منتخب الأمل .. لم يستنسخ فريقاً مثله بعد أن أحرقناه (وعاده صغير يربونه) وتبخرت أحلامنا وطموحاتنا بأن نرى منتخباً وطنياً قوياً يرفع الرأس، ويؤسس لحقبة جديدة في مسيرة الكرة اليمنية على المستوى الآسيوي والمحافل الدولية ، كما فعلها تلامذة الكابتن أمين السنيني عام 2002م في دبي وأبوظبي خلال البطولة العاشرة للناشئين تحت 17 سنة .. من عزف للألحان الجميلة والوصلات الكروية الرائعة البديعة، التي جعلت 32 حافلة تقبل من إمارة دبي وحدها مليئة بالجماهير اليمنية والعربية من الجاليات، غير الحافلات التي أتت من كل الامارات محملة بالجماهير اليمنية التي كانت بحق فاكهة البطولة وأحد عناوينها المثيرة بحيث أعطتها مذاقاً ونكهة رياضية لم تألفها الملاعب الخليجية بذلك الزخم والكثافة والهدير . إن الارتجالية التي أقحمت منتخب الأمل في المشاركة الآسيوية للمنتخب الوطني الكبير قد أضرت بالكرة اليمنية وأعادتها إلى منطقة النضال من الصفر مجدداً.. وإذا علمنا ان عبده الإدريسي الذي قاد منتخب الأمل اليمني المشارك في كأس العالم بفنلندا عام 2003م كان قد خاض مع المنتخب الوطني مباراة أمام البرتغال الذي لعب له المهاجم الأسطورة كريستيانو رونالدو وخسرها منتخبنا للناشئين حينها ب3/4 بمساعدة الحكم الأوزبكي ربشان. فإن الذي لا يعلمه العديد من المتابعين والمهتمين والمسئولين في الاتحاد والوزارة أن عبده الأدريسي تفوق على كريستيانو رونالدو وحصل بالإجماع على جائزة أفضل لاعب في تلك المباراة .. فلماذا تطور مستوى رونالدو والمنتخب البرتغالي وتراجع مستوى الإدريسي الذي لا يتعاطى القات أو الدخان نهائياً ومنتخبنا الوطني؟! الإجابة تكمن في الارتجالية التي تتحكم في قراراتنا المصيرية رياضياً .. وغياب الاستراتيجية التي ينبغي أن تكون حاضرة عندما نتعامل مع منتخبات البراعم والناشئين والشباب حتى لا يصلوا إلى المنتخب الكبير وهم موالعة قات، أو بلغوا أحد الأجلين، أو تحولوا إلى سجناء للدلال والدلع والنجومية في مضغ التمبل وسهر الليل .