ماهذا الذي يفعله العيسي بالرياضة اليمنية؟ وكيف استطاع أن يجمع كل خيوط اللعبة في يده؟ وكيف استطاع أن يكون محل اجماع كل الأندية؟ كيف استطاع أن يجعل وزارة الشباب قطاع من القطاعات التابعة للاتحاد يعين وكيل ويكلف آخر بمهام انتخابية ويرسل ثالث في مأمورية سرية أما مدراء العموم في الوزارة فقد صار الواحد منهم بانتظار دعوة الاتحاد على أحر من الجمر للقيام بأية مهمة أو لتنفيذ أي دور؟ أو لاصدار أية فتوى لمصلحة الاتحاد؟ كيف استطاع العيسي أن يجعل اللوائح تدور في فلكه وحده وتقدم له خدماتها الجليلة توالي من والاه وتعادي من عاداه وتحول بين منافسيه وبين الاقتراب مجرد الاقتراب من سياج حوش اتحاد الكرة؟ كيف استطاع العيسي أن يروض كل الأقلام الرياضية الكبرى قبل الصغرى في كل الصحف وجعل كل الأقلام تسبح بحمده أو تدافع عنه. تلتمس له الأعذار أو تلقي بمسئولية تدهور أوضاع الكرة اليمنية؟؟حواليه لاعليه؟ كيف استطاع العيسي أن يفصل الانتخابات على مقاسه هو فأولاً: همش انتخابات الأندية حتى لاتفرز قيادات جديدة غير التي وضعها العيسي وجعلها تدور في فلكه وتنفذ مشيئته. وثانياً: اختار بعناية المشرفين على ادارة العملية الانتخابية لفروع الاتحاد حتى يضمن الفوز لحلفائه؟ وثالثاً: عين رئيس للجنة الحكام من أتباعه حتى يضمن صوته يوم الامتحان- الانتخابات لو كان الجاه والنفوذ هو سر قوة العيسي لكان محمد القاضي قد ضمن البقاء والاستمرار إلى أبد الآبدين ولما تكالبت عليه الوزارة واللجنة الأولمبية لمجرد خسارة مباراة أو أكثر تجرعنا في عهد العيسي أضعافها ولو كان المال والثقل القبلي هما سر قوة العيسي وصموده وتفوقه لكانا ضمنا لحسين الأحمر البقاء والاستمرار والديمومة.. أعرف أن الشيخ أحمد العيسي ليس صاحب شخصية كارزمية ذات حضور فعال وتأثير قوي تأسر من يقف أمامها وتجتذبه إلى صفها وتوقعه في حبائلها دون مقاومة تذكر أو شعور بالندم. وأعرف أن العيسي ليس بالمتحدث اللبق أو الخطيب المفوه أو المثقف الموسوعي القادر على محاججة غيره والتأثير على أفكاره ومواقفه وتغيير قناعات المستمع إليه وكسب وده وصداقته واستمالته إلى صفه وجعله من مؤيديه ولا العيسي من دهاة العرب ولو كان كذلك لما كان هذا هو حال الكرة اليمنية. فما سر قوة العيسي إذن؟ بصراحة وصدق صرت عاجزاً عن الوصول إلى مبررات منطقية وأسباب موضوعية تجعل للرجل كل هذه الصولات والجولات وتجعله يتفوق على كل من سبقه في البقاء في موقفه ويتفوق على كل من يطمح إلى منافسته, وبعد حيرة كبيرة صرت أرجح استعانة الرجل بقوى خفية تثبط عزائم مناوئيه وتعزز موقفه وتزيد ثباته وتخذل أعداءه.. وبذلك صار الشيخ العيسي رئيس اتحاد كرة الجن والإنس ويستحق لقب أحمد ياجناه.