نظمت منظمة " صحفيات بلا حدود " اليوم في مركز الدراسات والبحوث بصنعاء ندوة حول تناول وسائل الإعلام لقضية التمرد الحوثي في محافظة صعدة , وشارك فيها عدد من السياسيين والباحثين وممثلي الصحف الرسمية والحزبية والمستقلة والمواقع الإخبارية المحلية ومراسلي عدد من سائل الإعلام الخارجي في اليمن وبحضور الأستاذ علي ناجي الرعوي رئيس تحرير صحيفة الثورة , حيث بدئت الندوة التي قدمت فيها خمس أوراق عمل بكلمة ترحيبية من رئيسة منظمة صحفيات بلا حدود " أروى عاطف " التي أثنت على التجاوب الكبير مع دعوة المنظمة لحضور الندوة والمشاركة الفعالة فيها , وأهدافها للخروج بنتائج تنعكس على الإعلام بشكل عام إيجابا وفي ورقة قدمت باسم موقع 26سبتمبرنت واستعرضها في الندوة الزميل يحيى السدمي سكرتير تحرير " 26سبتمبرنت " تطرقت إلى ما حاول عناصر الإرهاب والتخريب من تصويره للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي أن ما يحدث في محافظة صعدة هو حرب من الدولة ضد أتباع المذهب الزيدي , وبينت أن تلك العناصر لم تكن وحدها في المواجهة الإعلامية بل كانت هناك وسائل إعلامية تابعة لأحزاب أو أشخاص معارضين وأخرى إقليمية بينها قنوات فضائية سخرت إمكاناتها لخدمة تلك العناصر ونوهت الورقة إلى أن تلك القنوات شكلت منبرا تجاوز المطل منه والمقدم حدود أخلاقيات العمل الصحفي وضوابطه وأصبحت تقدم منذ الأيام الأولى للمواجهة السادسة منذ اندلاعها في أغسطس العام الماضي برامج موجهة ضد اليمن ونظامه الجمهوري وتنقل صوت عناصر التمرد وخطابها ك" طرف " مظلوم يستدعي تدخل أكثر من طرف وأكثر من جهة عربية وإقليمية ودولية لإنقاذه واستعرضت الورقة ما تميز به الخطاب الإعلامي العسكري من شفافية واتزان وخطاب موجه إلى مختلف شرائح المجتمع , وما يقوم به من توضيح لمعالم الصورة الحقيقية لعصابة الإرهاب والتخريب ونقل ما يدور على أرض المواجهات يوميا من خلال الأخبار والتقارير العسكرية أو عبر المراسلين الحربيين كما نوهت الورقة إلى المواجهة الإعلامية مع عناصر الإرهاب والتخريب على شبكة الانترنت , والى ما بثه موقع " 26سبتمبرنت " من مئات مقاطع الفيديو لشهادات ومشاهد من الواقع للجرائم التي ارتكبتها تلك العناصر خلال الفترة الماضية , ومنها ما يجسد الملاحم البطولية لأبناء القوات المسلحة والأمن ومنها ما يجسد صور التلاحم الشعبي مع القوات المسلحة والأمن ومع أبناء محافظة صعدة وسفيان. ودعا الزميل السدمي وسائل الإعلام إلى إعادة النظر في مضمون ما تقدمه من رسالة إعلامية حول ما يحدث في اليمن والقيام بخطوة ايجابية باتجاه تصحيح الأخطاء والابتعاد عن الشطحات والتهويل والتضخيم والنظر إلى الأمور عن قرب وليس الاعتماد على ما يشاع هنا أو هناك , احتراما للقارئ والمشاهد سواء كان في الداخل أو الخارج. كما طالب من انساقوا وراء استقاء المعلومات من مصادر عناصر الإرهاب والتخريب إلى التأكد مما ينشرونه والتريث حتى لا يكون لذلك نتائج سلبية , وشدد على أن لا تكون البطاقة الحزبية أو الانتماء السياسي لهذا التنظيم أو ذاك هي اليد التي تكتب والعقل الذي يوجه الصحفي فيكتب بيد غيره وينطق بلسان مصلحة حزبه على حساب مصلحة أكبر وأهم وأشمل وهي مصلحة الوطن , فتضيع الحقيقة. وقدم حسن زيد ورقة بعنوان "الحوثيون الظاهرة والأسباب" عوامل ظهور الحوثية وبداية تشكلها وصولا إلى مرحلة المواجهات المسلحة مع الدولة في 2004م. واستعرض فيها حيثيات وأسباب توسع وتمدد أحداث المواجهات في صعدة ، داعياً وسائل الإعلام إلى إعادة النظر في سياساتها المتبعة لتغطية أحداث صعدة للخروج بخطاب عقلاني يساعد في معالجتها. وأكد زيد أنه شخصياً مع هيبة الدولة وحريص على هيبة أجهزة الأمن المناط بها الحفاظ على الأمن والاستقرار للوطن والمواطن. وقال: لا يوجد أي مبرر لوجود جماعة مسلحة ضد الدولة, وأنا قلت هذا الكلام للإخوان الحوثيين في آخر مكالمة لي مع الأخ صالح هبره قبل أقل من أسبوع بأنه إذا كانت حركة حماس أو حزب الله مع أنهما حركتي مقاومة وتواجهان الاحتلال ومع ذلك مازالتا تبحثان عن شرعية لحملهما السلاح ومشكوك فيهما لأنهما لا تمثلان دولة, وأن أي جماعة تحمل السلاح لا يمكن أن نبحث لها عن مبرر. من جهته أوضح الدكتور عبدالحفيظ النهاري نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام في ورقة عمل أن الإعلام الحكومي انطلق من منطلقات دستورية وقانونية في التعامل الإعلامي مع التمرد حرصا على الأمن وسلامة المجتمع في محاصرة بؤر العنف والدفاع عن الثورة ومنجزاتها , وقال إن مظاهر التمرد الحوثي ارتبطت باستهداف الجمهورية والوحدة والديمقراطية والتي باتت تحلم بالعودة إلى الماضي عن طريق عزل صعدة عن المجتمع اليمني وأشار إلى أن الإعلام الحكومي والتنظيمي دافع عن ضرورة بسط نفوذ الدولة ووصولها إلى كل مناطق الوطن وفي مكافحة ثقافة التشرذم وثقافة الكراهية وفي مداخلة للزميل حمود منصر مدير مكتب مجموعة ام بي سي ومراسل قناة العربية , أوضح أن تغطية المواجهات الدائرة مع المتمردين في صعدة تكون ما دون النسبية في عامل الزمن والحدث والمكان , مشيرا إلى بعض المعوقات التي تعترض طريق الصحفي الذي لابد أن يكون له مصدر حقيقي , وأن لايكون ضحية أخبار مشوشة وغير موثوقة , وان يكون له معرفة جيدة بالحدث ونقل المعلومة الصحيحة لأن بعض الصحفيين قد يكون لهم مواقف أيدلوجية , وطالب منصر بتنقيح الخطاب الإعلامي من بعض المصطلحات , مبينا أن الحوثية كظاهرة وحركة وطرف مقاتل أصبحت على مدى السنوات الماضية ورقة استقطاب سياسي من قبل أحزاب المعارضة. وقال: نحن نأخذ المعلومة إما من بيانات الحوثي أو المصدر العسكري وإذا قدر لنا التعرف على عسكري في موقع محدد فيكون ملما بمحيطه الضيق فقط. وتابع الصحفي حمود منصر: أنا لست خصما للحوثي أو القاعدة وأنا لا أعرف ماذا يريد الحوثي هل يريد الإمامة ؟ أم قلب النظام الجمهوري؟ أو ماذا يريد ؟ لكن ما أعرفه أنه دموي وكذلك القاعدة تقوم بالتفجير داخل المدن وخارجها وتستهدف منشآت اقتصادية وغيرها ". وبيّن منصر أن الصحفي يغطي حدث وينقل معلومة وموقف وفي النهاية حتى عملية التحليل التي يقوم بها الصحفي هي عملية ليست عرض موقف إيديولوجي بل تجميع الأحداث وخلق استنتاجات تساعد المشاهد بحيث تكون الصورة عنده إلى حد ما واضحة أو تعطي له أكثر من نافذة أو مجال. ولفت إلى أن تنظيم الشباب المؤمن لم يكن وليد تلك السنوات التي أسس فيها وإنما برعم ظهر في شجرة ظلت تنمو على مدى عقود من الزمن, حتى جاء حسين الحوثي ليحول الشباب المؤمن من الحركة الفكرية إلى حركة تمرد مسلح. وتساءل قائلا : ما الذي دفع الحوثيون إلى حفر الخنادق قبل أن تبدأ المواجهات مع الدولة في 2004 بعد قتل الثلاثة العساكر ؟. وفي ورقته المعنونة ب" تغطية صحف المعارضة لحرب صعدة خلص الباحث عبدالسلام محمد إلى أن إعلام المعارضة في تغطية حرب صعدة كان قاصرا ولم يكن موضوعيا وكان منحازا بفعل سياسات وأيدلوجيات الأحزاب التي تتبعها، ومتأثرا بأفكار وتوجهات شخصية لقيادات في تلك لأحزاب وانه تأثر بطول فترة الحرب بين 2004 و2010م حيث بدأ منقسما ثم تقارب شيئا فشيئا وانه استند لحماية أحزابه حتى تمكن من تناول قضايا لم تتمكن صحف أخرى منها وأشار عبدالسلام إلى أن تصريحات ومقابلات حسن زيد أمين عام حزب الحق أثناء رئاسته للمجلس الأعلى للمشترك المدافعة عن الحوثيين , وقال إن حسن زيد يعتبر أن تمردهم وحملهم للسلاح هو من باب الدفاع عن النفس، وأن ما تقوم به الدولة هو توجه لضرب مذهب الزيدية، وأكد عبدالسلام أن ذلك كان خيارا لم يتبناه المشترك وبعيد تماما عن رؤيته لما يدور في صعدة , وأن تصريحات (زيد) تلك انعكست على تناولات الصحف المحلية الأهلية التي قلما تجد معلومة عن صعدة قادمة من الوسط ومن بينها صحف وإعلام المعارضة من ناحيته قال الأستاذ أحمد الصوفي رئيس المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية أن الإعلام الرسمي تفوق على كل صور الإعلام المعارض في مسائل رئيسة تكمن في أن حركة الحوثيين هي حركة خارجة عن القانون والدستور وهي تمرد عنصري ترفض فكرة الانصهار داخل المجتمع اليمني والذي لم يستطع الإعلام الآخر أن يبرئ نفسه من هذه التهمة موضحا أن الإعلام الرسمي استطاع أن يضع سؤالا كبيرا أمام الرأي العام والعالم أجمع ماذا يريد هؤلاء المتمردون , لكنهم فشلوا في أن يقولوا لنا ماذا يريدون وأضاف الصوفي : اذا كان هناك مظالم تدعى يمكن حلها عن طريق المؤسسات القانونية والدستورية ولذلك فقد ظلموا أنفسهم بأنفسهم , وتساءل : من خلال جولات الصراع المختلفة من الذي يتخذ القرار للحوثية وهل الحوثي يخوض حربا بالأصالة عن نفسه أم يحاول أن يجعل هذه المنطقة بؤرة صراع إقليمي ؟ فكل اتفاق وهدنة خلال الحرب السابقة نكتشف أن الحوثيين كانوا وسيلة وأدوات لإقحام اليمن في صراع إقليمي مركزه وتمويله إيران التي تمول سفك دماء اليمنيين , وقال الصوفي إن الإعلام الرسمي استطاع أن يلبي الاحتياجات والا كيف يمكن لأحزاب المشترك أن تؤجر بعض الصحفيين لفكرة الحوثي وتدافع عن التمرد.