لماذا لايوجد الإبداع فينا نحن الشباب، ظللت فترة أفكر في هذا الموضوع لأبحث وأتطلع إلى السبب فوجدت أن السبب الحقيقي - من وجهة نظري - هو عدم وجود قضية في داخلنا نبدع من أجلها فنحن كما يقال «نكاد نعيش بالبركة» أو لذواتنا فحسب لشغل وقت الفراغ فإذا سألت شاباً أو شابة، لماذا تشغل نفسك بهذا أو ذاك سواءً أكانت الدراسة أو غيرها فسيقول من أجل شغل وقت الفراغ. مازال لايوجد لدينا الهدف الذي يدفعنا من أجل أن ننجز شيئاً ذا معنى وذا قيمة فقط، نعيش بسطحية ونفكر بسطحية ونتلقى الأخبار والمعلومات بسطحية دون تعمق وهذه هي مشكلتنا الأساسية ولطالما تمنيت أن يكون هناك شباب ذا قيمة في مجتمعنا يحملون على عاتقهم قضايا الوطن، ثم لماذا لانجد من يتحمل المسئولية تجاه وطنه؟ للأسف إن سبب تخلفنا وجهلنا وأميتنا المكتسبة هو نتيجة تعليمنا غير المسئول فلقد تعودنا على الكبت في التعليم، الكبت في السياسة الكبت في كل مايدور حولنا من قضايا وهذا ما أدى إلى نشوء جيل غير مسئول عن قضايا المجتمع مما أدى إلى ظاهرة «الاغتراب الوطني» الذي نحس به فأصبح كل واحد منا يعيش في بوتقته الخاصة به، وهذا ما أوصلنا إلى مانحن فيه اليوم. وحقيق بنا وفي خلال هذه الظروف والأزمات التي تمر بها بلادنا أن نتدارك تعليمنا قبل فوات الأوان وأن نتدارك مايمكن تداركه من هذا الجيل من أجل أن نتدارك بلادنا أيضاً. فلقد لاحظنا كيف أن كل واحد منا لايلقي بالاً لما هو حاصل وكأن الأمر لايعنيه فلم نجد الغيرة مطلقاً على هذه البلاد وكأننا نعيش في هذه البلاد غرباء أو عابري سبيل، طبعاً إلا مارحم ربي.