ربما حقق بعض الناقمين جزءاً من السيناريو الذي أعدته أياد خفية لأطرافٍ متنافسة مع منتخب الناشئين اليمني - من خلال إحداث بلبلة إعلامية، وزوبعة في بعض الفضائيات العربية التي انحدرت إلى مستوى متدن من اللباقة في الحديث عن المنتخب اليمني، تفوح من كلماتهم روائح الشماتة والازدراء بناشئينا، ويتناولون في تحليلاتهم كلاماً مسموماً، ويسوقون للأراجيف لمصادرة الفرحة اليمنية، ووأد سعادة الأحمر الصغير بالتأهل لدور الثمانية.. ولم يتورعوا حتى عن إعلان قرار «وهمي ابتدعوه » بسحب نتائج منتخب بلادنا وعودة المنتخب الياباني للصدارة ويليه الأبيض الإماراتي. حرب نفسية منسقة منابر إعلامية رياضية، وقنوات عربية - للأسف الشديد - فيها جفاف شديد من الموضوعية في الطرح، ولديها ومراسليها قدرات على الكذب والتدليس المدروس، وبمايخدم رغبات منتخباتهم التي يضعونها فوق الشبهات، وينزهونها عن التزوير في الأعمار، ويتبجحون بامتلاك عناصرهم الإمكانات المادية التي جعلوها معياراً أساسياً يقيمون بها منتخبات آسيا. ولأن ناشئي اليمن ينتمون إلى بلد نام اقتصادياً ، وليس له ممثل في الاتحاد الآسيوي أو إحدى لجانه. فقد حاول أولئك بإيعاز من الأطراف المتآمرة إلى شن حملة منسقة إعلامياً في الفضائيات والصحف، وفي لجنة الانضباط والبطولة مذكرات تشكيكية حاولوا بها إقصاء الأحمر اليمني الصغير عن البطولة، وتشويه سمعة الكرة اليمنية، وعمل ضغوطات مدعومة لوجستياً في الاتحاد الآسيوي وبعض المتنفذين في لجانه المنظمة للبطولة. ناشئونا قلبوا المنطق الرياضي كل ذلك لأن الأحمر الصغير قهر كبير آسيا اليابان، الذي دخل المباراة أمام ناشئينا وهو ضامن النقاط الثلاث والصدارة، وكان المراقبون قد رشحوه للفوز على منتخبنا عطفاً على نتائجه الثقيلة أمام ماليزيا بالأربعة وأمام الإمارات بالستة.. فلما أبدع ناشئونا، وقدموا الأجمل تكتيكاً وتماسكاً وندية، وصعبت مهمة الأزرق الياباني الذي حوصرت مفاتيح ألعابه، وجوبهت غزوات مهاجميه العمالقة بالسياج الدفاعي الفولاذي، ثارت نوازع الشر لدى بعض الأطراف الخاسرة.. وتضاعفت آلامهم أكثر حينما ظهر الأحمر الصغير بأفضل حالاته، وكان عند مستوى التحدي، وقلب المعادلة والمنطق الكروي في ملحمة سجلها على استاد باختاكور الأوزبكي، وأعلن ناشئونا عودتهم إلى واجهة المشهد الرياضي بشخصية حملت الأفراح من طشقند إلى كل ربوع اليمن، معيدين إلى الذاكرة الأداء البطولي لمنتخب الأمل 2002م في دبي وأبوظبي الذي قدم مباراتين أمام المنتخب الكوري الجنوبي حامل لقب البطولة حينذاك، الذي لم يستطع تجاوز المنتخب اليمني فيهما ورجحت كفته بضربة ترجيحية.. لكنها لم تحجب الإبداع الذي سطرته أقدام عبده الإدريسي وجمال العولقي ووسيم القعر ومحمد علوي وطارق الحيدري وإبراهيم حسن وعوض البيحاني وأكرم الورافي ورياض النزيلي وهيثم الأصبحي والحارس إبراهيم عياش وزملائهم. الأحمر الصغير على خطى منتخب الأمل والآن.. لنا أن ندرك أن المنتخب اليمني «الأمل 2002» كان قد تعرض لمثل هذه المؤامرات، لأننا حققنا به ماعجزت عنه منتخبات عربية تمتلك الإمكانات المادية والظروف الجيدة لإقامة معسكرات وتأمينات صحية ومعيشية ومراعاة واهتمام يفوق مانقدمه للاعبينا أضعافاً كبيرة.. فتم توقيف دفعة أولى من منتخبنا في التصفيات التمهيدية التي استضافتها بلادنا، وتأهل الأخضر الصغير وقتها من صنعاء بفوزه على ناشئي فلسطين والبحرين والكويت.. ثم تحركت أصابع التآمر ضد لاعبي الأخضر الصغير فأصدرت اللجنة الانضباطية باتحاد آسيا قراراً عقب فوزنا بمركز وصيف بطل آسيا 2002م - بإيقاف أربعة لاعبين ظهروا بمستوى جيد أذهل الجمهور وتحقق في وجودهم لليمن أول تأهل إلى كل العالم للناشئين تحت 61 سنة التي أقيمت في فنلندا عام 3002م.. وجمعتنا القرعة إلى جانب أفضل المنتخبات العالمية الثلاثة منتخبات البرازيل - البرتغال - الكاميرون.. وبعد التجديد في صفوف منتخب الأمل وإجراء الفحوصات الطبية التي استقصدت ممثل العرب الوحيد في تلك البطولة لهز ثقته، وإحباط معنوياته، إلا أن ذلك قد دفع الأخضر الصغير بقيادة المدرب الوطني أمين السنيني إلى إثبات أن لدى لاعبينا من المهارات الفردية، والجمل الإبداعية مايفرض على تلك المنتخبات العالمية احترام المنتخب اليمني، فكان أن قدمنا أفضل مستوى من كوريا الجنوبية والصين، واضطر الاتحاد الآسيوي إلى إعلان الأخضر الصغير اليمني أفضل منتخب آسيوي ناشئ في تلك البطولة وسلم الاتحاد العام اليمني لكرة القدم برئاسة محمد عبداللاه القاضي وقتها جائزة أفضل منتخب آسيوي للعام 3002 بعد النتائج والأداء الأجمل في نهائيات كأس العالم للناشئين بفنلندا من نفس العام. لقاء العبور إلى كأس العالم وعلى نفس الطريق.. وبذات المنغصات، ومن أطراف تشابهت في فكر إدارييها وأجهزتها الفنية يتعرض الأحمر الصغير لحرب إعلامية شعواء من أجل إدخاله في دوامة الضغوط النفسية، وإحداث تمزق في نسيجه الموحد، ومحاولة لوأد فرحة الجماهير اليمنية، والنيل من المعنويات العالية الفولت التي حصل عليها لاعبونا عقب الفوز الغالي على حامل اللقب، وقبيل الدخول في اللقاء الحاسم المرتقب مع المنتخب السعودي اليوم الأحد، الذي سيمثل قنطرة العبور من بوابة دور الثمانية إلى منصة الكبار ضمن الرباعي الممثل للقارة الآسيوية الذي سيتأهل إلى نهائيات كأس العالم للناشئين تحت 61 سنة العام المقبل. تجذير الأمل.. ويدرك الجهاز الفني والإداري لمنتخبنا حجم المهمة، وعظم المسئولية، ويبنغي أن يستمروا في المحافظة على ثبات الجاهزية النفسية، وعدم تشويش عناصر المنتخب بأية أخبار، وإبعادهم عن الأجواء المشحونة التي أرادت بعض الأطراف تقييدهم وحصرهم فيها، ويشرح لهم أنهم مقتدرون على قطع المسافة المتبقية وصولاً إلى كأس العالم للناشئين، وأنهم باتوا على بعد خطوة وحيدة وبإمكانهم أن يحققوا التأهل، وتمثيل اليمن في المحافل الدولية للمرة الثانية.. كما أن الحملة الإعلامية الشامتة، ولغة الانتقاص التي أظهرتها بعض الفضائيات العربية بحق منتخب اليمن للناشئين، لن تستطيع التأثير السلبي عليه، فذلك التآمر والضغط الذي تنتهجه أطراف عربية منذ فوز الأحمر الصغير على اليابان وتصدره المجموعة الرابعة، سيدفع صغارنا النجوم إلى مواصلة تسطيرهم الإبداع، وتجذير الأمل في نفوس ملايين اليمنيين من خلال الدخول في المباراة القادمة وهم يحملون بين أضلعهم حب الوطن، ويمدهم الله بالعون، ويتسلحون بالروح القتالية، ويبددون الهالة الإعلامية التي حاولت بعض المنابر الإعلامية إحاطة المنتخب السعودي للناشئين بها، لمنحه الشحنات المعنوية التي تساعده على الوقوف أمام الطموح الكبير لمنتخب الأحلام «الأحمر الصغير» الذي يمتلك كتيبة مسلحة بالإيمان والثقة بالنفس، والإصرار العظيم، والعزيمة الكبرى على تقديم الأداء المقنع والممتع، وسيخوض هذه الموقعة مع الأخضر السعودي، وهو يتوق إلى أن تكون خاتمتها انتصاراً جديداً للكرة اليمنية، وإنجازاً يضاف إلى سجل اليمن الكروي عبر بوابة الناشئين للكرة القدم.