- هاشم علي أثرى الساحة الفنية بإبداعاته التي استلهمها من مفردات الحياة الشعبية نظمت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز أمس حفلاً تأبينياً للفقيد الفنان/هاشم علي عبدالله الدويلة وفاء وعرفاناً لدوره في تأسيس الفن التشكيلي في اليمن. وفي الفعالية قال حمود خالد الصوفي محافظ محافظة تعز: إن رحيل الفنان الكبير والمبدع المتميز هاشم علي جعل الفن وحيداً وريشة الفنان حزينة مما مثل سقوطاً ضوئياً من فضاء الجمال. مشيراً إلى أن الأنامل التي أبدعت صياد القمر وخاطب الشمس، وقارع الطبل وعازف الجيتار والحطاب وحاملة الأجب ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ وأن الابداع الذي استهوانا وأبهرنا حضوره لن يرحل من ذاكرتنا. مؤكداً أن المبدعين يفرضون حضورهم بمنأى عن مساحيق التجميل، مضيفاً أن هاشم علي واحد من أولئك المبدعين الذين أثروا الساحة اليمنية والعربية بإبداعاتهم المتميزة والذي استلهم مفردات الحياة الشعبية وإيقاع الحياة العفوية، وتقاسم الفن العالي، ومن خلاله فرض حضوره وترك أعمالاً تاريخية منحته ديمومة العيش في ذاكرة المجتمعات والشعوب وصفحات التاريخ.. مضيفاً أن رحيله شكل خسارة لكل محبي وعشاق الفن التشكيلي الأمر الذي يفرض على الجميع مسئولية كبيرة في رعاية التجربة الإبداعية للفقيد وخاصة في محافظة تعز التي عاش وأبدع فيها.. وأكد محافظ تعز أنه يتوجب علينا أن نفكر في عكس لوحات هاشم علي في مجسمات جمالية في مختلف مداخل وساحات مدينة تعز. ألق لا يتوارى من جانبه قال مدير عام مكتب الثقافة بالمحافظة: إن الأعمال الإبداعية والأولية التي تركها الفنان الكبير هاشم علي خالدة ولن تموت مشيراً أنه رحل جسده من بيننا وبقي معنا روحاً فنية وابداعاً متميزاً وألقاً لا يتوارى ، مؤكداً أن الفنان العملاق الراحل هاشم علي ثروة فنية إبداعية ومنجم ماسي لا يمكن أن يموت كما يموت الآخرون ويرحلون عن دارنا إلى دار البقاء والخلود.. منوهاً أن الفنان عملاق بحجم وطن وكبير بحجم كون ومبدع بحجم اليابسة والماء وشمس تبعث الدفء ومطر يسقي كل الأرض وحب يسكن كل الأفئدة وأمل لا يلقم كل الأجيال سوى موجبات التفاؤل وأرض خصبة تنبت حشائش العطاء.. مضيفاً أن المبدع هاشم علي كتاب نقرأ بين دفتيه معلقات الحب العذري ومشاعر الطهر والنقاء وآية يرتلها عشاق الحياة. موضحاً أن فناننا رحل مغموراً صامتاً ورحل علماً مدوياً وصوتاً فنياً مجلجلاً ومبدعاً لا يعرف قدره إلا من يجيد العزف على قيثارة الخير والرقص على نغمات الولاء الفطري وحب الناس. قائد مسيرة إبداعية مؤكداً أن الفنان الدويلة قائد مسيرة إبداعية عالمية تنحني أمام فنه وإبداعاته جباه العمالقة، فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة وسالم الباني ألقيا كلمتين بالمناسبة أشارا فيهما أن الاحتفاء بهاشم علي بعد رحيله لن يكون من باب براءة الذمة ولن يقتصر على مجرد فعالية مؤكدين أن هناك أكثر من أربع فعاليات للمؤسسة خاصة بقراءة هاشم علي وانتاجاته الابداعية داعياً أصدقاء هاشم علي والمؤسسات الرسمية وكل من له علاقة بالفن التشكيلي إلى إعادة قراءة انتاجات هذا المبدع العملاق مهيبين بضرورة إقامة معرض دائم للوحات الإبداعية في مؤسسة السعيد أو في أي مكان آخر. تجربة فريدة ابن الفقيد علي هاشم علي ألقى كلمة أشار فيها إلى أن تنظيم هذه الفعالية تعبير صادق منا عن عظيم مشاعرنا ووفائنا وحبنا الكبير لهذا الانسان الفنان الذي تبرع من ذاته وكرس كل حياته في تقديم كل ما من شأنه لإحداث نقلة تطورية في المجال الانساني والفكر والفن ليس على المستوى اليمني فحسب وإنما تعداه ليشمل النطاقين العربي والعالمي. منوهاً أن هاشم علي عنوان كبير لتجربة فريدة من نوعها قدمت صورة رائعة للنموذج الذي يجب أن يحتذى به وفق أبجدية الخصائص والسمات التي عملت على تكوينه وصنعت له المكانة التي وصل إليها عبر مرحلة طويلة من جهد والعمل الشاق الذي قام به في مختلف المجالات، موضحاً أن أعمال الفنان التي قدمها جسدت فيها الانسان وقضاياه الموضوع المحوري الذي استند عليه وعكسه في أعماله. جهود ذاتية مشيراً أن تكوينات الفنان الإبداعية التي وصل إليها وأسهمت في تشكيل الشخصية الانسانية والفنية كانت محصلة لجهود ذاتية، مؤكداً أن هاشم علي ظاهرة تمثلت بصورة فطرية عبرت عن نفسها وفنها بجدية تامة لا تلتزم فيها بأي قانون يقف أمام حرية الإنسان ليحد من قدرته شاكراً كل من قدم كثيراً من المواقف الصادقة أثناء مرض الفنان أو خلال تشييعه. نشر ابداعه في ربوع الوطن كما ألقى الفنانان علي المربادي وعادل النخلاني كلمتين عن الفنانين في المحافظة استعرضتا السيرة الذاتية للفنان وابداعاته مشيرين أن الفنان هاشم علي اختار من مسكنه المتواضع أن ينشر إبداعه إلى ربوع الوطن والعالم الخارجي. منوهين إلى أن الفنان بدأ مشواره الفني في فترة تفتقر إلى أدنى المعالم الفنية التي يمكن الاسترشاد بها، فعمل على دراسة المدارس الفنية لتطوير ذاته ويكتسب القدرات الفنية والخصائص المعرفية. مؤكدين أن عام 1979م استطاع مبدعنا أن يكشف الستار عن عالم الفن من خلال تنظيمه معرضه الأول له والأول على مستوى الجمهورية موضحين أن مرسم الفنان أصبح قبلة يؤمها العديد من الهواة والراغبين في تعلم الفن التشكيلي وأضحى موسمه ملتقى للأدباء والكتاب والمثقفين والمهتمين بالفن الحديث.. كما حرص على غرس بذور الفن والإسهام في توريث التجربة الفنية للأجيال وقد ظهرت ثمرة رعايته لتجارب الفنانين الشباب بتخرج كوكبة على يديه وهم اليوم من أبرز فناني الحركة التشكيلية في اليمن.. مشيرين أن الفنان جمع في كل همومه الوطن والانسان كما انثالت ألوانه تجسد معاناة الشخص والمجتمع داعيين الجهات المعنية بتعز، إلى اقامة متحف له يخلد إبداعاته الفريدة. من جهة أخرى قام الأخ المحافظ ومعه الأخ أحمد هائل سعيد أنعم نائب رئيس المجلس الاشرافي الأعلى لمجموعة هائل سعيد بقص الشريط لمعرض الفن التشكيلي للفقيد والذي يحتوي على العديد من اللوحات الفنية الابداعية التي جسدت الانسان اليمني وهمومه. حضر التأبين نخبة من الأدباء والفنانين والمثقفين ومحبي وأصدقاء الفقيد.