اعتبر مثقفون وأدباء رحيل الاستاذ التربوي الكبير احمد جابر عفيف نقطة فارقة في مسيرة العمل التنويري المؤسسي نظراً لما استطاع ان يحققه من نجاحات وقدمه من مشاريع فكرية وثقافية يعول عليها في إحداث حراك ثقافي متواصل على مستوى الوطن اليمني . وأكدوا في احاديث منفردة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن مؤسسة العفيف الثقافية تأتي في صدارة تلك المشاريع التي أسسها الراحل، نظراً لدورها الريادي في العمل الثقافي التنويري في اليمن، وباعتبارها أحد أهم المشاريع الثقافية والحضارية الكبيرة،التي أكدت دورها الريادي الفاعل في العمل الثقافي منذ تأسيسها عام (1990). ودعوا جهات الاختصاص إلى تقديم الدعم للمؤسسة بما يضمن استمرارية برامجها وانشطتها الثقافية والتنويرية، ويحقق اهدافها النبيلة . رائد مؤسسات المجتمع ونوه وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي بدور وعطاءات الفقيد الراحل قائلا: لقد كان أحمد جابر عفيف من الشخصيات الوطنية الرائدة التي تميزت بالعطاء والتفاني في العمل وتحمل المسؤولية وكان من القيادات التي لها بصماتها الواضحة، التي لا يمكن أن تتغير أو تنكر في مجال التربية والتعليم وفي والثقافة، واعتبر الوزير أن الراحل أحمد جابر عفيف رائدا من رواد تأسيس مؤسسات المجتمع المدني في اليمن مشيرا إلى أن مؤسسة العفيف الثقافية ستظل منارة ثقافية مهمة وقد اعطى العفيف من أجلها ومن أجل ان تؤدي دورها التنويري حياته وماله ما جعلها من المؤسسات اليمنية التي سيظل لها أثرها المطلوب في حياتنا الثقافية وفي تحقيق الأهداف التي رسمها لها العفيف . وشدد اللوزي على ضرورة أن تتعاون الجهات الحكومية مع مؤسسة العفيف، وتعمل على دعمها خاصة من قبل وزارة الثقافة وعن طريق مؤسسات المجتمع المدني التي تعد طريق الدولة العصرية الحديثة “. وقال اللوزي “قوة أي مجتمع تقوم وتبرز بشكل واضح من خلال مؤسسات المجتمع المدني،وتعتبر مؤسسة العفيف للتنمية الثقافية من أبرز تلك المؤسسات واهمها”. رجل البدايات من جهته جدد خالد الرويشان عضو مجلس الشورى ووزير الثقافة السابق: التأكيد على الريادة التي حازها الفقيد أحمد جابر عفيف بالمبادرة في العمل والتأسيس لكثير من المشاريع الكبيرة في مجالات التعليم والثقافة والتنمية في اليمن. وقال “هذا غياب محزن لرجل من الرجالات الكبار الذين اسهموا بالكثير من المشاريع الكبرى في اليمن الحديث، وأظنني سميته ذات يوم “رجل البدايات الكبرى”. وعلل تلك التسمية بأن أحمد جابر عفيف هو من أسس جامعة صنعاء، والمدينة السكنية، وكذا مؤسسته (العفيف) التي تعد الأولى من نوعها في العمل الثقافي، وأنه الرجل التربوي الذي أسس وزارة التربية والتعليم على أسس حديثة في مطلع السبعينيات، ولا يستطيع أحد أن ينكر كل إسهاماته. واضاف الرويشان “ رحيله خسارة كبيرة وهو نموذج باهر من الرجال اليمنيين الذين قدموا كثيراً في الواقع على مستويات كثيرة اجتماعية وثقافية وسياسية وتربوية وعلمية، ورجل عصامي فرض نفسه بجهده وإخلاصه ،وتبرع بجزء كبير من ماله للعمل الثقافي والإبداعي في بلادنا “. وأكد على ضرورة ان يكون هذا النموذج متواجداً أمام الناس بشكل عام وفي أذهانهم ما يوجد على الواقع أحفادا للأستاذ أحمد جابر عفيف يقتدون به في علاقاتهم بالمسائل العامة في اليمن والمسألة الثقافية على وجه التحديد”. وعن حال المؤسسة بعد رحيل الفقيد قال خالد الرويشان “ أظن هناك مجلس أمناء هو القائم على الإدارة والاشراف على هذه المؤسسة وبالضرورة ايضاً ان يكون هناك دعم كامل لهذه المؤسسة الفريدة، ونوه بأن أحمد جابر عفيف عمل على تأسيس بنية أدارية لهذه المؤسسة وأوقف لها وقفية كونه من الناحية الإدارية كان معلماً بكل المقاييس و”لذلك نأمل أن تكون هذه المؤسسة بشكل عام موجودة وفي أزهى حالاتها كما كان يديرها وهو حي بيننا”. من جهته يقول رجل الأعمال عبدالواسع هائل سعيد أنعم : “ كان الأستاذ أحمد جابر عفيف من الرعيل الأول للثورة وله انجازات ضخمة ومساهمات كبيرة جداً في مجال التعليم، ويكفية خلال العشرين السنة الماضية تأسيس مؤسسته(العفيف الثقافية)التي أنشأها مؤخراً، والتي أتاحت للملايين من المثقفين والطلاب الاستفادة منها. وأشاد عبدالوسع “بدور العفيف في مكافحة القات عبر جمعية مكافحة القات التي كان رئيساً لها، وانظم اليها المئات من الفتيات والشباب الذين انخرطوا في حملات لمكافحة القات. واضاف”أذكر انني قبل شهر ونصف تقريباً زرت العفيف في بيته وكان همه ان تستمر الجمعية في مكافحة القات، وتابع “ أظن إن كان من وفاء من قبل الحكومة لهذا الرجل فعليها أن تدعم مؤسسة العفيف الثقافية وجمعية مكافحة القات وبدعمهما ستكون قد أوفت بحق العفيف”. وكيل وزارة السياحة مطهر تقي جدد هو الأخر مكانة ودور الراحل الاستاذ احمد جابر عفيف قائلاً: “ كان العفيف رحمه الله يمثل مدرسة لأكثر من جيل ، وعلماً من اعلام المجتمع ، وموته يعتبر خسارة لنا جميعاً وكل محبيه وتلامذته. واضاف “ولا أحد ينسى ما قام به الاستاذ العفيف خصوصاً في مجال التربية والتعليم وكل الأعمال التي قام بها، كما انه أبى إلا ان يسهم حتى ولو في آخر عمره في إثراء الثقافة وما مؤسسة العفيف الثقافية الا دليل واضح على أهتمامه بالثقافة وكل محبي الثقافة. وتابع وكيل وزارة السياحة” وأظن أن اقل واجب من المؤسسات الحكومية ان تدعم هذه المؤسسة وكما أكدت دعمها للعفيف اثناء حياته عليها أن تؤكد لكل محبي العفيف انها واقفة مع هذه المؤسسة بعد وفاته. وقال تقي” وادعوا الجهات المعنية المزيد من الدعم لمواصلة نشاط هذه المؤسسة الثقافية الرائدة “. الرئيس التنفيذي لمؤسسة العفيف الثقافية عبد الباري طاهر يقول: “لقد ترك أحمد جابر عفيف الكثير من الأثر وأهم أثر تركه هي مؤسسة العفيف الثقافية وغيرها من المشاريع والاصدارات الثقافية الأخرى كالموسوعة اليمنية، وهذا هو الأثر الخالد،ولكن أهم شيء هو الحفاظ على هذا المنجز الذي تركه العفيف ..آملاً ان تواصل وزارة الثقافة دعمها ورعايتها لهذه المؤسسة ليبقى هذا الصرح الثقافي شامخاً كما عهده الجميع اثناء حياة المؤسس الفقيد أحمد جابر عفيف. يقول طاهر” للحقيقة وزارة الثقافة لم تقصر خاصة عهد الوزير الدكتور محمد أبوبكر المفلحي في مساندة ودعم مستمر وفي تنسيق مشترك لكثير من البرامج والأنشطة الثقافية،ونحن نشكر وزارة الثقافة على هذا الاهتمام بالمؤسسة، ونتمنى أن يستمر هذا الدعم والرعاية ليبقى هذا الصرح حافلاً بأنشطته وبرامجة الثقافية “. ويرى مدير عام الغرفة التجارية بصنعاء جمال الحضرمي بأن: أحمد جابر عفيف كان وسيظل رمزاً وعلماً من اعلام اليمن الأفذاذ الذين بذلوا لأجل الوطن الغالي والنفيس وأعطوا الكثير وساهم مساهمة كبيرة وفاعلة في بناء المجتمع اليمني الحديث، وتنميته وتطويره.. مشيراً الى ان الاستاذ أحمد جابر كان جزءاً من نضال الناس ودورهم سواء بنضاله معهم ضد الإمامة،والتخلف وحتى بعد الثورة وقيام الجمهورية ظل مناضلاً لأجل التنوير والتنمية والتطور. واضاف “ انه لا يمكن أن ينكر احد دور العفيف وإسهاماته في العمل التربوي والثقافي ودور مؤسسته الثقافية في نشر الوعي في اوساط الشباب وتوعيتهم وتوسيع مداركهم من خلال انشطتها ومكتبتها العامرة بآلاف العناوين من الكتب القيمة”.