يجلس الحزنُ في الكرسي المقابل، نتبادل الهدايا بصمت، ثم نتبادل أطباق الطعام، لا ننتبه أنها فارغة، نتبادل: شرائط شعري بربطة عنقه، نتبادل: رباط حذائي برباطه، نتبادل: أنا والحزن، يجلس على كرسي وأجلس على كرسيه. نتحاذى، قليلاً فقط يرتفع كتفه عن كتفي، وهواء قليل يمر بين أيدينا غير المتشابكة. إما أنْ تكون الدائرة مكتملة، ندخلها ولا نخرج لأنها بلا زوايا، وإما أنْ نسير معاً، الحزن وأنا، خارج الدوائر، ونجلس متقابلين، الحزن وأنا، نتبادل الهدايا بصمت. أثاث كنتُ نائمة وقلبي نائم الى جانبي غير ملتف بالغطاء وغير مكور. رأيته في حلمي موضوعاً على صحن الشاي كالجاتو، مُجهز بالشوكة والسكين. ورأيته وارماً ومتزحلقاً في قفازات معقمة بيضاء. ورأيته مزيناً بالحلي والحلل، مُتكئاً على أريكة. كان نائماً بجانبي لا محايداً ولا ضعيفاً ولا حيلة له. وحين صحوت من حلمي انقلبت عليه ودهسه جسدي الصاحي. لم أملأه أنا بكل هذا الاثاث الذي لا داعي له. هو امتلأ. وترك لي وصل الإيجار على الطاولة.