أجمع سياسيون وأكاديميون وباحثون على الأهمية الكبيرة التي باتت تحتلها المبادرة اليمنية لتفعيل العمل العربي المشترك لما تقدمه من رؤية واضحة لمستقبل العمل العربي في إطار منظومة متكاملة القواعد والأهداف والمؤسسات والآليات. وأكد المشاركون في ندوة “ المبادرة اليمنية واهمية دورها في تفعيل العمل العربي المشترك” التي عقدت أمس بصنعاء ، ان الإجراءات والمراحل التي مرت خلالها المبادرة في الفترة 2003 - 2010 م خاصة بعد مناقشتها وإقرارها من قبل البرلمان العربي كهيئة تشريعية تمثل الشعوب العربية قد اكسبها شرعية قانونية وأصبحت مشروعا عربياً يستحق الدعم والتأييد على المستوى الشعبي والرسمي. وأهابوا بجميع الفعاليات والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في أرجاء الوطن العربي للتفاعل الايجابي مع مشروع المبادرة اليمنية وتقديم التأييد والدعم والمساندة الهادفة الى مناقشتها وإقرارها خلال أعمال القمة العربية المرتقبة في ال27 من الشهر الجاري. واعتبر المشاركون في الندوة التي نظمتها صحيفة 26 سبتمبر بالتعاون مع جامعة عمران أن الرؤية اليمنية شكلت مشروعا متوازناً مراعياً لخصائص الواقع العربي وملبياً لطموحاته المستقبلية.. ولفتوا إلى أن محتوياتها عكست الخبرة السياسية العالية لفخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وحرصه الدائم على تنقية أجواء العلاقات العربية – العربية والدفع بالعمل العربي المشترك وآلياته التنفيذية إلى مصاف المنظمات والتكتلات الإقليمية والدولية المناظرة. واشار المشاركون إلى أن أحكام مشروع دستور اتحاد الدول العربية ساهمت في تجاوز العديد من المشكلات وجوانب القصور القانونية والمؤسسية التي ظلت عائقاً أمام المحاولات المتعاقبة والتي استهدفت إصلاح وتطوير وتفعيل آلية العمل العربي المشترك. وأكدوا أن الرؤية اليمنية استوعبت وجهات النظر المختلفة في إطار رؤية توافقية موحدة ترضي الجميع بحسب ما أكدته توصيات نتائج الدراسات التي أجريت للمقارنة بين محتويات المبادرات المقدمة من الدول العربية الشقيقة. وقد رفع المشاركون في ختام الندوة برقية إلى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أشادوا فيها بالاهتمام الكبير والمتواصل الذي يوليه فخامته لقضايا الامة العربية المصيرية . وأكدوا ان المباردة اليمنية النابعة من رؤية فخامة رئيس الجمهورية الاستراتيجية لاصلاح البيت العربي ، غدت اليوم ليس فقط محل اجماع النخب السياسية العربية بل مطلباً شعبياً لجماهير الأمة من المحيط الى الخليج وذلك بفضل جهود فخامة رئيس الجمهورية واهتمامه بأوضاع الجامعة العربية من أجل الارتقاء بأدائها وبما يواكب متطلبات ومقتضيات التحديات الراهنة والماثلة أمام الدول العربية . ونوهوا بأن المبادرة اليمنية التي سيتم عرضها على قمة سرت بهدف إقرارها قد رسمت في مضامينها آفاق عهد جديد لشعوب ودول الامة العربية باعتبارها رؤية استراتيجية سياسية واقتصادية ودفاعية وأمنية واجتماعية شاملة انطلقت من مبادىء راسخة وثابتة تستند الى كون الامة العربية قادرة على اعادة تنظيم وتنسيق وتوحيد قدراتها وامكاناتها لتحقيق التكامل السياسي والاقتصادي العربي الشامل. وأشادوا بدور فخامة رئيس الجمهورية تجاه قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في اقامة دولته على تراب وطنه وعاصمتها القدس الشريف مؤكدين على اهمية بذل المزيد من الجهود مع قادة وملوك وزعماء الدول العربية من اجل تحقيق تطلعات امتنا على النحو الذي تضمنته المبادرة اليمنية والتي أقرها البرلمان العربي واعتبرها أرقى آلية لقيام اتحاد الدول العربية.