كلنا، تقريبا، نعرف أن “ألفرد نوبل”، هو مخترع الديناميت، غير أن معظمنا لا يعرف أن أبو “الفرد نوبل”، هو “عمانوئيل نوبل”، وهو مخترع الألغام البحرية، وذلك خلال حرب القرم، وهي الحرب التي كانت اندلعت خلال الأعوام (1853- 1856) بين روسيا القيصرية من جهة وبين فرنسا وبريطانيا من جهة أخرى. كان “عمانوئيل نوبل” الأب مهندسًا مدنيًّا متخصصًا في إنشاء الطرق والجسور. وكان مبتكرًا ومخترعًا. وبحكم عمله المدني فقد كان يوجه ملَكة الاختراع لديه باتجاه طرق تدمير الصخور، ومن ضمن تلك الطرق، كان استخدام المتفجرات. وكانت الوسيلة المتفجرة المتاحة آنذاك مادة “النيتروجليسرين”. كان “عمانوئيل نوبل” أفلس في نفس عام مولد “الفرد نوبل” (مخترع الديناميت فيما بعد في العام 1866). وفي عام مولد نوبل الابن – أبضا – التهمت النار مسكن العائلة. (لقد كان مولد الفرد نوبل نحسا على العائلة كما يُقال).. واضطر الأب إلى السفر وحده إلى فنلندا عام 1837 بحثًا عن فرصة أفضل للعمل، ثم ارتحل سريعًا إلى “بطرسبرج” عاصمة روسيا القيصرية وأنشأ هناك ورشة ميكانيكية، وما لبث أن عقد صفقات مع الجيش الروسي. وكانت إحدى ثمرات تلك الصفقات أن اخترع (نوبل الأب) الألغام البحرية، التي أمّنت مياه بحر البلطيق وحول مدينة بطرسبرج، فلم تستطع السفن الحربية البريطانية اختراق شبكة الألغام أو الاقتراب من المدينة. وتقديرًا لجهوده ومقابل اختراعه ألغام البحر حصل عمانوئيل نوبل على وسام الإمبراطور الذهبي من قيصر روسيا. [email protected]