أعلن وزير الصناعة والتجارة الدكتور يحيى المتوكل عن تبني الحكومة ممثلة بالوزارة لجائزة خاصة بحوكمة الشركات اليمنية، اضافة الى جائزة المسئولية الاجتماعية التي تبنتها سابقا وصدر بها قرار خاص تضمن تشكيل لجان للجائزة ومعايير الاختيار. وأكد الوزير المتوكل لدى حضوره أمس حفل اشهار دليل حوكمة الشركات باليمن ،ضرورة إعداد خطة عمل لتنفيذ المبادىء والقواعد التي تضمنها هذا الدليل بحيث يتم اختيار مجموعة من الشركات والقيام بدعمها ومساندتها للتحول إلى شركات قائمة على مبادىء وقواعد الحوكمة الرشيدة. وأشار الى اهمية قيام جمعية المحاسبين القانونيين بوضع ميثاق شرف للمحاسبين يلتزمون فيه بأخلاقيات وقيم المهنة، مع مواصلة وزارة الصناعة والتجارة جهودها لتطوير قانون مهنة المحاسبين القانونيين.. ولفت وزير الصناعة والتجارة الى ارتباط حوكمة الشركات ومؤسسات القطاع الخاص بجهود الحكومة لإنشاء سوق الأوراق المالية، التي تتسارع خطوات إنشائها بصورة جادة وفق برنامج زمني محدد، خاصة بعد إعداد مشروع قانون لسوق الأوراق المالية اليمني. وقال :” إن دليل حوكمة الشركات يأتي مكملاً للنصوص الواردة في القوانين السارية، وبالذات قانون الشركات التجارية، رغم أن القواعد والمبادئ التي يتضمنها دليل الحوكمة غير ملزمة قانوناً، إلا أن إعلان شركات ومؤسسات القطاع الخاص التزامها بهذه المبادىء والقواعد سيشكل نقطة تحول لصالحها وسيمكنها من توفير أحد المتطلبات الضرورية واللازمة لسوق الأوراق المالية”.. وأكد الوزير المتوكل أن هذه المبادرة ستعزز من بيئة الأعمال خاصة في التقارير الدولية، إذ تحتل اليمن مرتبة متأخرة في مؤشر حماية المستثمرين نتيجة عدم التزام الشركات بمبادىء وقواعد الحوكمة..مشيرا الى ان إصدار دليل حوكمة الشركات يعتبر العامل الأهم في تعزيز وتطوير تنافسية القطاع الخاص، وبالتالي ضمان بقائه واستدامة تطوره. واعتبر غياب الحوكمة في مجتمع الأعمال حتى الآن، أحد الاختلالات الاقتصادية، وينعكس مباشرة في الهيكل الإنتاجي للاقتصاد الوطني، إذ أن هذا الغياب لم يؤد إلى ضعف القدرة على جذب الاستثمارات الخاصة فحسب، وإنما إلى تدني تنافسية القطاع الخاص. وأوضح وزير الصناعة والتجارة ان إشهار هذا الدليل خطوة هامة تتكامل مع جهود الدولة المتواصلة منذ مطلع عام 1995 لتحسين وتطوير بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار لتهيئة الظروف الملائمة للقطاع الخاص اليمني والأجنبي لتوسيع مشاركته في كافة المجالات الاقتصادية عامة والأنشطة الاستثمارية بصورة خاصة.. مستعرضا ما نفذته الحكومة من إصلاحات اقتصادية وإدارية وتشريعية، احتلت قضية الاستثمار وإصلاح بيئة الأعمال مرتكزاًً أساسياً فيها. وقال” ورغم التطورات الاقتصادية الايجابية التي شهدتها اليمن خلال السنوات الماضية، إلا أن الدور الاقتصادي للقطاع الخاص لايزال دون المستوى المنشود، إذا أخذنا في الاعتبار الإمكانيات الاستثمارية المتاحة لاقتصادنا الوطني”. وأكد الوزير المتوكل ان الالتزام بمبادىء وقواعد الحوكمة من قبل الشركات والمؤسسات والبيوت التجارية العائلية طوق نجاة لها، كونها لا تضمن المحافظة على قدراتها التنافسية والعمل على تعزيزها فحسب، وإنما تقدم كذلك حلولاً ومعالجات لتحديات التوارث بين الأجيال، خاصة وأن أكبر أنشطة القطاع الخاص في اليمن يقوم على الأساس العائلي وفي حفل اشهار الدليل الذي أعده ناديا رجال الاعمال اليمنيين ومركز المشروعات الدولية الخاصة بمساندة مبادرة الشراكة الشرق اوسطية.. وأستعرض وكيل وزارة المالية لقطاع العلاقات المالية الخارجية جلال يعقوب الخطوات التي قطعتها الحكومة في انشاء اول سوق اوراق مالية في اليمن بالتعاون مع هيئة الاسواق المالية الاردنية، وفقا لافضل المعايير الدولية. ولفت إلى ان قيام القطاع الخاص باصدار دليل حوكمة الشركات خطوة هامة ومعلم رئيسي يصب في مسار عملية انشاء السوق..معربا عن تطلعه في ان يصبح الادراج في سوق الاوراق المالية الحافز الاكبر لدفع الشركات للتقيد بارشادات الحوكمة..مبينا أن دخولها البورصة يرفع من مصداقيتها لدى المستثمرين ويفتح المجال امامها للحصول على رأس المال اللازم لتمويل انشطتها المختلفة.. واشاد يعقوب بمقترح وزير الصناعة والتجارة بانشاء كيان لسوق الاوراق المالية في العاصمة الاقتصادية عدن ومتابعته المتواصلة لهذا الموضوع..داعيا وحدة انشاء السوق الى دراسة موضوع امكانية افتتاح السوق في عدن اولا.. من جانبه اشار رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية محمد عبده سعيد الى ان معظم الشركات التجارية في اليمن عائلية وتعاني من مشكلة عدم الفصل بين العلاقات الاسرية وعلاقات العمل ما يسبب لها الكثير من المصاعب والعثرات ويعيق عملية نموها وتطورها بشكل سليم. وأكد ان انجاز هذا الدليل سوف يساعد هذه الشركات ليس على تجاوز المشاكل والمصاعب فقط بل تحسين اعمالها وتمكينها من النمو والتوسع ومساعدتها على الصمود والبقاء. رئيس نادي رجال الاعمال اليمنيين احمد بازرعه من جهته ثمن اداء فريق عمل اعداد الدليل سواء من الحكومة او القطاع الخاص او المجتمع المدني.. مشيرا الى ان هذا الدليل ستستفيد منه مؤسسات وشركات القطاع الخاص سواء كانت ملكية فردية او مساهمة وشركات القطاع العام والمختلط..مبينا ان الدليل احد المتطلبات الرئيسية لعمل سوق الاوراق المالية.. وقال” سنبدأ العمل في اعداد ملحقين لهذا الدليل الاول للبنوك والمصارف للاهمية الاقتصادية لهذا القطاع بشكل عام، والثاني للشركات العائلية وذلك لهيمنة هذا النوع من الشركات على السوق اليمنية”.. وفي الحفل القيت كلمتان من قبل مسؤول البرامج الاقتصادية بالسفارة الامريكيةبصنعاء رونالد مكاي والمدير الاقليمي لبرامج الشرق الاوسط وافريقيا بمركز المشروعات الدولية الخاصة عبد الوهاب الكبسي اشارتا الى اهمية هذا الدليل المتضمن التوجيهات والارشادات لتطبيق حوكمة الشركات.. مستعرضين الفوائد والمزايا لحوكمة الشركات على ادائها وعملها وتعزيز قدراتها التنافسية.. وعقب حفل الاشهار استعرض المشاركون ورقة عمل حول اليمن في المحيط الاقليمي، كما عقدت حلقة نقاشية لاستعراض تطبيق افضل الممارسات في حوكمة الشركات.