قال وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي: «إن الاهتمام بالطفولة يعتبر اهتماماً بالأمومة والابوة و بكل احلام العطاء الايجابي الخلاق في غد من نرعاهم في الحاضر. وأشار وزير الإعلام في اختتام ورشة عمل الاعلاميين في أجهزة الاعلام المرئي و المسموع والمقروء على المستوى الوطني و المحلي لتنمية معارفهم حول “حماية الاطفال من العنف” الى أن أي أمة لاتهتم بالاطفال تبدأ انحدارها الى هاوية الزوال في حين أن أي أمة تبذل كل جهدها وفكرها وعلمها لبناء الاطفال وحمايتهم ورعايتهم تضمن خيرها وقوتها وعزتها على توالي الاجيال . وتابع وزير الإعلام قائلاً : «الاطفال وعد حياتنا التي نريدها آية يانعة بأجمل الآمال طالما نهلوا صفاء القيم والمثل في حياتنا العربية الاسلامية وعاشوا وعايشوا الاخلاص و الصدق والتفاني في العمل والانتاج في سلوكنا واعمالنا اليومية وسيترسخ في وجدانهم الايمان الصافي غير الملوث بالخزعبلات و تتعمق في عقولهم ويقينهم المعرفة الصحيحة بأبجديات الحياة وواجباتها ومسئولياتها الوطنية والانسانية والدينية كما تمليها حقيقة الاخاء في كل الاعمار صغاراً ومميزين ومراهقين ومسئولين وقادة أياً كانت مرتبة المسئولية التي يتحملونها ونوعها ويدركون عميقاً منذ بكارة الوعي المساواة والحب و التعاون ونكران الذات وحب العلم والحياة”..مبينا ان البداية تنطلق من المساواة الصارمة والعادلة بين الأولاد الابناء و البنات في الخلية الاساسية للمجتمع في الاسرة وفي قاعدتها الاولى البيت ومن ثم في الحضانة وفي مؤسسات التربية والتعليم ومؤسسات التوجيه و في كل وسائل الإعلام والثقافة . و قال اللوزي في كلمته في ختام الورشة التي نظمها لمدة خمسة ايام المجلس الاعلى للأمومة والطفولة والمجلس العربي للطفولة والتنمية والبرنامج العام لاعلام المرأة والطفل التابع لوزارة الاعلام و بدعم من برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الانمائية “اجفند” ومنظمة اليونيسيف و الاتحاد الاوربي .. قال: “هناك مشاعر عظيمة تتحقق عقب كل انجاز مهم في الحياة العملية وانجاز هذه الدورة يعتبر من أهم الانجازات لأنه أثمر عطاءات متعددة ليس فقط فيما نهله المشاركون من معلومات ومعارف من الاساتذة والمدربات الاجلاء ومن المعارف والمدارك وتنمية الخبرات الاعلامية المتخصصة في مجال مكافحة العنف ضد الاطفال وانما بشكل عام فيما يتعلق بقضيتنا الاعلامية الجوهرية التنمية الاعلامية الموجهة الى حقوق الاطفال والانتصار للاطفال في اليمن وفي الوطن العربي . وعبّر عن أمله في ان تكون الوسائل الاعلامية الأداة والوسيلة التي تنتصر للطفل في مواجهة أبيه وأمه وإخوته وأخواته وكل افراد المجتمع ممن يمارسون العنف تجاهه ويحرمونه من حقوقه ويخدشون جبلته وفطرته السوية بكل اشكال الايذاء. ومضى قائلا : “ استطعنا من خلال الاربعين مشاركاً في هذه الدورة ان نقدم نموذجاً للعمل الاعلامي الموجه في معركة انهاء العنف ضد الاطفال والوصول الى يمن بلاعنف وبهذا نكون قد حققنا اهم غايات هذه الورشة.. معبراً عن الشكر للجهات المنظمة ولوزارة الشئون الاجتماعية والعمل والمجلس الأعلى للامومة والطفولة و المجلس العربي للطفولة والتنمية والزملاء في وزارة الاعلام ..مؤكداً بأن وزارة الاعلام ستكون عونا لشبكة الاعلاميين اليمنيين لمناهضة العنف ضد الاطفال في اداء واجباتها ومساندتها و التعاون معهم في مواصلة الجهد الذي بدأ نظريا لضمان وصول عملها الى الميدان . وحث المشاركين على الالتزام وصدق العمل في الميدان والتطبيق وتشكيل ميثاق شرف للاعلاميين العاملين في مجال حماية الطفولة من العنف. وألقيت عدد من الكلمات من قبل الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للامومة والطفولة الدكتورة فتحية محمد عبدالله وعن المجلس العربي للطفولة والتنمية الدكتورة ثائرة شعلان وعن المشاركين عارف البدوي وأروى محمد مسعد استعرضوا جميعا ما تلقاه المشاركون من معارف وما اكتسبوه من خبرات لتعزيز دور الإعلام في مكافحة العنف ضد الاطفال ودور الاعلام المؤثر والفعال في التوعية بالقضايا وحقوق الطفولة وحمايتها فضلا عن ما تخلل الورشة من استعراض لأوراق اعمال تناولت خمسة أبعاد هي البعد النفسي و الاجتماعي والصحي والقانوني والاعلامي. وأكدوا بأن التغييرات السلوكية المجتعية للنظرة للاطفال لن تتغير اذا لم يكن الاعلام مؤثراً من خلال برامج التوعية للمجتمع والاسرة في كيفية التعامل مع الاطفال ونبذ العنف في اوساطهم حتى لايبرز الى الواقع الطفل المعنف والحدث ..مشيرين الى الدور الذي يجب ان يقوم به الاعلام في التأثر في برامجه في كل الوسائل بطريقته على التعامل مع الطفل . ولفتوا الى ان انتشار رقعة الفقر بين أوساط الأسر اليمنية وصعوبة الحياة أثرت بشكل سلبي على حياة الافراد في المجتمع وشكلت هذه الصعوبات المعيشية والحياتية أحد العوامل التي تساهم في ممارسة العنف الاسري والمجتمعي والذي يكون سببه التفكك الاسري نتيجة تلك الظروف اضافة الى تراجع ادوار مؤسسات التنشئة الاجتماعية و ضعف المدرسة ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والتي ألقت بظلالها على السلوكيات المؤدية الى العنف وأثرت سلبا على تربية الاطفال حيث هيأ ذلك تربة خصبة لممارسة العنف ضد الاطفال . و نوهوا إلى ان هذه الورشة قد أعطت معارف هامة للمشاركين تمثل اساسا وتدخلا سليما لتعزيز دورهم في معالجة قضايا الطفولة من خلال ترسيخ الوعي والمعرفة بحقوق الطفل ومناهضة العنف ووضع البرامج الهادفة من خلال التوعية بقضايا الطفولة عامة ..مؤكدين على اهمية تكاتف جهود الجميع لترجمة الأهداف المنشودة تجاه الطفولة وقضاياها والنهوض بالقدرات العاملة في مجال الطفولة لتحقيق الاهداف المرسومة وتعزيز الشراكة بين الجانب الحكومي ومنظمات المجتمع المدني و المنظمات الحكومية والمانحة وتنسيق الجهود و توحيدها من اجل استثمار افضل في مجال الطفولة . وجرى في ختام الورشة انتخاب منسقين لشبكة الاعلاميين اليمنيين لمناهضة العنف ضد الاطفال من سبعة اشخاص. وكان المشاركون في الورشة قد دعوا مجلس النواب الى سرعة الموافقة على مشروع تعديلات بالمواد القانونية ذات العلاقة بحقوق الطفل المعروضة عليه بما يكفل حماية الطفل اليمني , وكذا دعوا وزارة الاعلام بالتنسيق مع المجلس الأعلى للامومة والطفولة الى وضع خطة اعلامية متكاملة للتوعية بقضايا حقوق الطفل عامة ومناهضة العنف ضد الاطفال بشكل خاص , إلى جانب دعوة المؤسسات الاعلامية الى رصد ميزانيات ملائمة لانتاج مواد اعلامية موظفة لخدمة مصالح الطفل وحماية حقوقه والوقاية من العنف. وشددوا على أهمية اشراك الاطفال في إعداد وبث البرامج الاعلامية الموجهة لحمايتهم من العنف او التعريف بحقوقهم, فضلا عن الدعوة الى ادماج حقوق الطفل و حمايته ضمن مناهج التعليم العام ومقررات كليات ومعاهد الاعلام و انشاء اقسام متخصصة في اعلام الطفل في الجامعات. ودعا المشاركون في الورشة وزارة الاعلام و المجلس الأعلى للامومة والطفولة الى تخصيص جوائز تمنح لافضل الاعمال الاعلامية التي تدعم قضايا حقوق الطفل اليمني وحمايته من العنف وذلك بشكل سنوي . حضر الاختتام وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة أمة الرزاق علي حمد و عدد من المهتمين و المسئولين في الجهات ذات العلاقة بالطفولة وممثلو المنظمات ذات الصلة بالطفولة المحلية والأجنبية .