يتولى صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بمحافظة تعز، العناية بأكثر من “1938” معاقاً، من خلال تقديم الخدمات الصحية والتعليمية لهذه الشريحة المهمة في المجتمع، لكن يبدو أن أمام هذا الصندوق الوليد، الكثير من الأعباء والتحديات التي تنتظره في محافظة تشير التوقعات إلى احتمالات بلوغ المعاقين فيها إلى “ 250” ألف حالة وهي تحديات صعبة خصوصاً في ظل غياب الصلاحيات الممنوحة للفرع وتزمت الروتين الذي يواجه المهمة الإنسانية للصندوق في تعز. مختار فرحان خالد مدير فرع صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بمحافظة تعز تحدث بشفافية عن دور الصندوق والصعوبات التي يواجهها في تقديم الخدمات للمعاقين. الصحة والتعليم أولاً .. ماهي الخدمات التي يقدمها الصندوق للمعاقين؟ خدمات الصندوق تقدم على مستويين، المستوى الأول فردي يقدم خدمات للمعاق مباشرة، وتتمثل في توفير خدمات الرعاية الصحية كالعمليات الجراحية الخاصة بالإعاقة، والعمليات الجراحية العارضة لأي سبب آخر غير الإعاقة، وكذلك توفير الأدوية للمعاقين والتي تصرف بشكل دائم. كما نقوم بتوفير الخدمات التعليمية للمعاق كالرسوم الدراسية وبدل المواصلات،وتأهيل المعاق في دبلوم اللغات والحاسوب، والدبلوم الحرفي والمهني، والمستوى الثاني يتمثل بدعم الموازنات التشغيلية لجمعيات المعاقين والمراكز التابعة لها. ندعم الجمعيات .. ما حجم الدعم الذي يقدمه الصندوق لهذه الجمعيات؟ يقدم الدعم حسب الموازنة المرفوعة من الجمعيات للصندوق، والتي يعتمدها الصندوق حسب التقديرات والاحتياج لكل جمعية, وهو أمر يختلف من جمعية إلى أخرى، من حيث الأنشطة والقدرات، وقد وصل عدد الجمعيات التي يدعمها الصندوق في محافظة تعز إلى ست جمعيات عاملة في مجال رعاية المعاقين وهناك أربع جمعيات لا يدعمها الصندوق لأن هناك شروطاً يجب أن تتقيد بها الجمعيات حتى تحصل على دعم الصندوق، ويقوم الصندوق بدعم النفقات التشغيلية للجمعيات ودفع مكافآت مالية للعاملين في الجمعيات ومراكز الأنشطة والتأهيل التابعة للجمعيات. 10 % من سكان العالم معاقون .. هل أجريتم عملية مسح لمعرفة عدد المعاقين في محافظة تعز؟ كلا، لا يوجد لدى الصندوق أي مسح بعدد المعاقين في محافظة تعز، وقد قام الصندوق الاجتماعي للتنمية بعملية مسح في بعض المناطق،وقد طالبنا رسمياً من صندوق الرعاية الاجتماعية أن يجرى لنا مسحاً لعدد المعاقين أثناء عمليات البحث الميداني عن الحالات المستحقة لراتب الضمان. ولكنه لم يوافنا بأي بيانات حتى الآن، وسيقام الآن مسح لمديريتي حيفان والمواسط من خلال جمعيتين تقدمت بطلبات المسح للوزارة وتم إحالتها إلى الصندوق لإتمام إجراءات عملية المسح وإذا أخذنا بالإحصائيات التي قدرتها المنظمات الدولية الاجتماعية، والتي تفيد بأن هناك عشرة بالمئة من السكان في العالم معاقين,فإن النتيجة المقدرة بناء على هذه الإحصائية ستكون وجود “ 250” ألف معاق في محافظة تعز. بدون إحصائيات رسمية .. كم عدد المعاقين الذين يرعاهم الصندوق حالياً في محافظة تعز؟ لدينا فرع تعز “1938” حالة، بالإضافة إلى الحالات التي كانت مسجلة سابقاً في المركز الرئيسي للصندوق ويقدر عددهم بحوالي أربعة آلاف معاق من محافظة تعز وهذا العدد تقديري حيث لا يوجد إحصائيات رسمية. لا نقبل التبرعات .. هل تتلقون أي نوع من الدعم من جهات غير حكومية؟ كلا، لا نتلقى دعماً من أحد، الصندوق جهة حكومية ودعمنا إيرادات محلية، نتلقاها من الرسوم المفروضة على السجائر،حيث نحصل على خمسة ريالات من كل علبة سيجارة، ومائة ريال من كل بيان جمركي، ومن تذاكر الطيران، السينما، هذه هي إيرادات الصندوق، ولا نستقبل أي تبرعات. تأخر في توفير الخدمات .. هناك حالات من المعاقين يشكون تأخر طلباتهم أو بحث حالاتهم ماهو السبب ؟ هذا صحيح،فنحن نعمل على جميع طلباتهم، ونرفع بالمستعجلة منها مثل طلبات العمليات في يوم الأربعاء من كل أسبوع، أما طلبات الأدوية والتي يصل عددها ما بين “ 500 600” حالة شهرياً فإننا نرفع بها شهرياً،وفي الآونة الأخيرة أصبحنا نرفع بها كل نصف شهر. نظراً لكثرة الحالات عندنا في فرع تعز، فنحن لدينا حتى نهاية يناير الماضي “951” حالة تتسلم أدوية والكارثة تكمن في الأدوية، فالمطلوب منا أن نرفع كل شهر للمركز الرئيسي بصنعاء,والتي طالبنا بأن تكون كل أسبوع بسبب الضغوط التي نواجهها في هذا الموضوع، لكن هذا الطلب رفض، وقد توصلنا إلى حل وسط هو أن نرفع بطلبات الأدوية كل نصف شهر. تعسف دوائي .. لماذا يتم توقيف أصناف من الأدوية على بعض الحالات؟ كل حالة لديها استمارة خاصة بالأدوية تصرف لستة أشهر، وعندما نرفعها إلى المركز الرئيسي بصنعاء تدخل هذه الطلبات الخاصة بالأدوية إلى اللجنة الطبية الخاصة بالصندوق والتي تقوم بمراجعة الأصناف وتشطب بعضها وتوقف بعضها الآخر بدون إبداء المبررات لتوقيف الصنف الدوائي أو شطبه فبينما يقوم الطبيب هنا بفحص الحالة وتقرير الدواء المناسب يقوم طبيب آخر في اللجنة الطبية التابعة للصندوق وبإلغاء الدواء بدون سبب يذكر، وفي كل مرة يتم توقيف من “10 15” حالة من بين ثلاثمائة حالة تقريباً، أما الأصناف من الأدوية فهي تسقط على حالات كثيرة. هناك ماهو أسوأ .. إلى أي مدى تؤثر المركزية في الحد من تقديم الخدمات للمعاقين في فرع تعز؟ يؤدي إلى تأخير شديد في وصول الخدمة ولكن برغم هذا التأخير الناتج عن الروتين المتبع إلا أن الخدمات تصل للمعاق، ولولا أن لنا معرفة بالمعنيين بالمركز الرئيسي لأخذت وقتاً أطول، وربما هذا من ضمن الامتيازات في تعز، وأنا أقول لك إن الوضع في بعض المحافظات أصعب. بين المعاقين والمعاقين ..ماذا حدث بشأن الخلاف حول قطعة الأرض التي حدثت بينكم وبين جمعية المعاقين حركياً؟ فوجئنا أثناء وضع حجر الأساس لمشروع بناء مقر لفرع صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بمحافظة تعز، أن الإخوة في جمعية المعاقين حركياً يدعون أن هذه الأرضية قد خصصت لهم سابقاً، وقد أثبتوا ذلك بالوثائق الرسمية. إلا أن الإخوة قي المركز الرئيسي أصروا على أخذ هذه الأرضية كون أن المخططات قد وضعت لبناء الفرع عليها، وإلا فإنه سيتم إلغاء البند المخصص لبناء الفرع من موازنة الصندوق وقد تدخل الأخ المحافظ لحل المشكلة، وذلك بتثبيت جمعية المعاقين حركياً بنفس الأرضية حتى يتمكنوا من الاستفادة من المنحة الضخمة المقدمة من الصندوق السعودي لبناء مقر للجمعية والمراكز التابعة لها، بينما قام المحافظ بتوجيه مكتب الأوقاف بتخصيص قطعة أرض لفرع الصندوق، وقد وافق المدير التنفيذي للصندوق على هذا الحل. مشروع بمليار أسهل من وظيفة .. هناك ضغط شديد يعاني منه العاملون بالفرع بسبب كثرة الأعمال عليهم لماذا لاتطالبون بزيادة الموظفين؟ طالبنا بإضافة تعاقدات لموظفين جدد في فرع تعز نظراً لكثافة الضغوط على الفرع، فنحن لدينا أربعة موظفين في الفرع يقوم الواحد منهم بعمل خمسة موظفين، وقد طالبنا بطبيب صيدلي وأوراقه في المركز الرئيسي منذ نوفمبر “2009” وإلى حد الآن لم يوافقوا عليه، ونحن بأمس الحاجة لتوظيف صيدلي.. ولدينا باحث واحد يقوم يومياً ببحث خمسين ملفاً من ملفات الحالات المتقدمة وندرس من (15 20) حالة في اليوم، الموظفون لدينا في الفرع يتحملون فوق طاقتهم، ويأخذون معهم العمل لمنازلهم بذلك الراتب التعاقدي الضئيل الذي لايتجاوز سبعة عشر ألف ريال لا تفي حتى بأجور المواصلات وقد قال لي أحد المسئولين إنه يمكن تقديم مشروع بمليار ريال ولا نستطيع تقديم درجة وظيفية. فقط عهد .. كم حجم الموازنة التي يحصل عليها فرع الصندوق بتعز؟ لا توجد موازنة حتى الآن، وما نستقبله منذ افتتاح الفرع حتى الآن هو عبارة عن عهد مالية، فلم يفتح حساب للفرع في البنك المركزي، ولا يوجد لدينا وحدة حسابية، وكل التعاملات عبارة عن عهد مالية. لكن لماذا لم تكتمل البنية الهيكلية للفرع من 2008م حتى الآن؟ هذه الأشياء مرتبطة بالمركز الرئيسي بصنعاء، كون الفرع حديث التكوين، وقد تم الرفع أكثر من مرة وتناولت ذلك التقارير الدورية المرفوعة من الفرع للمركز الرئيسي والإشكالية هي مابين الصندوق ووزارة المالية. فرع المعاقين عاجز هل يجب أن يعاني المعاقون لمجرد العجز عن حل المشاكل بين الصندوق والمالية؟ الفرع في تعز حديث النشأة، وكل القرارات مركزية، لانستطيع أن نتخذ أي قرار إداري أو خدمي، أنا لا أستطيع صرف دواء لطفل معاق إلا عن طريق الرفع للمركز الرئيسي ولا أستطيع تقديم أي خدمة لمعاق أو الاستعانة بشخص إلا عن طريق الرجوع للمركز الرئيسي. ميزانية خارجة عن السيطرة .. كم تبلغ قيمة النفقات المقدمة لخدمات المعاقين؟ في شهر يناير فقط (18.949.448) ريالاً وهي قيمة خدمات مؤجلة من نهاية 2009م منها خمسة ملايين ريال قيمة أدوية، وللخدمات التعليمية اكثر من أحد عشر مليوناً وقد تزامن هذا المبلغ مع الفصل الدراسي الثاني وموازنة الصندوق يصعب التحكم بها لأنها تزيد في بعض الأحيان بشكل كبير، نظراً لتزايد عدد المعاقين الذين بدأوا يعرفون بوجود جهة حكومية تقدم لهم الدعم. من وعد إلى آخر .. هل يتطلب اعتماد الحالة المعاقة طلوعها إلى صنعاء من أجل العرض على اللجنة الطبية؟ ليس لكل المعاقين، الحالات الواضحة تعتمد من قبل اللجنة الطبية في مستشفى الثورة أو الجمهوري بتعز لكن حالات الإعاقة غير الواضحة، يتم إرسالها إلى اللجنة الطبية التابعة للصندوق وقد طالبنا أكثر من مرة بتشكيل لجنة داخل تعز، والوعود تأتينا من عام إلى عام ومن شهر إلى آخر، لأنه لم يتم الاتفاق على اللائحة الطبية الخاصة بالصندوق، وعندما تعتمد اللائحة الطبية ستعتمد اللجان.