على الرغم من حداثة سوق الإنتاج الإعلاني - خصوصاً التلفزيوني ناتج عن قلة الفرص المتوفرة لسوق ناشئة ومحدودة ، إلا أن التميز ظهر جلياً منذ أن اتخذ المغامرة في هذا السوق سبيلاً . يصف أحمد علاو - ثلاثيني العمر - مؤشرات انعتاق سوق الإعلان التلفزيوني من قبضة الاحتكار أنها بدأت للتو .. ، كما يقول ذلك المدير العام ل ( البنيان للإعلان ) وهي شركة نشطة في مجال الإعلان التلفزيوني . التحق بالدراسة في كلية الإعلام جامعة صنعاء عام 1995م وكان يوازن بين دراسته وأعماله ، وقد اختار مجال العلاقات العامة والإعلان تخصصاً لدراسته ..وتخرج في العام 1999م حائزاً على شهادة البكالوريوس في تخصصه . وفي عام التخرج أسس بتعاون مجموعة من زملائه وكالة البنيان للخدمات الإعلامية والتوكيلات ، وكانت اسماً ناشئاً مثلت طليعة جيل من الخريجين المتخصصين الذين بدأ اندفاعهم بقوة وطموح حاملين أفكاراً جديدة لسوق الإعلان المحدود . كان مجال وكالة البنيان محدوداً بدور الوسيط بين المعلن والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون .. وإضافة لدور المتعهد الإعلاني ، انطوى نشاط الوكالة على القيام ببعض أعمال الإنتاج التلفزيوني للإعلانات والأفلام الوثائقية. خلال ثلاثة أعوام نجحت الوكالة الصغيرة في كسب ثقة عدد كبير من المعلنين ، وتم تصنيفها عام 2000، 2001م ضمن أفضل ثلاث وكالات إعلانية تعمل في صنعاء ، من حيث عدد العملاء وحجم التعامل مع المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون . إلى أن جاء الوقت الذي أتيح فيه المجال للاحتكار بمنح 50 % من المساحة الإعلانية لصالح جهة واحدة تعاقدت مع المؤسسة . وكانت البنيان تقدمت لشراء 10 % من المساحة الإعلانية وتعاقدت مع المؤسسة التي ألغت ذلك فجأة وأعلنت بيع المساحة الإعلانية بالكامل للشركة المحتكرة . وبذلك بدأت متاعب الوكالة كغيرها من بقية وكالات الإعلانات ، ( لقد ترك الاحتكار طابعه السيئ على سمعة ومكانة الإعلان ، إذ أصبح تجارة أكثر من كونه خدمة ) كما قال علاو الذي فكرت وكالته بفتح منافذ صغيرة لعملها تقيها الاندثار. في العام 2003م سعت البنيان لنيل امتياز الرعاية والإعلان في برنامج فرسان الميدان ( كمنفذ بسيط لعمل الوكالة وعملائها ) مقابل تفلها بتمويل البرنامج ، ما يعني دفع ميزانيته المحددة كاملة للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون نظير الحصول على مساحة إعلاينة في البرنامج الرمضاني . وباتت الفرصة الوحيدة التي أتيحت لمكتب البنيان وعملائها ، وفي ذلك الوقت فقط أعطى ل ( البنيان ) امتياز برنامج فرسان الميدان ، وكان عليهم العثور على راعين للبرنامج في أقل من 14 يوماً تبقت على موعد عرضه ، وكان عليهم تحقيق إيرادات تكفي لتغطية نفقات البرنامج التي بلغت 25 مليون ريال ويفي بحقوق فريق التسويق التابع للوكالة . كانت الشركة الأولى التي تسيطر على الامتياز لمدة شهور دون أن تفعل شيئاً قد ضيعت الوقت الأصلي كله عندما انسحبت فجأة قبل أسبوعين على موعد عرض البرنامج .. لم يكن ما نالته البنيان امتيازاً على الإطلاق بل مغامرة محفوفة بمخاطر الفشل في كل اتجاه . الأيام الأربعة عشرة التي عاشها علاو وزملاؤه لا تنسى ، فقد خاضوا ما هو أكبر بقليل من مغامرة نظراً للظروف المحيطة . يقول علاو إن مرحلة الاحتكار اضطرت مكتبه للمرور بحالة انقطاع في السوق ، فقد تراجع مستوى تواصلهم مع العملاء إلى أدنى مستوياته وانقطع نهائياً في حالات كثيرة ، مما ضاعف مخاطر امتياز برنامج فرسان الميدان ، وفي غضون أسبوعين غامرين بالضغوط من كل نوع ، استطاع فريق ( البنيان ) الوصول إلى رعاية البرنامج وتم إنجاز البرنامج بنجاح كبير ، لقد عنى ذلك مهمة إنقاذ بالمعنى الحرفي للكلمة . لفترة طويلة انصب نشاط ( البنيان) على تنفيذ حملات إعلانية محدودة في وسائل أخرى مثل لوحات الموبيز على الطرقات وغيرها ، كما أحرزوا بعض العقود كمتعهدي إعلان لصالح جهات محددة . استعادت البنيان تواصلها مع العملاء من خلال الفرصة الوحيدة التي يوفرها سنوياً برنامج فرسان الميدان ، والكثير من عملاء الوكالة المعلنين يشعرون بالاكتفاء الإعلاني في البرنامج خلال شهر رمضان . إلا أن هناك جانباً مشرقاً علينا التنبه له ، مرت به البنيان خلال فترة الاحتكار الإعلاني ، حيث اتجهت الوكالة خلال الأوقات العصيبة تلك نحو التفرغ لانتاج الأفلام الوثائقية وتطوير نشاطها في الجانب الإعلامي .. وتوفيرهم وحدة مونتاج تلفزيوني ، وتوفيرها خدمات إعلامية لفضائيات عربية تعمل في اليمن. ( عدنا لممارسة نشاطنا الآن ) قال علاو الذي يتحدث عن وجود استراتيجية لتطوير نشاط وكالته في مجال الإنتاج الإعلامي على نحو أوسع من خدمات إلى برامج وأعمال درامية ، وتسويقها محلياً وعربياً . يولي علاو وهو متزوج وأب لطفلين ( علي ويوسف ) اهتماماً بعمل خطط ودراسات تسويقية لأعماله ، وهو يعمل وسط فريق متخصص مؤهل .