بعد أن أمضيت نصف النهار أتنقل بين النازحين في مدينة عمران من خيمة إلى خيمة ومن دكان إلى بيت مهجور وآخر غير مكتمل البناء.. بعد أن أمضيت ساعتين فحسب بين وجع النزوح الكبير للأبرياء المبعثرين هنا وهناك، وقبل مضي يومين في عمران دون الوصول والالتقاء ولو بأحد المعنيين في دعم النازحين سواء من جمعية الإصلاح أو الصليب الأحمر أو أو أو..علم بمكاني منسق الجمعيات والمنظمات اليمنية والأجنبية الداعمة للنازحين في عمران وهو ذاته مدير العلاقات العامة والإعلام في محافظة عمران إنه الأخ يحيى طواف الذي وصل إلى الفندق الذي نزلت فيه في مبادرة لطيفة منه في مساعدتي لإنجاز هذا الملف. “15”منظمة داعمة في البدء عرضت عليه إجراء حوار معه طالما ولديه كل المعلومات الرسمية التي تهمني في هذا الصدد فرحب بذلك وبدأ الحديث: أولاً أشكركم وصحيفتكم على تحمل أعباء السفر وتلمس حال النازحين ونقل همومهم، وثانياً يمكنني القول بأنني مخول من قبل قيادة السلطة المحلية ولجنة إغاثة النازحين بالتنسيق بين اللجنة وأي من تلك المنظمات والجمعيات الداعمة والمانحة لما يحتاجه النازحون في عمران. كم عدد تلك المنظمات والجمعيات؟ وما أسماؤها؟ إنها حوالي “15”منظمة وهي: 1 منظمة الأممالمتحدة. 2 منظمة الغذاء العالمي. 3 اليونيسف. 4 منظمة رعاية الأطفال. 5 منظمة الإغاثة الإسلامية. 6 منظمة إكس فام. 7 منظمة أطباء بلا حدود. 8 منظمة الفاو. 9 اللجنة الدولية للصليب الأحمر. 10 منظمة الصحة العالمية. 11 منظمة تنمية المجتمع. 12 منظمة رعاية الأسرة بالاشتراك مع منظمة الهجرة. 13 إدارة الدفاع الاجتماعي في وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بدعم من اليونيسيف. 14 اتحاد نساء اليمن. 15 جمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية. كيف تتم آلية تقديم المعونات من هذه المنظمات؟ ومن الوسيط بينها والنازحين؟ بالنسبة للنازحين في مخيم خيوان فلا مشكلة حيالهم فجمعية الإصلاح هي المكلفة باستلام المعونات الغذائية والطبية والخيام والفراش وكل ما يلزم ومن ثم توزيعها على النازحين لا سيما و للجمعية موظفون مقيمون في ذات المخيم غير أن ذلك يتم قبل ذلك بالتنسيق أيضاً مع وكيل المحافظة الأخ صالح أبو عوجاء رئيس لجنة إغاثة النازحين، أما النازحون الموزعون خارج الخيام فتوزع عليهم المعونات من أماكن صرف يتم تحديدها وإشهارها بواسطة جمعية الإصلاح كملعب كرة القدم أو مدارس أو مرافق أخرى لديها متسع من المخازن والمساحة لاستقبال جموع النازحين. هل حصل النازحون جميعهم في عمران على خيام وإذا كان ذلك فلماذا بلا حمامات؟ بالتأكيد لا فهناك من لم يتسلموا ذلك وهم من وصلوا مؤخراً لكن حالياً يتم استكمال الصرف للبقية أما بشأن الحمامات المتنقلة فهنا وعد من رئاسة اللجنة الإنمائية بتوزيعها. وماذا بشأن آلية تقديم المساعدة العلاجية والطبيعة للنازحين الموزعين في الخيام المبعثرة؟ من المنظمات ما ينسق ويرسل كميات العلاج إلى المخازن المتفق عليها مع مكتب الصحة ومن تلك المنظمات من يرسل كوادره الطبية ولوازمهم العلاجية وأدويتهم إلى بعض الوحدات والمراكز الصحية الحكومية القريبة من النازحين لاستقبال وعلاج الحالات كالوحدة الصحية في منطقة “بيت السلطان” بمدينة عمران الواصل إليها المئات يومياً. وحدة بيت السلطان وحدة بيت السلطان هي وحدة صحية تتوسط مدينة عمران وذاتها التي حدثني عنها الأخ يحيى طواف منسق المنظمات الداعمة للنازحين في عمران، وصلت إليها فوجدتها مكونة من حوالي سبع غرف لا بأس بها في طابق واحد لكن منظمة أطباء بلا حدود قد وصلت بكوادرها السبعة وخيمهم الإضافية لاستقبال المرضى وبذلك يتضاعف ويتآزر عمل كوادر المنظمة مع كوادر تلك الوحدة الصحية حد قول مدير الوحدة الأخ علي محمد عوض. أما الدكتورة “مجالي أورتيز” فرنسية الجنسية، مديرة الفريق الطبي فتضيف بأن للمنظمة إضافة إلى العمل في هذه الوحدة موقعاً آخر لعلاج النازحين إلى منطقة مندبة الحدودية مع المملكة العربية السعودية، وفي هذه الوحدة “بيت السلطان” تقول إن طاقمهم الخاص “4” أطباء. سألناها عن كيفية التفرقة بين المرضى النازحين وغير النازحين من أبناء المحافظة فأنابها بالإجابة طبيب سوداني ضمن الفريق بأن هناك صعوبة في التمييز لذا فالفريق يعالج يومياً حوالي (160) حالة (30 %) فقط من النازحين و(70) من أهالي عمران، لكنه علق :نحن نبذل ما بوسعنا وقد احتطنا لذلك إضافة إلى قناعتنا بأن كل من يصل إلينا لا شك علينا معالجته سواء كان نازحاً أم لا خاصة وهويات النازحين سيما من النساء مجهولة على المسئولين في عمران فما بالك علينا نحن!. قبل مغادرة وحدة بيت السلطان استوقفتنا خيمة قرب الباب منتصبة في داخل حوش الوحدة فيها أكياس قمح وغذاء مرسوم عليها شعاري منظمة الغذاء العالمي والإغاثة الإسلامية وفيها حوالي (3) عاملين سألنا مدير الوحدة الصحية عن الأمر فأجاب بأن الخيمة تابعة لموظفي منظمة الإغاثة الإسلامية ومنها يصرف نهاية الشهر للنازحين الوافدين إليها (5.250) كيلو جراماً من غذاء الصوديا+ (150) جراماً سكراً+(300) جرام زيتاً. هذا كل ما أمكنني التوصل إليه في ختام ملفي هذا عن النازحين في عمران الفارين من جحيم حرب الفتنة في صعدة المرتقبين انقشاع الدخان من سماء ديارهم للعودة مجدداً إلى حقولهم بخطوة إلى الأمام نحو حقول البطيخ وخطوات إلى الخلف خشية حقول الألغام، فإلى ذلك الحين لايزالون باقين في عمران بانتظار دعم حقيقي يسد رمقهم ويد حانية تمسح دمعتهم لا مجرد زوبعة من المنظمات المانحة التي تفتقر إلى الاكتفاء من ناحية وإلى آلية سليمة لتوصيلها إلى النازحين من ناحية أخرى، وهذه الأمانة أنقلها ومش على قولة قال وقالوا لكنني شفت كل شيء بالغ الوجع بعيني.