موال: نأوا كنجم نأى، يا قلب، عنهم تعز أدريك تعشقهم، أدري لهم كم تعز لكنّ طول الشجى ذلّ، ولي أنت عز دعهم وما أشعلوا فينا ولُذْ بالصبر واصدح بترنيمة خضراء يأتي “صَبِر” لكي يواسي العراقي الذي كم صبر إن أوصدت قلبها بغداد... تأتي تعز.
أقول: سلاماً! فأوقظ عوداً وذاكرة للغناء وصحو ندامى ل”تعز” التي تتمرى بطيبتها لشوارعها وهي تمتد مثقلة بغبار التواريخ لمآذنها وهي تحضن فيروز أحجارها المزدهي بشفاه التراتيل للصبايا تناثرن في سطح “صبر” يرتقن حزن الغريب برائحة الفل ل”صبر” الذي لا يغادر معشوقةً حطها الرب بين يديه
فراح يمشط أيامها بأنامل من خضرة ومياه ويحرسها من شجى الليل ومن إصبع الريح تخدش بسمتها ومن نزغة في القلوب التي لا تجد الغراما.
ل”تعز” المحناة بالفلق الأزلي لكل البهاء الذي يتناثر من نهدات المكان العتيق وقد جلست “تعز” تنسجه في ثنايا الحكايات صفين صفاً أغاريد، وصفاً يماما.
ل”تعز” التي تعرف السر سر الكلام المعلق بين ازدهاء ملامحها كالعقيق السماوي وبين القلوب التي كلما هدأت نار أشواقها ستجيء إليها لتبوح لها بالذي يشعل الوجد في صوتها فتطيل الكلاما.
ل “تعز” التي لا يفارقها حلمها لصباح ندى ونهار عدا ومساء بدا لكل القصائد وهي تجيء على أليق مما نظن فهي تهمي معطرة باكتمالات “تعز” وبالشجو هيج... فقاما.
ل”تعز” التي ستجيء إلى دفء هذا المكان فتجلس في أي صف هنا وعلى أيما مقعد بيننا لتسمع ما يتأجج من بوحنا فهي تعشق كل الكلام المؤثث بالحب شعراً ونثراً لتختار منه الذي ستلونه بتفاصيل أيامها فيغدو احتفاءً بها وحدها حيث سار... وحيث أقاما.