9 أهداف فقط هي حصيلة المواجهة غير العادلة التي جمعت منتخب فلسطين الضعيف مع وحوش القارة الآسيوية منتخب أوزبكستان، في تصفيات المجموعة الثانية لكاس آسيا للناشئين يوم أمس بالعاصمة الأوزبكية طشقند، وهي المجموعة التي تضم منتخبنا الصغير الذي أوقعه حظه العاثر بين أنياب وحوش القارة الأوزبك الذين يتفوقون بكل بساطة على كل منتخبات القارة الآسيوية بنتائج ثقيلة.. وقد تكون التسعة في مرمى فلسطين نتيجة مرعبة لصغارنا قبل المواجهة الحاسمة بين المنتخبين يوم غد الأحد للتأهل عن هذه المجموعة إلى النهائيات الآسيوية القادمة في مجموعة ثلاثية تم تفصيلها لضمان تأهل المنتخب المضيف. ومن خلال تجربة شخصية سابقة خضتها مع منتخب الناشئين الوطني لكرة القدم في العاصمة الأوزبكية طشقند خلال تصفيات سابقة لكاس آسيا للناشئين عام 2007م وكنت يومها مرافقاً إعلامياً للمنتخب الصغير، فأنا أعتقد أن صغارنا سيواجهون غداً أصعب وضع على مستوى الكرة الآسيوية لطبيعة البنية الجسمانية الهائلة للاعبي أوزبكستان التي تعتبر غير طبيعية يتفوقون بها على معظم منتخبات القارة، حتى أنك تجد لاعباً يفترض قانوناً أنه تحت سن 15 أو 16 عاماً، وهو مفتول العضلات عريض المنكبين فارع الطول وكأنه وحش مرعب يتربص بفريسته، ويحمل بطاقة آسيوية تؤكد بكل بساطة أنه ما زال في مرحلة الطفولة. ربما تكون مهاراتهم بنفس مستوى مهارات لاعبي منتخبنا الصغير، ولكن بنيتهم الجسمانية الغريبة لا يمكن مقارنتها بأي بنية في أي دولة آسيوية أخرى، وبالتالي ليس لمنتخبنا في مواجهة الغد إلا الدعاء لهم من قبلنا بالتوفيق وإظهار العزيمة القوية التي لا تلين واستغلال كل المهارات التي يمتلكونها من أجل تسجيل محاولة للتفوق على الوحش الأوزبكي في عرينه، كما نأمل ألَّا تفوت نتيجة الاوزبك في مرمى فلسطين بعضد لاعبينا، لأني أتذكر مواجهة 2007 لصغارنا بقيادة فضيل أمام الأوزبك والتي خسرها مننتخبنا في نهاية المطاف بصعوبة بعد استبسال وقتال وشراسة وبطاقة حمراء وعدد من الإصابات ومع ذلك تأهل منتخبنا يومها للنهائيات الأسيوية ثانياً عن المجموعة. الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة اليمنية، وتواضع فترة إعداد صغارنا، والتي قد لا تكون مناسبة، وأيضاً نظام التصفيات الذي فرض علينا وضعاً صعباً ومنح وحوش القارة فرصة التأهل الوحيدة عن هذه المجموعة بكل بساطة، كلها عوامل تعاند حظوظ صغارنا في التأهل للنهايات، وهو الأمر الذي تعوَّدنا عليه وقد نحرم منه هذه المرة، مع وجود بعض الأمل في النفس بأن يقدم صغارنا غداً الأداء المستحيل الذي يمكن من خلاله فرض واقع آخر على أصحاب الأرض والجمهور وحوش القارة الآسيوية، والخروج بالنتيجة الوحيدة التي من خلالها يمكن التأهل وهو الفوز، ولا غير.