هو أحد الكتب الحديثة في مجال التنمية البشرية للكاتب المصري كريم الشاذلي.. كتاب أكثر من رائع سيجعل كل واحد منا يفكر ويحاول أن يغير حياته نحو الأفضل، التقاطاً لبعض معاني الحياة، وتسجيلاً لمواقف وصور ذات أهمية فيها حكمة سمعت، قرأت..شوهدت، قررنا اصطيادها خشية أن تطير، لنقدمها قرباناً لك!. يقول الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - : إنني أريد إفهام المؤمنين أن الحياة في سبيل الله كالموت في سبيل الله جاد مبرور ، وأن الفشل في كسب الدنيا يستتبع الفشل في نصرة الدين ، إن السلبية لا تخلق بطولة ، لأن البطولة عطاء واسع ومعاناة أشد .. وتالله لقد صدق وأصاب بدقة ومهارة بالغة أحد أهم الثغرات في حياة المسلمين. فلدى المسلمين للأسف الشديد توتراً في المزج بين حياتهم الدنيوية والأخروية ، بالرغم من أن الهدف الأهم لخلق الإنسان في الشريعة الإسلامية بعد عبادة الله هو إعمار الأرض ، ونشر الخير والجمال والفضائل فيها ، إلا أننا نجد وللأسف الشديد أن المسلمين في مؤخرة الركب ويعيشون على هامش الحياة معتمدين على ما يستوردونه ، متكلين على ثروات بلدانهم الطبيعية ، متناسين دورهم الريادي في الحياة . شيء مخزي أن يكون أبناء الإسلام عالة على غيرهم ، والأكثر خزياً أن يلصق هذا بالورع والزهد! فعش يا صديقي حياتك في سبيل الله ، كن نجكاً بارزاً في دنيا الناس ، تألق وارتفع لتري العالم كيف يكون المسلم الحق . قدم للإنسانية إنجازاً يكتب باسمك ، أعد للحياة شيئاً من عبق ابن سينا أو ابن البيطار ، أو ابن رشد . كن الطبيب الماهر ، أو المهندس العبقري ، أو عالم الذرة الفذ ، أو الموظف الأمين ، أو العامل المجتهد.. استمتع يا صديقي بنعم الله ، فما خلق الله الجمال إلا لنستمتع به ، شريطة أن نؤدي ثمن النعمة من شكر واعتراف بفضل الله علينا . ( الموت في سبيل الله ) مصطلح جهادي يتملك المسلم الصادق حال الشدة والمغالبة ومحاربة من يريد التعرض إلى وطننا ومعتقدنا وديننا ، لكننا اليوم في أشد الحاجة إلى تغليب مصطلح ( الحياة في سبيل الله ) ، يجب أن تفكر وتتأمل قارئي الحبيب عن الطريقة المثلى التي يجب أن تعيش بها الحياة . الرافعي في وحي القلم ينبهنا أنه ( إن لم نزد شيئاً في الدنيا كنا نحن زائدين عليها ) ، وما أكثر من أتوا وأثقلوا الحياة بهمومهم ومشاكلهم بدون أن يضيفوا شيئاً ، مسيئين لسيرتهم ... ودينهم ! نعم ودينهم أيضاً ، فالعالم اليوم غير قابل لتصديق مقولة أن ديننا العظيم ينجب أبناء فشلة ، رصيدنا للأسف الشديد من الإنجاز والبحث العلمي ، بل ومن الخلق الحسن والسلوك الطيب فقير جداً . أعلم أن المشكلة ليست في الإسلام ، وأن ديننا جميل .. رائع. الإسلام بضاعة رائجة مطلوبة ، خاصة في حياتنا المادية القاسية التي نعيشها اليوم ، لكننا للأسف أسوأ مندوبي مبيعات لتلك البضاعة ، فشلة في الترويج لكنوزنا الكثيرة والتي لا تحتاج إلا لمن يطبقها كي تنطق معرفة بنفسها . عش يا صديقي حياتك في سبيل الله .. فإنه الجهاد ... وأي جهاد . إشراقة : يخطئ من يظن أن غاية الحياة هي القيام بأعمال دينية بحتة فقط ، فإن من غاية الحياة أيضاً الحصول على السعادة التي أرادها لنا الله بطرق مشروعة فمن يطلبها بوسائلها الشريفة فإنما يحقق أيضاً إرادة الله . الأديب الروسي تولوستوي