ساعر: واشنطن لم تبلغ تل ابيب بوقف قصفها على اليمن    السياسي الأعلى: اليمن يتموضع بقوة في المنطقة ويواصل دعم غزة    تكريم طواقم السفن الراسية بميناء الحديدة    هيئة الرئاسة تقف أمام مستجدات الأوضاع الإنسانية والسياسية محليا وإقليميا    السودان.. اندلاع حريق ضخم إثر هجوم بطائرات مسيرة في ولاية النيل الأبيض    صنعاء .. شركة النفط تعلن انتهاء أزمة المشتقات النفطية    صنعاء .. الافراج عن موظف في منظمة دولية اغاثية    لماذا تظل عدن حقل تجارب في خدمة الكهرباء؟!    مطار صنعاء "خارج الخدمة".. خسائر تناهز 500 مليون دولار    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    إتلاف 600 لغم وعبوة ناسفة من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية بشبوة    قالوا : رجاءً توقفوا !    ناطق الحكومة : اتفاق وقف العدوان الأمريكي انتصار كبير لأحرار اليمن    الامارات تقود مصالحة سورية صهيونية    توقف الرحلات يكلف الملايين يوميا..انخفاضٌ بنسبة 43% في مطار اللد    السعودية: "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة ل"جولف السيدات"    المرتزقة يستهدفون مزرعة في الجراحي    التفاهم بين الحوثيين وأمريكا يضع مسألة فك إرتباط الجنوب أمر واقع    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    الكهرباء أداة حصار.. معاناة الجنوب في زمن الابتزاز السياسي    باجل حرق..!    عدن تنظر حل مشكلة الكهرباء وبن بريك يبحث عن بعاسيس بن دغر    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    بعد "إسقاط رافال".. هذه أبرز منظومات الدفاع الجوي الباكستاني    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محاضرة لرئيس الوزراء في كلية التجارة بمناسبة 7 يوليو
نشر في سبأنت يوم 08 - 07 - 2004

جاء ذلك في المحاضرة التي القاها الأخ رئيس الوزراء يوم امس بكلية التجارة جامعة صنعاء بمناسبة مرور عشر سنوات على انتصار الوحدة اليمنية المباركة والتي حملت عنوان عشر سنوات من تعميق الوحدة والديمقراطية والتنمية والشراكة مع الاقليم والعالم .
وفيما يلي نص المحاضرة : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..الاساتذة والطلاب والطالبات ..
الحضور جميعاً .. السلام عليكم ورحمة الله .
يسرني ويسعدني أن التقي بكم في هذا الصباح المشرق، هذا الصباح الذي يذكرنا بيوم الانتصار الوحدوي العظيم، هذا الصباح الذي شهدنا فيه قبل عشر سنوات انتصار الارادة الشعبية وتنامي روح التصدي لاي محاولات تمس الوحدة الوطنية، كان الفرح والبهجة والحضور العظيم يوم ال7 من يوليو 1994م .. وكانت لحظة عناق حقيقية بين الضرورة التاريخية والارادة الانسانية كانت لحظة من أعظم لحظات تجلي الابداع الانساني في صنع ارادته بنفسه.. وكانت غايتنا جميعاً وعلى مدى كل الأجيال، وربما على مدى 150 عاماً كانت كل حركة التاريخ الانساني على أرض الواقع اليمني
تسير نحو ارادة واحدة الا وهي الوحدة اليمنية، منذ أن أحتلت مدينة عدن في عام 1839م وحتى 22 مايو 1990م كانت كل حركة التاريخ الانساني للانسان اليمني تسير نحو هدف واحد فقط وهو الوحدة اليمنية..
ونستطيع أن نرى في هذا المسار جموعاً كثيرة واحداث عميقة وتصرفات في داخل أوطاننا وخارجها حتى في أراضي الاغتراب ، لقد أدت هذه الروح إلى أن يلتحم اليمنيون في كل مكان حتى عندما يحضرون الى ميادين لعب كرة القدم كانوا يحملون علماً واحداً بألوانه المختلفة ولكنهم يربطونه
برباط وثيق ويحملونه علماً واحداً لجميع اليمنيين في الاغتراب، يخيطونه علماً واحداً لأنهم قد نسجوا في قلوبهم وعقولهم نسيجاً واحداً هو نسيج الوحدة الوطنية.
7يوليو معاني وطنية عظيمة
ولا أدري كيف ينظر لهذا اليوم وبعد عشر سنوات أولئك الذين حاولوا أن يضيعوا وطنهم فضاعوا.. والاوطان هي هذه الجموع الكبيرة وهذه الاجيال وهذا التاريخ وهذا المجد العظيم، لا يمكن على الاطلاق أن تكون مجالاً للمساومة أو سلعة في سوق النخاسة، هذا وطن لايمكن على الاطلاق أن يتصور أحد أن بطلقة رصاصة أو بتفجير قنبلة قادر على أن يحيله الى شظايا.. هذا
أمر مستحيل تماماً..
ولكننا اليوم نلتمس المعاني العظيمة الوطنية والتاريخية لهذا الانتصار ، كما أن هذا الانتصار قد دفع ثمنه شهداء وعظماء أجلاء حملوا أرواحهم على أكفهم من أجل هذا الوطن فكانوا خيراً منا وأعظم منا وأكبر منا، كبروا بحجم الوطن فقدموا كل هذه التضحيات ,ولكن نقول بان دورة الأفلاك ستظل دورات لاتشوبها لحظات العاطفة الا لماماً، لاننا بصدد أن ندرس أوضاعنا دراسة واقعية وعقلانية وأن ندرس مسار التاريخ دراسة جوهرية وليست سطحية، وانتم الاساتذة وانتم الطلبة في رحاب هذه الجامعة العظيمة التي ضمت وتضم اليوم هذه الوجوه من كل أبناء الوطن اليمني، هذا هو التلاحم الذي سوف يخلق الابداع العظيم وسوف يؤدي بالدرجة الأساسية الى ما ندعو اليه اليوم من ردم فجوة المعرفة.. وردم هذه الفجوة تعني فيما تعني أيضاً ردم فجوة التاريخ والحضارة.
عشرة اعوام من البناء
في هذه اللحظة وبعد عشرة سنوات ماذا تعلمنا من تلك الدروس؟! .. وماذا افدنا وافادتنا الحياة من هذه الفسحة التي قطعناها خلال تلك السنوات؟ قطعناها سياسة وتنظيماً وبناءً ديمقراطياً وتنمية وتعليماً وصحة، قطعناها حدوداً وتاريخ وحضارة.. قطعناها من أجل ان نصنع غداً وسمتقبلاً أفضل لنا ولاجيالنا ..كانت الدروس المستقاة الاولى من 7 يوليو 1994م أن هناك بالضرورة والمطلق ارادة شعبية حاسمة في حركة التاريخ، وان هذه الارادة الشعبية ينبغي أن تكون حرة وان تكون في اجواء ديمقراطية وقادرة ان تعبر عن نفسها بكل انواع التعبير .. ولهذا نقول أن 7 يوليو لم يكن انتصاراً
عسكرياً بل على العكس كان انتصاراً شعبياً وديمقراطياً سياسياً واجتماعياً..
- الذي ينظر الى 7 يوليو باعتباره انتصاراً عسكرياً أو باعتبار أن هذا الموقع أحتل وذاك الموقع لم يحتل فانما ينظر الى الامور بسطحية غير عادية ، بل وبسذاجة لان الانتصار الوطني لايقاس على الاطلاق بهذه المقاييس المكانية البسيطة ولكننا نقيسه بمقاييس الزمان والتاريخ والحضارة ومقاييس التقدم الانساني الذي يتم من خلال هذه الحركة التاريخية الكبيرة.
تشكيك بالوحدة وديمومتها
- والشيء الآخر اننا قد انتبهنا ان الوحدة اليمنية في داخلها وفي خارجها ومحيطها يوجد من يشكك في ديمومتها وقدرتها على الصمود .. وكان درس لنا نحن الذين عشنا هذا الظرف ولأولئك الذين تعايشوا معه ووقفوا سلباً أو أيجاباًَ .
- هذه المسألة الأساسية ينبغي أن ننظر اليها بابعادها ، لانه بقدر ما يوجد في أوساطنا من لازال يشكك في وحدتنا سوف يوجد من خارجنا من يشكك في وحدتنا.
وهذه جدلية الحياة وربما شجع الخارج موقف بعض أبناء هذا الوطن في الداخل.. فأغروهم بان اليمن لن تكون موحدة وذلك من منطلق معين.. هذا المنطلق هو ان وحدة اليمن ستكون على حساب الامن والاستقرار في الجزيرة العربية وفي البحر الأحمر وخليج عدن، وان اليمن ستكون نقطة من نقاط
الأقلاق لقضية السلام والتنمية في المنطقة .. ولكن أثبت اليمن الموحد أنه اضافة نوعية تاريخية لمسيرة الجزيرة العربية وانه يشكل بدون شك وبدون جدال دعامة كبيرة وقاعدة انطلاق نحو مستقبل متماسك لكل أبناء الجزيرة العربية وانه مصدر أمن واستقرار وسلام وتنمية.
تحديات جديدة بعد الانتصار للوحدة
- الأمر الثاني اننا واجهنا ليس التحديات السياسية والعسكرية فقط ولكن التحديات الاقتصادية والتنموية ، هذه التحديات كانت احد الرهانات التي كان يراهن على ان انهيار الاقتصاد سيكون المعادل الموضوعي تماماً لهذه الحرب ، فاذا لم تنجح الآلة العسكرية ولم تنجح الضغوطات السياسية على دك عضد الارادة الشعبية فان الرهان الآخر هو الاقتصاد والتنمية حيث لايوجد في البنك المركزي حينها الا 90 مليون دولار.. وحيث كان البنك المركزي مديناً لأربعة من التجار بما لايقل عن 450 مليون دولار.. أي كنا نتسلف القمح والدقيق والزيت حتى البترول لان حقول المسيلة توقفت بل صودرت اموالها في شحنتين الاولى بخمسة وعشرين مليون والثانية بثمانية وعشرين مليون دولار خلال الفترة السابقة التي كان فيها شكل من اشكال الانفصال غير المعلن وأثناء الحرب الشحنة الثانية.. ولم يعد لدينا بالامكان الا أن نستورد البترول اثناء الحرب وعن طريق الحديدة، لان
مصفاة مأرب لاتكفي وكانت مصفاة عدن تحت يد الانفصاليين.
ارادة سياسية عظيمة لحل الخلافات
- كان الوضع لايمكن على الاطلاق تصوره الا انه انهيار كامل، لكننا وبالارادة السياسية وتحت قيادة الاخ الزعيم العظيم الوطني علي عبدالله صالح تحركنا نحو منطلقات أساسية ينبغي ان تكون هي أولوياتنا ..
-وكان المنطلق الأساسي الأول ان اليمن المنتصر ارادته من اجل وحدة شعبه وترابه وارضه يحتاج أيضاً في نفس الوقت أن يحول هذا الانتصار الى انتصارات اخرى على المستوى السياسي، وأهم هذه الانتصارات ان تحل قضايا الحدود مع الجيران لان الارض والحدود هي مصادر الحروب.. وندرك تماماً ان الثأر في اليمن أساسه الأرض .. فما لايقل عن 90 % من القضايا الموجودة الخاصة بالثأر هي بسبب مشكلات الارض فما بالك بين الدول..الحرب في العراق أصلها ارض لانهم دخلوا الى الكويت، والنضال الوطني الفلسطيني اصله أرض لانهم احتلوا ارض فلسطين وجيىء باليهود عام 1948م وقسمت الأرض.. وبالتالي صون الوحدة الوطنية الداخلية تحتاج بالضرورة صون علاقاتك مع الآخرين وخصوصاً مع الجيران.. لم تمض بضعة أشهر الا وبدأت مشكلة الارض بيننا وبين المملكة العربية السعودية .. واليوم وفي مساء أمس كنت في حوار مع سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز واتفقنا على ان تجتمع القيادات العسكرية ورؤساء الأركان وقيادات المنطقة العسكرية وقيادات حرس الحدود يوم 11 يوليو في بهجة عظيمة واحتفال رائع في الجديع أي في المطار الذي سيسلم لنا والذي شيدته السعودية ونتيجة ترسيم الحدود اعيد الى الوطن اليمني..
احتفال بهيج ,حضاري اخوي تاريخي يحمل انبل الصور واعظمها واجملها وأروعها..
- هذه النتيجة ضمن عشر سنوات من التجربة لإعادة بناء ما خربته الايام السود حسب مقولة البعض.. هذه النتيجة حصيلة كبيرة جداً من 66 سنة وتحديداً منذ عام 1934م حتى 12 يونيو 200م ، 66 سنة وستة أشهر وربما ستة أيام وست ساعات كانت الجمهورية اليمنية والمملكة العربية
السعودية على موعد مع التاريخ وعلى موعد مع الانتصار للإرادة السياسية الحكيمة والثاقبة التفكير والتنوير.. اليوم هذه هي الحصيلة ، وما أروعها من حصيلة عندما نقف عليها بعد عشر سنوات.
الوضع العربي والرد اليمني الحكيم
- نستعرض مرة أخرى مسيرتنا السياسية والديمقراطية.. في هذه المسيرة نجد أنفسنا اننا نشرنا شراعنا لخوض بحر متلاطم وخصوصاً وان عشية الوحدة اليمنية جاءت على مصادفة غريبة وهي - لسؤ الطالع- حرب الخليج الثانية لحظة تمزق عربي.. انقسام.. لحظة شعور بالأحباط لدي الجميع من مضيق جبل طارق من المغرب حتى رأس مساندام في الخليج.. حالة من الاحباط والأنكماش
القومي تجاه القضايا الأساسية وانقسامات على مستوى قاعات القمة العربية ..يرمون بعضهم بعضاً في أبشع صورة من الصور ب.....عليكم ان تتصورا هذا الوضع العربي.. لايرمون .... في وجوه الآخرين ولكن...... تتطاير داخل القمة العربية وهو المنظر الذي صور على غفلة ثم ادهشنا بعد ذلك ثم صدمنا ثم كسَرنا وتهشمنا من الداخل بسبب هذا الموقف - وفي ذلك المنظر تتجسد عظمة الشعب اليمني وهو يحقق وحدته ويسير في لحظات تاريخية ليست عادية لإنه وبضدها تتبين الأشياء .. لا نستطيع على الاطلاق ان نرى الصورة البيضاء إلا إذا رأينا الصورة السوداء والعكس هو الصحيح..
- مضت المسيرة ومضت عملية اصلاحية تاريخية جذرية في اليمن منذ ال22 من مايو 1990م وصورتها المقابلة الاخرى نظاماً شمولياً بالوانه المختلفة شمالاً وجنوباً ولكن رسمياً جنوباً لان هناك الحزب الواحد والوحيد والنظرة الواحدة والقالب الواحد والهتاف الواحد بل والملابس الواحدة.. هذه صورة واضحة لمفهوم الديمقراطية والتعددية ولمفهوم الشمولية .
ديمقراطية ميكانيكية مزاجية!!
- هذا التناظر بين الصورتين ستتجلى واضحة في اول انتخابات 1993م .. ولان الديمقراطية لازالت في مهدها لدى البعض ولان الديمقراطية لازالت صيغة غير مقبولة من حيث الثقافة السياسية لدى البعض كانت نتائج 93م غير مرغوبة عند البعض وغير قادر على ان يتقبلها فقال انها ديمقراطية
ميكانيكية عددية.. يعني اعطي الواحد صوتين مقابل واحد لصوت واحد.. كيف هذا ؟!! هل الديمقراطية هي كذا ؟. الولايات المتحدة كادت ان تكون لغتها الرسمية هىالالمانية لولا صوت جيفرسون - صوت واحد - كانت اللغة الالمانية واللغة الانجليزية مطروحة للتصويت في الكونجرس لان تكون احدها اللغة الرسمية في الولايات المتحدة الامريكية.. هل قالوا ان هذا الصوت وهم كلهم من الانجيلوساكسون - ان هذا الصوت لاينبغي ان نختار اللغة الانجليزية لانه بصوت واحد.. هذا الصوت حدد ثقافة أمة بكاملها، بل حدد ثقافة كل البشرية، هذا الصوت الواحد الذي اصبحت به الولايات المتحدة تتكلم الانجليزية رسمياً - صوت جيفرسون.. ويأتي هنا ليقول - الامور لن تحسم الا بالديمقراطية .. لان الديمقراطية ينبغي ان تكون ميكانيكية اصلاً والا صرنا قبائل نقبل الدقون ونطرح الجيهان ونعمل توافقات .. لكن لن تتم ,لازم نقتنع تماماً ان الديمقراطية هي السبيل
الوحيد وينبغي ان تمضي.. و بسبب الوعي المتخلف لدى القيادات السياسية ان هذه الديمقراطية عددية بعد أن طارت احلامهم في الحوز على الأغلبية.. على كل حال هذا التفكير ذاته وهذه الثقافة المتخلفة ذاتها هي التي أوصلتنا الى حرب صيف 1994م..
- حتى عندما تم تشكيل الحكومة - كما تعلمون- لم تشكل على مايقال بانها تخضع للديمقراطية كما كانت اوزان الاحزاب كلها داخل مجلس النواب، رجعنا ونحن يمنيون ولازلنا نجبرخواطر نأتي بهذا نائب رئيس الوزراء وهذا رئيس الوزراء وهؤلاء أكثر كوته وهؤلاء أقل كوته وانتهى الامر الى حكومة من 25 شخص ، ثلاثة عشر من بينهم نائب رئيس الوزراء من لمؤتمر الشعبي العام و12 من بينهم رئيس الوزراء من الحزب الاشتراكي اليمني.. و في آخر النهار اوفي آخر الليل قالوا ان فلان زعلان -لا يوجد داعي للأسماء - ضعوه غيروا القائمة حتى تغيرت القائمة ثلاث مرات في حين لو تم الحل ديمقراطياً واصرينا وقلنا بداية صحيحة.. من اراد ديمقراطية هي هكذا نعده بالحاسوب - كم لك ؟ كم حصدت كراسي في البرلمان؟ تفضل خذ حقك ؟ بها كنا سنتجنب أشياء كثيرة لاننا سنتعلم أكثر فأكثر اننا مصرون على ان نجعل من الديمقراطية هي الحكم بيننا جميعاً.. لكن
حدث ما حدث وفي النفوس الشىء الكثير .. ولكن ورغم كل المساومات وكل التوليفة ورغم الضغوطات التي حصلت ورغم كل التقبيل في الدقون والجيهان ورغم كل هذا ,الذي برأسه انفصال برأسه انفصال. وحصل ..
- اليوم نريد من اخواننا أولئك الذين أخطأو في حق الوطن أن يراجعوا الموقف فقط وردود الفعل ونقول عفا الله عما سلف ,الوطن فيه متسع للجميع وفيه ما يكفي الجميع .. الوطن فيه روح الجميع وعقل الجميع ووجدان الجميع .. هيا فلنعمل مع بعض جميعاً كقوى سياسية واجتماعية ووطنية من
أجل البناء والتقدم
. 1994م وضع اقتصادي صعب
- الصورة الاخرى بعد عشر سنوات للوضع الاقتصادي كان الوضع الاقتصادي حينها في عام 1994م كالتالي :معدل النمو 4ر1 بالسالب للانتاج والدخل القومي .. والاحتياطي في البنك المركزي 90 مليون دولار فقط، ومديونية على البنك المركزي للتجار الموردين للقمح والدقيق والمواد الغذائية الاساسية تصل الى 450 مليون دولار.. وعملنا تسوية للتجار بواقع 37 مليون دولار شهرياً يتم تقسيمها بين أربعة تجار من اجل ان يستمروا في امدادنا بالقمح والدقيق لاننا كحكومة حينها لم يكن لدينا امكانية ان نحصل على عملة صعبة ، كانت الموازنة قد وصل العجز فيها الى 22% من الناتج القومي ثم استقر على 17% ما قبل منتصف عام 1995م ، ووصلت البطالة الى 33% بسبب عودة المغتربين من الخليج الذين تدفقوا على الشوارع وعلى البيوت والمنازل وعلى القرى والجبال والوديان والصحاري وعلى السواحل فشكلوا عبئاً اضافياً على كل دخولات الموازنة على الصحة والغذاء وعلى الكهرباء والماء وعلى التعليم والطرقات .. وزحمة حتى على الخيام، عملنا مشروع للخيام علشان نستقبل الناس الذين لايوجد لديهم منازل، وزحمة على الطرق وخير مثال مدينة الليل في منطقة مذبح بالعاصمة صنعاء التي شيدت بعد حرب الخليج الثانية.. بل وتفنن بعض الناس في كيفية الحصول على قطعة أرض بسرعة وبوسائل غير شرعية.. والفوضى هي العشوائية..
لان الامور أزدحمت علينا بدون ان نخطط لها.. عاد مليون شخص فجأة ليشكلوا عبئاً اضافياً غير متوقع.. والمطلوب توفير كافة الخدمات لهم .. هذا الوضع أدى الى 33% بطالة.
مشكلة اخرى
- في 16 ديسمبر 1994م اجرينا الاحصاء السكاني وجاءت الكارثة الجديدة، تبين لنا من خلال الاحصاء السكاني اننا ننمو بمعدل7ر3% ومعدل النمو في الناتج القومي 4ر1 بالسالب ، وهذه ايضاً مشكلة اخرى.. وبين لنا بأن ثقافتنا غير دقيقة وان لدينا أمية كثيرة وعندنا مشكلات أخرى..
ومن خلال الاستمارات التي جمعناها من الناس عشية الاسناد الاحصائي قالت لنا ان البطالة في اليمن 7% كيف هذا ؟ !! انا قلت 33%, فأين تكمن الحقيقة؟!.. أتضح لنا بكل بساطة ان مفاهيم الانسان اليمني لقيم العمل مفاهيم متخلفة.. مفهوم العمل عند اليمنيين غير مفهوم العمل عند الاوروبيين.. مفهوم العمل عند الاوروبي مفهوم دقيق كما يفهمه تايلر في امريكا صاحب نظرية الادارة والعمل -معروف لديكم في كلية التجارة -فأنتم تدرسون نظرية تايلر ، عندنا لم يطلع تايلر مثل امريكا ولا حتى طلع جون ديوي صاحب البرامتيك .. لازلنا ننتظر هذا التايلر الذي سينظم لنا العمل
وسيجعل من العمل قيم وأسس وحياة ..مبداء وكيان.. هذا ليس موجود.. ولهذا عندما تذهب الى قرية من القرى وتسأل احدهم أنت عدت من السعودية؟ فيقول نعم .. تعمل الآن ؟ يقول نعم اعمل, انا حسبته في 33% لكن في استمارة الاحصاء حسب خارج ال33% حسب انه يعمل لانه في اجابته قال أخذت نوبة انا واخي على الارض.. لماذا هل كانت مساحة الارض كبيرة وتريدون ان تزودوها قال لا هي نفس المساحة.. أي انك لم تضف حاجة وانما اخذت نصف عمل أخوك.. وفي مثل هذه الحالة لو سألت الاوروبي هل انت الان تعمل؟!
يقول لا انا لا أعمل انما اتيت لمساعدة أخي وهذا بدون مقابل ..هل رفعت الانتاج مع أخيك يقول لا لأن أخي كان مريض.. لم يزيد الانتاج وانما قمت بالساعات التي هو يؤديها ولكن انا لا اعمل.. بل انني على يقين ان من شارك أخاه في فلاحة الارض قد انطبقت عليه قاعدة ريكاردوا الاقتصادية
- نظرية تناقص الغلة- وهكذا فان المفاهيم المغلوطة لقيم العمل تنعكس على معرفة اخرى وحقائق اخرى.. ولهذا عندما اتينا لوضع الخطة الخمسية الاولى أخذنا بالحسبان الارقام والحقائق وثبتنا معدل البطالة على 25% وليس 7% كما أوردت الاستمارات الاحصائية عام 94م .
- كانت الصورة قاتمة بالنسبة لنا.. وهنا أذكر أن هناك كانت وجهة نظر كثيرين وهى مهمة لو تم الاخذ بها أثناء الحرب وتقوم على تعويم الريال ورفع الدعم وتحميل رفع الاسعار الاشتراكي والحرب ,كانت فكرة مهمة كثيرا ولكن القرار في ظروف الحرب عندما تتخذه مختلف.. وانا اقول
لكم وبصراحة انني من المؤيدن لهذا الرأي.. وزاد حزني على عدم الأخذ بهذا الرأي ان الحرب لم تستمر سوى 66 يوم أي لم تطول.. لو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير.. بالإرادة القوية تم حسم الحرب بسرعة.
استقرار في ظروف غير عادية
- اليوم وبالعودة الى الوضع الاقتصادي مع الأخذ بعين الاعتبار كل الظروف التي نمر فيها حيث مررنا بحرب الخليج والحصار على العراق ومشكلات الحرب و11 سبتمبر - هذا التاريخ المرعب الذي غير كل الولايات المتحدة الامريكية التي جاءت ادارتها الحالية وليس لديها جدول اعمال
ولا برنامج وعقب انتخابات باهتة حسمت عن طريق ثمانمائة صوت - حاجة لا تملىء العين ، فجاءت 11 سبتمبر وعملت برنامج طويل عريض يشمل العالم كله وليس افغانستان فقط ولكن أفريقيا والعرب وصولاً اليوم الى الشرق الاوسط الموسع.. اذاً ليس بالبسيط في هذه الظروف أن تستقر أقتصادياً.. بعض الاوضاع الاقتصادية في عدد من البلدان انهارت 100% .. نحن اليوم العملة
لها سنتان وسعرها ثابت تقريباً.. الشىء الاخر احتياطي العملة الصعبة يبلغ خمسة مليارات دولار في البنك المركزي بدلاً عن 90 مليون عام 1994م .. معدل النمو نتوقع هذا العام ان يكون متواضع قليلاً.. لكن العام الماضي وصل ما بين 7ر4% الى 1ر5% .. هذا رغم أن لدينا مشكلة في الحسابات الاقتصادية ذلك انه ليس جميع الانشطة الاقتصادية يتم تقييدها والا فأن الامر سيكون أكثر ايجابية. حيث ان هناك دراسة للدكتور محمود عبدالفضيل تؤكد ان مابين 30% الى 33% من الانشطة الاقتصادية في اليمن غير مسجلة في الاقتصاد الوطني واتى بعدة امثلة من العاصمة صنعاء
وهذا يعني ان الحسابات القومية التي نقدمها فيها تواضع كبير لاننا نسجل فقط ما يتم تسجيله في الدفاتر الرسمية , ومثل بسيط فقط مواردنا من القات لا تساوي 50% من حقيقة الاستهلاك في جميع الاسواق.. فعلاً هناك اشكالية كبيرة لدينا فيما يتعلق بالحسابات القومي.
انخفاض معدل النمو
- وهذا العام سيتم اعادة حساباتنا في جميع الجوانب لان لدينا احصاء للسكان وكنت قد سألت ممثلة صندوق السكان التي غادرتنا الى كمبوديا السيدة باتيناماس هل تعتقدين ان نتيجة احصاء السكان في اليمن ستهبط أم ستحافظ على نموها أم سوف تستقر عند وضع معين ؟! قالت اعتقد ان المعدل
سينزل من 7ر3% الى شىء ما بين 1ر3 و9ر2% قلت اذن انتي تقتربين من رؤيتي الخلافية مع اصحاب الجهاز المركزي عندما جاؤني بنتائج الاحصاء في ابريل عام 1995م .. فعند مناقشتهم وجدت ان القوس الذي يكون الخط من السقيه الى الثنيه ثم يستمر الى عروق بن حمودة وما فوق 19 - 52 وينزل الى ضربة علي على البحر هذا القوس فيه ظاهرة عجيبة غريبة ترتبط بالاحصاءات التي جرت ابان فترة التشطير في الشطرين السابقين حيث كانت تجري عملية نزوح الى الطرف الآخر عند اجراء الاحصاء في صنعاء أو في عدن حتى لايتم احصائهم ولذلك كانت نتيجة الاحصاء في تلك المناطق - مناطق الاطراف سابقاً - في عام 1994م زيادة كبيرة جاءت نتيجة تلك الظروف وانا اطلقت عليها علمياً انها ليست نمو طبيعي وانما هي نمو اندماجي بمعنى ان الناس هم موجودين في الواقع ولكن غير موجودين على الورق التابعة لاحصاء صنعاء أو احصاء عدن قبل الوحدة اليمنية .
- ولكن اليوم وبعد عشر سنوات فأنني اقول ان الاحصاء في هذا العام بالذات سيكون موضوعياً الى حد كبير لان القلق الموجود في عام 1994م والحالات غير المستوية في تلك السنة باعتبارها سنة غير طبيعية ,كل ذلك غير موجود الان
السياسة الخارجية ..نجاحات متواصلة
- في السياسة الخارجية الوضع العربي كان وضعاً سيىء وعادة يقال ان السياسة الخارجية هي انعكاس للسياسة الداخلية.. فبعد أن استقرت اوضاعنا الى حد كبير بدأنا نتحرك في عام 1998م وعلى وجه الخصوص بعدما تحركنا في اتجاه الوضع العربي وكيف نستطيع أن نتخلص منه ، اكتشفنا حاجة واحدة ان
القمة العربية مختطفة ,التفكير كان عند لرئيس علي عبدالله صالح انه لا بد من ان يكون ثمة امكانية لجعل هذه القمة منتظمة ,وكثير من الزعماء والمفكرين والسياسيين اول ماطرحنا هذه الفكرة عليهم قالوا يا يمنيين لا تتعبوا انفسكم الوضع العربي هذا حالة .. قلنا سنجرب ,وبجهد سياسي ودبلوماسي ، الرئيس مع القادة العرب وانا مع وزراء الخارجية -بحس فخامة الرئيس- الى ان وصلنا الى آلية القمة العربية المنتظمة ، وهو ان ننهي خطف القمة ونسلم القمة سنوياً وبانتظام وعلى الطريقة لهجائية وفي مقر الجامعة العربية وان لم يحصل في المقر فليكون في البلد الذي يريد أن يستضيف القمة.. لكن الاصل هو المقر وهذا الذي اجل القمة العربية لان تونس اذا لم تعقدها سنأخذ الطائرة ونذهب الى القاهرة.. لدينا مقر.. لان الأساس اصلاً في الوثيقة هو المقر ولتكن الرئاسة لتونس.. - وعلينا
ان نفهم ان اليمن قد اهدت واسدت للأمة العربية نصيحة وآلية في آن واحد للانتظام وفق قواعد ثابتة.. وهذا ايضاً ضمن عملية اصلاحية لم نفكر فيها لاقبل 11 سبتمبر ولا بعد 11 سبتمبر ولم تفرض علينا من الخارج.. كانت عملية اصلاحية من داخلنا وكان شعارنا ان نقبل اصلاح من الداخل لاننا جربناه حيث كانت عزائمنا كبيرة.
اليمن والاصلاحات
-المسألة الثانية هي اننا سنستمر في هذا الاتجاه، تجاه القضية القومية وقضية الاصلاحات في الوطن العربي وفي عالمنا المحيط في اتجاه مبدأ أساسي وهو ان يكون لليمن مصالحها العليا أولاً، وثانياً ان تنطلق في علاقاتها مع الآخرين على أساس الشراكة وليس على اساس الدونية أو اللاندية.. هكذا ينبغي ان تبنى سياستنا الخارجية على نحو دقيق وعلى نحو صائب ولا نفعل شىء نندم عليه غداً ونقول عملناه وكان ينبغي ان لا نعمله.. نتصرف بالطريقة التي نكون حذرين فيها حتى لا نندم على فعل فعلناه في يوم من الايام.. وهذه هي الحكمة في السياسة الخارجية اليمنية .. ومع مجلس التعاون الخليجي نسير بشكل جيد وتصرفنا تصرف موضوعي وقلنا ما لم يريدو ان يسمعوه.. قلنا لهم انكم ستندموا على عدم وجود اليمن في المجلس.. ونحن شكلنا شعاراً أساسه الأقلمة قبل العولمة وهذه هي الارادة التي ينبغي ان تنهض بها شعوب وقبائل وعشائر الامة العربية في الجزيرة العربية .
خلفية الشرق الاوسط الكبير
- المسألة الأساسية الأخرى أنك ينبغي ان تواصل مسيرة العملية السياسية مواصلة حذرة ولكن فيها خطى متقدمة .. كيف الخطى المتقدمة؟! جاء من يقول ان العالم هذا الذي انتم جزء منه في هذه المنطقة بالذات ينبغي ان تكبر فيه حدود الاصلاحات وتكبر فيه حدود العلاقات وتتسع من افغانستان الى المغرب- الشرق الاوسط الكبير أو الموسع - وفكرة الشرق الاوسط الموسع يعلم الجميع وخصوصاً الذين يتابعوا التاريخ السياسي للمنطقة انها فكرة قدمها في بداية الامر جمال الدين الافغاني في مواجهة بني عثمان - الاتراك- وقال فلندعو الى الجامعة الاسلامية - بغض النظر عن الروابط التي بين جمال الدين الافغاني وأي جهات أخرى- وهذه الدعوة لاقت هواً لدي المستعمرين في ذلك الوقت ,انه بأي حق يكون الاتراك أوصياء وأولياء على الامة الاسلامية من أين جاء؟! وبأي نسب أوصله أو وضعية؟!! الفراغ الذي تركته الامبراطوريات العربية الاسلامية السابقة جاءالاتراك يملؤنه - ولكن عندما جاء الألباني محمد علي باشا قال لا أنا سأملىء الفراغ في مصر والسودان وتخلى عن الاستانة - وفي اليمن كان الفراغ غير ممكن ملأه على الاطلاق ولهذا لم يستقرالاتراك في اليمن
وفي نهاية المطاف طلبو دعوة لامير المؤمنين في الاستانة..
وبالعودة الى جمال الدين الافغاني فقد أراد ان يضع شعار يتعلق بالجامعة الاسلامية حيث لم تكن فكرة الجامعة العربية والقومية العربية قد ظهرت.. وجاءت الحرب العالمية الاولى وتركت شعار جمال الدين جانباً لان في المسألة سايكس بيكو - قسمة - لماذا نجمعهم دعنا نقسمهم أفضل- وكانت
القسمة بين ثلاث ذلك ان وزير خارجية روسيا موجود مع سايكس وبيكو - الفرنسي والبريطاني- لولا انه نجحت الثورة البلشفية على يد لينين وطلب منه الخروج من ذلك الاجتماع الذي يقسم العالم على الايمبرياليين، خرج فتمت القسمة على أثنين ، وكان الانجليز يتمنون أن الفرنسيين لا يدخلو في القسمة وتظل القسمة على واحد فقط - وهي أسهل قسمة - والذي وعدوه بالشام مثل الملك فيصل - قالوا له خذ العراق، فقال العراق لا تكفيني قالوا خذ معها كردستان.. خذ الأكراد ، فقال كيف؟ قالوا سنعمل لك الحل جأو ببعض القبائل والعشائر ورشوهم وطلبوا منهم عمل استفتاء فقالوا نريد العراق ولا نريد تركيا فقالوا عندك نفط الان شمال العراق وجنوب العراق اي دولة والملكية بالنسبة للعراق آنذاك حل .. وآخر من يدعي انه عراقي هو فيصل .. الانجليز هم لاعبين اللعبة بكاملها .. بعد اللعبة جاءت القسمة على فلسطين وعلينا كلنا.
الشراكة والمشاركة ضرورة ملحة- اليوم ما أشبه الليلة بالبارحة .. الصورة تغيرت والعالم تغير واصبح هناك هاجس الارهاب والتجارة العالمية وهاجس العولمة والنفط - ولم تعد هذه الهواجس محصورة في اطار جغرافي معين أصبحت تمس الدول الكبرى ومصالحها ونحن في قلب العالم - منطقة البترول - ابتداء من افغانستان وانتهاءً بالمغرب.. اذاً هؤلاء ينبغي ان لاتكون لهم قومية عربية ممثلة بالجامعة العربية ولا جامعة اسلامية ممثلة بدعوة جمال الدين الافغاني ولكن نعمل لهم شرق أوسط موسع .. السؤال هل نتركهم يحكمون مصائرنا هكذا ونحن نتفرج؟!.. أم نقول لهم اعطونا فرصة نشارككم .. على الاقل نعرف بالهمس باللمس بالصورة بأي شكل من الأشكال بالإشارة ,نعرف الى أين نحن ذاهبون.. بدأو يقدموا أوراقهم هذه ورقة أسمها اطار عام تعده مجموعة
الثمان من اجل شرق أوسط موسع يقوم على التالي - ولاننا شاركنا كيمنيين ولأن الرئيس موجود هناك سيقوم على مسأل اليمن ستكون رئيسية فيها أولاً سيقوم على مركز الحوار الديمقراطي في اليمن وسيكون هناك متابعات وتقييم للممارسات الديمقراطية واجراء الدراسات والابحاث والمشاورات.. مركز للتأهيل والتدريب الديمقراطي في تركيا ، أصبحنا شركاء - اذا لم تحضر
أستلم فقط برقية أو فاكس.. لان الان صحت المسألة وعندما جاءنا نقرأ ونفهم .. الله لماذا أكون انا غائب عن القصة !! أنا اكون موجود من اجل ان أكون على صلة بالعالم واخذ شراكة حتى واحد في المليون ثم يكبر هذا الواحد فيصبح واحد في الالف ويصير واحد في المائة ، واحد من عشرة
الخ..، الذين يقولون خلاف ذلك لا يريدون شىء خائفين من العالم لأن عقلية المؤامرة موجودة في تاريخنا وفي عقولنا .. ادخل يا أخي وانظر القصة ما هي ، لماذا تنظر من خلف الستار تتفرج على العالم وتتصنت ؟ّ!!. لايوجد داعي للتصنت اجلس معهم وقل لهم أنا اريد أعرف بالضبط ماذا
تريدون؟ ما هو دوري؟ وماذا لي؟ وماذا عليَ؟ّ!
والشيء الجميل ان الرئيس علي عبدالله صالح لم يمثل اليمن، بل مثل ما يمكن تمثيله تجاه العرب كلهم وطرح قضاياهم.
الرئيس..موقف شجاع ومسؤل
- كنت في زيارة مع الرئيس الى مقابلة مع الرئيس الامريكي السابق كلينتون في عام 2000م بدأ الرئيس يتكلم بجرأة وطرح قوي تجاه القضية الفلسطينية والقضية العراقية مما أثار دهشة الرئيس كلينتون وجلسنا ثلاثة أيام على كلمة واحدة في مشكلة العراق حتى جاء ساندي بارجر وذلك حول كلمة (أنهاء أو تخفيف الحصار) وفي الاخير انتصرت الدبلوماسية اليمنية واصر الرئيس على الموقف حتى تم الاتفاق مع ساندي بارجر على تثبيت كلمة (من اجل انهاء الحصار) .. فقال الرئيس كلينتون هل تعلمون ان احداً لايتكلم معي حول هذه القضايا بهذا التفصيل، الذين يأتون الي يشكون بعضهم بعض
معطيات ومؤشرات ايجابية
- بالعودة الى المراكز التي ستنشأ وأعتقد ان الجامعات سيكون لها نصيب مهم جداً في هذه الرؤية ، وينبغي ان لا تكون بعيدة ستكون مراكز اساسية - هذه للتطور الداخلي في مجال التعليم وهى التي جاءت في آخر تقرير للتنمية البشرية الانسانية مركز تطوير المناهج التعليمية ومركز تطوير
العلوم والتقنيات الرقمية - الديجتال- مركز اعداد المدرسين ومركز اعداد المناهج والتعليم التقني والمهني.. أساس مهم جداً ,من التعليم سنتحرك الى الاقتصاد فيما يتعلق بقضايا التمويل والنهوض بالقطاع الخاص ثم قضايا الانضمام الى منظمة التجارة العالمية, اصلاحات دمج المصافي تفعيل
الغرف التجارية ، تطوير النظم الاحصائية والمنهجية في البلد ..كل هذه تدور حول جوهر العملية وهو مكافحة الفقر ليس فقط الفقر المادي ولكن الفقر المعرفي بدرجة اساسية.
- اذا كان هكذا تصوراتنا ومفاهيمنا تجاه الشرق الاوسط الكبير وما فيه من منافع على اليمن فأنا اعتقد ان علينا ان نذهب بعيداً وليس هذا عملاً حكومياً بحتاً ولكنه ايضاً عملاً معرفياً تعليمياً راقياً ينبغي ان
تسهم فيه الجامعات ويسهم فيه المجتمع المدني والاحزاب والجمعيات ومراكز البحث العلمي ويسهم كل من له فكر ونظر في الأمور.
التطرف والارهاب والمسؤلية المشتركة
- أخيراً يبقى معنا اننا امام مشكلات نستطيع ان نحلها وهي ذات طابع مادي نحلها بأنشاء المدرسة ، المستشفى ، المستوصف وبردم الطريق.. لكن المشكلات التي تحتاج الى تظافر كبير للمجتمع ومؤزرة له هي تلك المشكلات الناجمة عن التخلف والرؤى غير السوية في بعض مفردات حياتنا وعلى وجه الخصوص بين الشباب.. هذه المسألة التي ينبغي ان ندركها تماماً.. لاننا
بامكاننا أن نبني صروحاً كثيرة ولكن من الممكن ان جماعات مغرر بها .. جماعات جاهلة ضالة تهدم علينا كل شىء.- القضية التي في صعدة ليست في صعدة في جبل مران.. القضية أكبر من هذا بكثير أنها تمسنا جميعاً حتى لو كنا على ابعاد داخل المهرة- وأهل المهرة على فكرة هم من قضاعة وأهل صعدة جلهم من قضاعة.. أنظروا الى الوحدة اليمنية أين هي!.. هذه المسألة مافيش احد يقول أنه ليس لي علاقة بها على الاطلاق ولا يستطيع ان يقول هذا الكلام لانه يكون غائب على حركة التاريخ وعلى حركة الزمان والمكان - ولهذا ينبغي أن ننظر ان مسؤوليتنا جميعاً هي مسئولية مشتركة تجاه الأفكار المتطرفة والافعال المتطرفة والضارة على المجتمع وعلينا جميعاً.. هذه تحتاج الى عقل والى حزم ايضاً والى دولة ومساندة شعبية وسياسية وليس الى مناكفات حزبية ومماحكات فكرية أو سياسية هذه هي خطر علينا جميعاً لاننا لا ندرك هذا الخطر كما ينبغي ان ندركه.. وبعض
الاحزاب وللأسف قد كشفت أوراقها بطريقة انها لا تريد الا فتنة حتى لو تضارب اثنان على الكرة في الشارع تحولت القضية الى قضية سياسية وشعبية وقصص من هذا القبيل.. البعض منهم فرحين .. فرح بماذا؟!! بأناس تقتل وتموت!.. هل هذه رغبة انسانية وطنية ؟!! مهما وصلت البشاعة لا يمكن احد ان يقبل بالموت هكذا وبالدماء ولكن اذا لم يكن غير الأسنة مركباً فما حيلة المضطر إلا ركوبها.. دراءً للفتنة..
التسرع والخطاء القاتل
- في الحرب العالمية الثانية قالوا ان مؤتمراً صحفياً عقده تشرشل ورزفلت وديجول في طهران أو في الدار البيضاء - كانوا قد اتفقوا على دخول امريكا الحرب، وامريكا تمتلك آلة حديثة وجميلة وراقية وجديدة ستجربها على هتلر - وأن تسحب امريكا من جنوب الاطلسي الى شماله أمر ليس سهل - يعلم الاوروبيين ان دخول امريكا الى شمال الاطلسي لن يخرجها لكن مصيبتهم مع هتلر الذي يسحقهم عن طريق الدم الازرق الآري - تطرف ارهاب - مبني على فساد في الذهن وفساد في النفس لدي الفاشيين.. فقالوا هذا القادم من جنوب الاطلسي أفضل الف مرة من هذا الذي جالس يصنفنا درجة أولى وثانية وثالثة ويقول على البلغار ان ينتهوا وعلى الرومان ان يسحقوا وعلى غيرهم ان ينتهوا .. الله يكفر الناس ويبدع الناس - نفس القصة - سأل احدهم في المؤتمر الصحفي ستحاربون احد هكذا وما هي شروطكم؟ قال روزفلت الشرط بسيط ان عليه ان يستسلم دون قيد أو شرط، خرج المذيع من المؤتمر.. كان تشرشل يقول انتظر يا ابني سافسر لك الامر.. فقال لا ما حصلت عليه يكفي.. فعمل خبر روزفلت يقول فليستسلم هتلر المانيا بدون قيد أو شرط.. قال هذه الكلمة ليسى عن قصد ولكنه لا زال قادم من جنوب الاطلسي فارش ريشه وهو لم يدخل الحرب وهم الا اتفقوا ان تدخل امريكا الحرب.. فمددت هذه الكلمة الحرب ثلاث سنين لماذا؟!.. لان هتلر الذي كان
جالس في حجرة طلعت الصحف في الميادين الكبرى انظروا هذا القادم من جنوب الاطلسي هذا اليانكيز يريدكم أيها الشعب العظيم أن تستسلموا دون قيد أو شرط، هيج الدين ولخبط الكلام مثل اصحابنا.. هذه الحكومة التي فعلت كذا وكان يمكن الا يكون كذا ووو .... فصدق المتمرد ان من يهتفوا معه سيقاتلون معه ولكن ودفوا به .. وهذه هي مشاكلنا انا اقف موقف سياسي منك
في قضية اكبر مني ومنك وتمسني بهذا القدر أو ذاك بصورة مباشرة عليَ وربما بصورة غير مباشرة عليك لماذا هذا الموقف السياسي الذي مبني فقط على حساسيات وانانيات ومبنى فقط على سوداوية في تجسيد الواقع الحقيقي للأشياء.
التسامح في اليمن نهج تاريخي
- هكذا نقول ان التطرف سواء كان يمين او شمال اومذهبية معينة ليس له وجود في بلاد اليمن على الاطلاق عاشت اليمن اول ما عاشت على تسامح ديني حيث عرفت اليهودية والنصرانية وجاء الاسلام وكان رواده اليمنيين.. وحتى قبل الاسلام لو تلاحظون فان التسامح الديني مذهب لدي
قدامى اليمنيين.. وأكتشفنا هذا في الآثار حيث لانجد معبد مخصص ولكن نجد معبد مجمع فيه اكثر من اله من الآلهة القديمة ، من يمر على بلاد اليمن في طريق البخور والحرير يأتي وآلهه الذي وضعه في الرحلة السابقة موجود ولم يكن هناك تكسير لاله الآخر.. هذه عقائد قديمة والناس تسامحوا على هذا .. وجاء الدين الاسلامي ودخل الجميع فيه وتسامحوا ولم يتمذهبو ولم يتصنفو ولم يقاتلو بعضهم بعضاً الا عندما ظهرت نزعات التطرف ونزعات الغلو والفساد الذهني والنفسي .
الخاتمة
- ولهذا اقول اننا جميعنا مطالبون وايضاً الجامعات مطالبة ان تسعى نحو تأكيد الوحدة الوطنية والوحدة العقيدية وتأكيد الوحدة الفكرة والثقافة بين ابناء الوطن جميعاً.
- وأجدني بعد هذا المشوار معكم ان اتوقف بسبب ضعف الطاقة الموجودة عندي ربما وهو بسبب السن .. ولكني اشكركم جميعاً على هذا الاستماع وعلى هذا الاهتمام .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.