د.محمد المحبشي: نعمل كفريق طوارئ نظرا لمعانه الكثير من ابناء الوطن وصعوبة وصولهم الى المرافق الصحية بسبب التضاريس المناخية الصعبة ,اضافه الى عامل المادة وعدم توفرها لدى البعض وعدم توفرعدد كبير من الكادر الطبي المتخصص فقد قامت وزارةالصحة العامة والسكان بانشاء برنامج المخيمات الطبيةالمجانية بوزارة الصحة العامة والسكان قطاع الطب العلاجي يهدف إلي تقديم الخدمات الطبية المجانية للمواطنين اليمنيين وبالذات في المناطق النائية وذات الكثافة السكانية بواسطة فريق فني متنقل ويضم مختلف التخصصات الطبية. حول أهداف المخيمات وما تم إنجازه وماهي طموحات وإستراتيجية برنامج المخيمات التقت «الجمهورية» بالأخ/ أ.د. محمد يحيى المحبشي مدير عام المخيمات الطبية بقطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة العامة والسكان ..فإلى حصيلة هذا اللقاء: نعمل كفريق طوارئ في البداية سألناه : متى تم إنشاء برنامج المخيمات الطبية وماهى الاهداف التي وضعت امامها؟ قد تم تأسيس إدارة المخيمات الطبية المجانية فعليا” في عام 2005م وكانت ضرورة حتمية لإيصال الخدمات الطبية وتقديمها مجانا” حيث والجمهورية تبلغ مساحتها( 555) كليو متر مربع وسكانها (22197) مليون نسمة تعيش الغالبية العظمى في المرتفعات الجبلية الوعرة والسهول والوديان المترامية الأطراف وبالرغم من وجود مبان للمرافق الصحية والمستشفيات التي قامت الدولة ببنائها في كل المحافظات والمديريات ألا أن هذه المستشفيات لازالت تعاني من نقص في بعض التخصصات الطبية وهناك مستشفيات لديها عجز في التجهيزات والمعدات..لذلك تم انتقال كادر طبي متخصص مع المعدات الطبية والأدوية من كليات الطب ومستشفيات أمانة العاصمة ومن المحافظات الكبرى إلى المحافظات النائية والمديريات الريفية لإجراء العمل الجراحي وتقديم الاستشارات الطبية مجانا” وتعتبر إحدى آليات وزارة الصحة العامة والسكان لإيصال الخدمات الطبية المجانية إلى تلك المناطق بالإضافة إلى ذلك نحن نعمل مع الفرق الأخرى كفرق طوارئ في حالة الكوارث والأزمات ولنا تجربة جيده وخبرة في هذا المجال ومن أهدافنا القيام بنشر الوعي الصحي بين المواطنين وتوضيح كيفية التعامل مع الأمراض المعدية وغير المعدية. كما أن المخيمات الطبية تشرك أطباء الدراسات العليا في العمل الجراحي والبحثي ونقوم بتدريب وإعادة تأهيل الكادر المحلي بما يخدم تطوير القطاع الصحي ومن أهدافنا تقييم العمل في المستشفيات التي تقام فيها المخيمات من حيث الكادر الفني والإداري والوسائل والإمكانيات والتعرف على المعوقات ورفع تقرير للجهات المعنية سواء في السلطة المحلية أو الحكومية المركزية للعمل على حل تلك الصعوبات . كما نهدف من إقامة المخيمات إلى رصد الحالات المرضية المستعصية التي يتم اكتشافها أثناء فترة المخيم وتحويلها في الوقت المناسب إلى المراكز المتخصصة سواء في الأورام أو أمراض القلب وغير ذلك. كذلك نهدف في المخيمات الطبية إلى التعاون بتنفيذ مخيمات طبية مجانية مشتركة مع المؤسسات والجمعيات العاملة في هذا المجال سواء كانت هذه الفرق عربية أو أجنبية. وقد أطلعنا على التجربة الجيدة للأشقاء المصريين حيث ينتقل الأطباء من المستشفيات الجامعية وغيرها في القاهرة إلى الريف المصري والمحافظات النائية ويقومون بإجراء عمليات جراحية مجانية وهي تجربة لإيصال الخدمات للمواطنين محدودي الدخل وتسهم في تطوير الخدمات الصحية بشكل عام وهذه التجربة تناسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية في اليمن. ثلاث مراحل • ماهي التخصصات الطبية التي تشمل التدخلات الجراحية أو الاستشارات الطبية التي تقومون بتنفيذها وماهي مراحل تنفيذ المخيم؟ التخصصات الجراحية التي تقوم بتقديم استشارات طبية أو تجري عمليات جراحية هي أمراض وجراحة العيون , جراحة الأنف والأذن والحنجرة , الجراحة العامة وجراحة التجميل ,جراحة النساء والتوليد والصحة الإنجابية ,بالإضافة إلى جراحة الأطفال و المسالك البولية و العظام و الأوعية الدموية وجراحة الفم والأسنان ويتم تحديد التخصص حسب احتياج المستشفى الذي يقام فيه المخيم وكذلك حسب السعه السريرية للمستشفى وكذلك التجهيزات الموجودة في غرفة العمليات فقد يشمل المخيم ثلاثة تخصصات أو أربعة وهذا ينطبق أيضا” على التخصصات الأخرى التي تشمل تقديم استشارات طبية فقط ويشمل برنامجنا تخصصات (أمراض الباطنية و الأطفال والكلى والكلية الصناعية والأمراض الجلدية والتناسلية والأمراض النفسية والقلب والأشعة والموجات فوق الصوتية ومناظير الجهاز الهضمي). عندما نجد أن المستشفى يفتقر إلى أي تخصص من التخصصات المذكورة نقوم بإدراج ذلك التخصص في خطة المخيم حيث يتم الاتفاق بيننا كبرنامج مخيمات طبية وإدارة المستشفى الذي سوف يتم تنفيذ المخيم فيه ويتم تحديد التزامات كل طرف وتحديد الموعد لإقامة المخيم الطبي المجاني .عبر ثلاث مراحل الأولى يقوم فريق من المخيمات بالتعاون مع الفريق المحلي بتقديم الاستشارات الطبية وتحضير الحالات المرضية التي تحتاج إلى تدخل جراحي (الفترة 5-7 أيام) ويسبق ذلك بأسبوع الإعلان عن إقامة المخيم , والثانية إجراء العمليات الجراحية في التخصصات المختلفة وتستمر الاستشارات الطبية في العيادات الخارجية في كافة التخصصات المحددة سواء كانت جراحية أو غير جراحية ويكون العمل متواصل على فترتين صباحية من الساعة السابعة وحتى الواحدة ظهرا” ثم الفترة المسائية من الرابعة عصرا” حتى انتهاء العمل الذي قد يستمر إلى الثانية عشرة مساءً. و الثالثة وهى مرحلة متابعة الحالات المرضية (الفترة 5-7 أيام) حيث يقوم الأطباء بمتابعة الحالات ما بعد التدخل الجراحي وإجراء المجارحة اللازمة وتقديم الأدوية والنصائح للمرضى والتأكد من نجاح العملية. مخيم مجاني أما عن عدد المخيمات التي تم تنفيذها فقد تطرق الدكتور محمد بقوله: منذ مارس 2005م وحتى ديسمبر 2009م قمنا بتنفيذ 42 مخيماً طبياً مجانياً في مختلف محافظات الجمهورية تم خلالها إجراء (19440) عملية جراحية مختلفة وتقديم (120.355) استشارة طبية موزعة على التخصصات المذكورة آنفا”. كما أن التدخلات الجراحية شملت العمليات الروتينية وكذلك بعض العمليات المميزة وأثناء الاستشارات الطبية قمنا بتحويل بعض الحالات المستعصية إلى المراكز المتخصصة وفي الوقت المناسب . تم تنفيذ مخيم طبي مجاني في جراحة العيون والأنف والأذن والحنجرة في جزيرة سقطرى في نوفمبر 2005م مع الأخوة في الهلال الأحمر الإماراتي وكانت تجربة جيدة كما أن ثلاثة من هذه المخيمات تم تنفيذها مع الأصدقاء الألمان والهولنديين في جراحة التجميل كذلك سبعة مخيمات كانت مخيمات طارئة تم إقامة 3 منها في محافظتي حضرموت والمهرة أثناء كارثة السيول و 4 في محافظتي صعده وحجه أثناء الأزمة التي استهدفت محافظة صعده . الجدوى من هذه المخيمات مناسبة بحيث تكلفة العملية الجراحية تساوي (7000-10000 ريال) أي ما يعادل (35-50 دولار أمريكي) وهذا المبلغ زهيد مقارنة مع أسعار العمليات في القطاع الخاص ويتناسب مع الجدوى المالية المحددة لبرنامج المخيمات ونحن فخورون بما حققناه. وتاتي هذه الانجازات بفضل دعم فخامة رئيس الجمهورية واهتمام فخامته بإيصال الخدمات الصحية لكل مواطن يمني كي ينال حقة من الخدماته الصحية التي وفرتها له الدولة ,كماتبذل وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بوزير الصحة الاستاذ الدكتور عبد الكريم راصع كافة الجهود لدعم المخيمات الطبية المجانية وايصالها الى مختلف المناطق ويقوم معالي وزير الصحة بتفقد المخيمات الطبية ميدانياً من وقت الى آخر وخصوصا مخيمات النازحين من جراء فتنه الحرب في صعدة. المصدر ميزانية الوزارة وفيما يخص مصدر التمويل والإمكانات وهل هناك دعم خارجي قال مدير المخيمات: المخيمات في الأساس هي برنامج حكومي ونحصل على دعم من ضمن ميزانية الوزارة لكن بدأنا بالتواصل مع المنظمات والجمعيات المحلية وكذلك الأجنبية بدعمنا بالأدوية أو المعدات .., وقد قامت منظمة الصحة العالمية في اليمن أخيرا” بدعمنا بمعدات جراحية شملت ميكروسكوب لجراحة العيون وأخر لجراحة الأنف والأذن والحنجرة مع بعض الوسائل التابعة إضافة إلى دعمنا ببعض الأدوية أثناء تنفيذنا لمخيمات طبية طارئة وهذا يعطينا حافزاً بمضاعفة جهودنا وشكر خالص للأخوة في منظمة الصحة العالمية ونخص بالشكر د. غلام رباني بوبال ممثل المنظمة في اليمن الذي اطلع على عمل المخيمات في الميدان... ,وهناك بعض المنظمات الأجنبية التي تحضر مع فريقها الأدوية والمستلزمات ولا تكلفنا إلا الشيء اليسير كما أن بعض الجمعيات الخيرية المحلية تتعاون معنا في تجهيز السكن للفريق الطبي أو توفير بعض الأدوية وهذا شيء جيد يشجع عمل المخيمات ويرفع معنويات الفريق الطبي المشارك. أما بالنسبة للمعدات والتجهيزات فلدينا الآن معدات وتجهيزات لمعظم التخصصات الجراحية وهي في تزايد مستمر ولدينا خطة بامتلاك معدات ووسائل أكثر وأحدث بما يتناسب مع طموحاتنا في برنامج. المخيمات الطبية الذي أساس أهدافنا هو توصيل الخدمات المجانية إلى المواطنين محدودي الدخل في المناطق النائية وذات الكثافة السكانية ستحافظ على أهدافها وستظل الإستراتيجية التي أنشأت من أجلها ثابتة حتى نخدم أكبر شريحة في المجتمع كما أننا سنواصل الجهود لدعوة الأخوة والأصدقاء للمشاركة معنا والاطلاع على تجربتنا ...,وتقديم الخدمات الطبية المميزة ذات الجدوى المالية ستظل الأساس في المخيمات الطبية .لذلك اشكر كافة الراغبين والداعمين والمساهمين في دعم المخيمات بكافة السبل. كما يحظى هذا البرنامج بإشراف مباشر من الأخ/ د. غازي أحمد إسماعيل وكيل الوزارة لقطاع الطب العلاجي الذي يعمل بكل جهد على حل المعوقات وتطوير البرنامج . نحن في المخيمات الطبية نرحب بأي فريق محلي أو أجنبي من الدول الشقيقة أو الصديقة للعمل معنا في إقامة مخيم مشترك أو دعمنا بالأدوية والمستلزمات الطبية أو المعدات الجراحية أو أي شكل من أشكال التعاون الذي يهدف إلى خدمة شريحة محدودي الدخل في المناطق النائية وذات الكثافة السكانية في أرجاء الوطن.