحركة الرياضية اليمنية، وهي الحركة التي شهدت تطوراً نوعياً في أعقاب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية. ولفت التقرير في هذا السياق إلى التطور النوعي في البنية التحتية للمنشآت والمرافق الرياضية، والذي يتمثل بوجود ثمانية ملاعب دولية، و250 مرفقاً رياضياً وشبابياً مختلفاً. واستعرض التقرير جملة الاستعدادات والإنجازات الجارية للتحضير لإقامة بطولة خليجي 20 في كل من محافظات عدن، أبين، ولحج، والتي تشمل إنشاء ملعب جديد في محافظة أبين، وتأهيل وتطوير استاد 22 مايو في مديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن، وملعب معاوية بمدينة الحوطة في محافظة لحج، وتأهيل 6 ملاعب تدريب في مدينة عدن..كما تشمل إنشاء فنادق جديدة وتأهيل وتطوير الفنادق القائمة بما يلبي معايير البطولة فيما يخص المرافق الإيوائية. وقد عكس التقرير قدراً من التفاؤل في ظل ما اعتبره مؤشراتٍ إيجابية على تمام الإنجاز لتلك المشاريع ضمن المهلة الزمنية المتاحة، مؤكداً في هذا الخصوص على أن ما أنجز من هذه الأعمال خلال الفترة السابقة يظهر أملاً قوياً في إتمام ما هو مطلوب إنجازه في مواعيده المحددة. لكن التقرير شدد على أهمية أن تسير أعمال تحسين المدن في المحافظات الثلاث في موازاة إنشاء وتأهيل وتطوير منشآت البنية التحتية الرياضية والإيوائية، لما لذلك من أثر في إضفاء الألق على البطولة. واختتم التقرير بجملة من التوصيات التي دعا من خلالها إلى تشكيل لجنة فنية من وكلاء الوزارات والجهات المعنية للمتابعة الميدانية تنتقل إلى مدينة عدن توكل إليها عقد اجتماعات موسعة مع مختلف الجهات التنفيذية المعنية بتنفيذ المشاريع بهدف زيادة مستويات التنسيق بين الجهات المركزية المعنية والسلطات المحلية في المحافظات الثلاث بهدف التسريع في إنجاز تلك المشاريع. كما أوصى بسرعة صرف الاعتمادات المخصصة لتلك المشاريع، والبدء بتنفيذ المشاريع الخاصة بتحسين المدن ومداخلها والطرق المؤدية إليها. وأوصى التقرير بتأهيل كوادر الخدمة الفندقية، وتحسين خدمات المياه والكهرباء وصحة البيئة، والعمل على متابعة إعداد المنتخب الوطني لهذه البطولة. هذا وسيعقد المجلس الجلسة الثانية في إطار هذا الاجتماع في غضون الأيام القليلة القادمة بمشيئة الله تعالى. وكان المجلس قد استمع إلى قراءة لمحضر جلسته السابقة وأقره. حضر الجلسة وزير الأشغال العامة والطرق المهندس عمر عبد الله الكرشمي ووزير شئون مجلسي النواب والشورى أحمد محمد الكحلاني، ووكيل وزارة الشباب والرياضية المساعد رمزي الأغبري، ووكيل وزارة السياحة المساعد لشئون الخدمات والأنشطة، وعدد من المسئولين في الجهات ذات العلاقة.