سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلام الحكومي تعامل من منطلقات دستورية وقانونية والمُعارض تأثر بأفكار قياداته المشاركون في ندوة مركز الدراسات والبحوث حول تناول الإعلام لفتنة التمرد:
عقدت أمس بمركز الدراسات والبحوث بصنعاء ندوة حول الكيفية التي تناولت فيها وسائل الاعلام أحداث التمرد في صعدة وحرف سفيان . وفي الندوة التي نظمتها منظمة صحفيات بلا حدود بحضور رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر - رئيس التحرير علي ناجي الرعوي, وعدد من الأكاديميين والباحثين والسياسيين وممثلي وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والأهلية ومراسلي عدد من وسائل الإعلام العربية والدولية، أوضح رئيس منظمة صحفيات بلا حدود أروى عاطف أن تنظيم هذه الندوة يأتي انطلاقا من حرص المنظمة على الخروج برؤية واضحة ودقيقة حول كيفية تناول وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية لفتنة التمرد في صعدة ومدى ما تحلت به من مصداقية وكذا مدى تأثير تلك التغطية وتنوع التناول الإعلامي على المتلقي . وقدمت في الندوة خمس اوراق عمل , تناولت الأولى والمقدمة من حسن زيد بعنوان «الحوثيون الظاهرة والاسباب» عوامل ظهور الحوثية وبداية تشكلها وصولا إلى مرحلة المواجهات المسلحة مع الدولة في 2004م. واستعرض زيد حيثيات وأسباب توسع وتمدد أحداث المواجهات في صعدة والممارسات التي ساعدت في ذلك بمافي ذلك ما أسماه التضخيم الإعلامي لمخاطر الحوثية وتوسيع التهم بارتباطاتها.. داعياً وسائل الاعلام الى اعادة النظر في سياساتها المتبعة لتغطية احداث صعدة للخروج بخطاب عقلاني يساعد في معالجتها . وفي حين وجه حسن زيد انتقادات للممارسات التي رافقت مواجهة الدولة للحوثيين منذ 2004.. أكد في ذات الوقت أنه شخصياً مع هيبة الدولة وحريص على هيبة أجهزة الامن المناط بها الحفاظ على الأمن والاستقرار للوطن والمواطن . وتابع قائلاً :«لا يوجد اي مبرر لوجود جماعة مسلحة ضد الدولة, وأنا قلت هذا الكلام للإخوان الحوثيين في آخر مكالمة لي مع الأخ صالح هبرة قبل أقل من اسبوع بأنه إذا كانت حركة حماس أو حزب الله مع انهما حركتا مقاومة وتواجهان الاحتلال ومع ذلك مازالتا تبحثان عن شرعية لحملهما السلاح ومشكوك فيهما لأنهما لاتمثلان دولة, وأن أي جماعة تحمل السلاح لايمكن أن نبحث لها عن مبرر». فيما تناولت الورقة الثانية المقدمة من سكرتير تحرير الموقع الإخباري «سبتمبر نت» يحيى السدمي بعنوان «فلسفة التعاطي الإعلامي مع فتنة الحوثي», المواجهة الاعلامية بين الدولة وعناصر فتنة الإرهاب والتخريب والتمرد والاساليب التي اتبعتها عناصر الفتنة في محاولة لتضليل الرأي العام بدعم من بعض الاطراف المحلية والاقليمية التي سعت إلى تصوير ان ما يحدث في اليمن إنما هو استهداف لمذهب معين، مستعرضاً جهود الإعلام الرسمي وخصوصا التوجيه المعنوي في توضيح حقيقة أحداث الفتنة وجرائم عصابة الارهاب والتخريب ومواكبة وإبراز ما يدور على ارض المواجهات. وبين أن عناصر الإرهاب والتخريب والتمرد لم تكن وحدها في المواجهة الإعلامية بل كانت هناك وسائل إعلامية تابعة لبعض الأحزاب أو أشخاص معارضين وأخرى إقليمية بينها قنوات فضائية ومنها قناة “العالم”, سخرت إمكاناتها لخدمة تلك العناصر. وأكد السدمي أن تلك القنوات الداعمة للمتمردين شكلت منبرا تجاوز المطل منه حدود أخلاقيات العمل الصحفي وضوابطه وأصبحت تقدم منذ الأيام الأولى للمواجهة السادسة في أغسطس العام الماضي برامج موجهة ضد اليمن ونظامه الجمهوري وتنقل صوت عناصر التمرد وخطابها وتصورها وكأنها «طرف» مظلوم يستدعي تدخل أكثر من طرف خارجي لإنقاذها وتتعمد إغفال أنها حركة تمرد وتخريب خارجة عن النظام والدستور والقانون. وتطرق الى ما تميز به الخطاب الإعلامي العسكري من شفافية واتزان ليكون خطابا موجها إلى مختلف شرائح المجتمع .. مستعرضاً ما بثه موقع «سبتمبرنت» من مقاطع فيديو لشهادات ومشاهد من الواقع للجرائم التي ارتكبتها تلك العناصر خلال الفترة الماضية , ومنها ما يجسد الملاحم البطولية لأبناء القوات المسلحة والأمن وصور التلاحم الشعبي مع القوات المسلحة والأمن ومع أبناء محافظة صعدة وسفيان . ودعا السدمي الاعلاميين ووسائل الاعلام الى إعادة النظر في مضمون ما تقدمه من رسالة اعلامية حول ما يحدث في اليمن والقيام بخطوة ايجابية باتجاه تصحيح الاخطاء والابتعاد عن التهويل والتضخيم والنظر الى الامور عن قرب وعدم الاعتماد على الشائعات هنا وهناك احتراما للقارئ والمشاهد سواء كان في الداخل أو الخارج. وشدد على أهمية أن لا تكون البطاقة الحزبية أو الانتماء السياسي لهذا التنظيم أو ذاك هي اليد التي تكتب والعقل الذي يوجه الصحفي أو السياسي ليكتب بيد غيره وينطق بلسان مصلحة حزبه على حساب مصلحة أكبر وأهم وأشمل ألا وهي مصلحة الوطن, فتضيع الحقيقة. نائب رئيس الدائرة الاعلامية في المؤتمر الشعبي العام الدكتور عبدالحفيظ النهاري تطرق من جانبه الى المحددات الاعلامية لموقف الدولة من الاحداث في صعدة والتي من ابرزها الدفاع عن الثوابت الوطنية والدستور والقانون وأمن واستقرار الوطن والمواطن وتأمين حياته وممتلكاته وحماية التنمية والمكتسبات الوطنية . ولفت الى ان الاعلام الحكومي والتنظيمي تعامل مع فتنة التمرد من منطلقات دستورية وقانونية مغذية لبسط نفوذ الدولة والدفاع عن هيبتها ومكافحة ثقافة التشرذم والاختلاف والتحريض والكراهية والعمل على نشر ثقافة التنوع الثقافي والفكري والتعايش الاجتماعي . من جانبه اكد مدير مكتب قناة العربية الفضائية بصنعاء حمود منصر أنه لايوجد اعلام موضوعي وبريء مائة بالمائة و الاتجاه العام للتغطية في النهاية ترسمه مؤسسات, ولايرسمه الصحفي . وأشار إلى أن الموضوعية في تغطية الاعلام لوقائع الحروب تكون ما دون النسبية بكثير لتأثرها بعدة عوامل منها الزمن وطبيعة الحدث والسبق وبعد المكان، ومعوقات الوصول الى موقع المعلومة. وقال : «نحن نأخذ المعلومة إما من بيانات الحوثي او المصدر العسكري واذا قدر لنا التعرف على عسكري في موقع محدد فيكون ملماً بمحيطه الضيق فقط». وتابع الصحفي حمود منصر : «أنا لست خصماً للحوثي او القاعدة وأنا لا اعرف ماذا يريد الحوثي هل يريد الإمامة؟ أم قلب النظام الجمهوري ؟ أو ماذا يريد ؟ لكن ما أعرفه أنه دموي وكذلك القاعدة تقوم بالتفجير داخل المدن وخارجها وتستهدف منشآت اقتصادية وغيرها». وبين منصر أن الصحفي يغطي حدثاً وينقل معلومة وموقفاً وفي النهاية حتى عملية التحليل التي يقوم بها الصحفي هي عملية ليست عرض موقف ايديولوجي بل تجميع الاحداث وخلق استنتاجات تساعد المشاهد بحيث تكون الصورة عنده الى حد ما واضحة او تعطي له اكثر من نافذة او مجال».. ولفت إلى أن تنظيم الشباب المؤمن لم يكن وليد تلك السنوات التي أسس فيها وإنما برعم ظهر في شجرة ظلت تنمو على مدى عقود من الزمن, حتى جاء حسين الحوثي ليحول الشباب المؤمن من الحركة الفكرية الى حركة تمرد مسلح . وتساءل قائلاً : «ما الذي دفع الحوثيين إلى حفر الخنادق قبل أن تبدأ المواجهات مع الدولة في 2004 بعد قتل الثلاثة العساكر». الصحفي عبدالسلام محمد كشف في ورقته المقدمة بعنوان «تغطية صحف المعارضة لحرب صعدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية» أن التغطيات الصحفية لأحداث صعدة تأثرت بعوامل عدة رافقت المواجهات وحدت من مهنيتها، ومن بينها صعوبة الحصول على المعلومة الميدانية من مصادر محايدة واحتكار إعلام طرفي المواجهة لها وتوجيهها والتأثير فيها بما تتلاءم مع أهداف كل طرف. وقال: «ومن هنا فإن صحافة المعارضة ليست بمنأى عن تلك التأثيرات، كما أنها خضعت لتأثيرات أخرى أحدثتها عوامل داخلية مرتبط بعضها بالتوجه العام لأحزاب اللقاء المشترك، والبعض الآخر مرتبط بتوجهات شخصية وأيدلوجية في تلك الأحزاب تبعا للقصور المؤسسي الذي يدار به الإعلام». وأضاف : «أن تأثير التوجهات الشخصية لقيادات في تلك الأحزاب أو قائمين على إعلامها وكذا الأيديولوجيات المختلفة للأحزاب المنضوية في إطار المشترك, أظهرا رؤية خاصة بكل حزب وبكل شخصية مختلفة عن الرؤية العامة للتكتل المنضوية هذه الأحزاب تحت إطاره، وهذا الانقسام انعكس على تغطيات صحف وإعلام المعارضة». وتابع قائلاً: «فمن ناحية تأثير التوجهات الشخصية مثلا كانت تصريحات ومقابلات حسن زيد أثناء رئاسته للمجلس الأعلى للمشترك تدافع عن الحوثيين ووصف تمردهم وحملهم للسلاح بأنه دفاع عن النفس، واعتبر ما تقوم به الدولة من مواجهة مع المتمردين إنما هو توجه لضرب مذهب الزيدية، وهو موقف لم يتبنه المشترك وبعيد تماما عن رؤية هذا التكتل لما يدور في صعدة». واستطرد قائلاً : «كما أن الصحفي عبدالكريم الخيواني رئيس تحرير صحيفة الشورى سابقا ومن بعدها موقع «الشورى نت» الناطق باسم اتحاد القوى الشعبية والصحفي محمد المقالح رئيس تحرير موقع «الاشتراكي نت» الناطق باسم الحزب الاشتراكي اليمني وهما قياديان في حزبين ينتميان لتكتل أحزاب المشترك كانت لهما رؤى خاصة فيما يدور في صعدة بحسب ما تشير إليه كتاباتهما». وخلص الصحفي عبدالسلام محمد إلى القول : «ان إعلام المعارضة كان منحازا بفعل سياسات وايديولوجيات الأحزاب التي يتبعها متأثرا بأفكار وتوجهات شخصية لقيادات في تلك لأحزاب وإنه لم يكن موضوعيا لتأثره بالأوضاع الأمنية والإجراءات القضائية التي اتخذت ضد الصحفيين الذين يتهمون بتجاوز «الخطوط الحمراء» إلى جانب تأثره بطول فترة الحرب من 2004 وحتى 2010م حيث بدأ إعلام المعارضة منقسما ثم تقارب شيئا فشيئا». من جانبه أكد رئيس المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية أحمد الصوفي أن الإعلام الرسمي تفوق على الإعلام المعارض في مسائل رئيسية خلال تغطيته لأحداث فتنة صعدة حيث تعامل معها كحركة تمرد مسلح خارجة عن النظام والقانون والدستور, وحركة عنصرية ترفض فكرة الانصهار داخل المجتمع اليمني في حين لم يستطع الإعلام الآخر أن يبرئها من هذه التهمة. وأوضح أن الإعلام الرسمي كشف حقيقة وأهداف فتنة التمرد واستطاع أن يضع أمام الرأي العام المحلي والعالمي الأهداف الحقيقية التي تسعى اليها عناصر فتنة التمرد، والتي في المقابل فشلت في أن تظهره ماتريده علناً للرأي العام . وقال الصوفي : «اذا كان لدى تلك العناصر أية مظالم أو مطالب حقيقية وشرعية فيمكن حلها عن طريق المؤسسات القانونية والدستورية, ولذلك فإن عناصر الفتنة ظلموا أنفسهم بأنفسهم»، مؤكداً ان الحوثي لم يستطع اتخاذ قراراته بنفسه على مدى جولات المواجهة خلال الفتنة لأنه يخوض تمرداً بالنيابة محاولاً ان يجعل المنطقة بؤرة صراع إقليمي . وتابع قائلاً : «كل اتفاق أو هدنة بغية إنهاء فتنة التمرد سلميا خلال المواجهات السابقة كشفت أن الحوثيين كانوا وسيلة وأدوات لإقحام اليمن في صراع إقليمي مركزه وتمويله قوى هيمنة إقليمية تمول سفك دماء اليمنيين لإيجاد موطئ قدم لها يخدم اهدافها وأطماعها في السيطرة على المنطقة». هذا وقد أثريت الندوة بالعديد من المداخلات والتعقيبات من قبل الحاضرين من الاكاديميين والباحثين والسياسيين والاعلاميين والمهتمين .