التنمية الحقيقية لا تبنى إلا بالعمل ، والعمل لا يمكن له أن يترسخ كثقافة تنموية بين أوساط الشباب خاصةً دون فرص للتدريب والتأهيل تركز على إكساب مهارات حرفية وعملية تمنح للكثير من الأيادي العاطلة القدرة على الولوج إلى عالم العمل الفسيح الذي يؤدي مباشرةً إلى التنمية المنشودة . تلك المعادلة تبناها قياديو منتدى شبابنا للتنمية والإبداع الذين أخذوا على عاتقهم تأهيل وتدريب الطاقات الكامنة في نفوس خمسة وعشرين شخصاً ، إيماناً منهم أن التدريب والتأهيل هو الطريق الصحيح المؤدي إلى جني فرص عمل حقيقية تساعد على تطوير القدرات الذاتية وتقود حتماً نحو تحقيق التنمية . وعلى مدى أربعة أيام كاملة خلال الفترة من 29/ مارس حتى الفاتح من أبريل الجاري تلقى 25مشاركاً هم المقبولون في المرحلة الأولى من “مشروع بناء لتأهيل الشباب في سوق العمل” عدداً من الدورات في التنمية الذاتية وفنون العمل الجماعي والاتصال بالآخرين وبناء المشروع الخاص. مشروع بناء - والذي ينظمه منتدى شبابنا للتنمية والإبداع بالتعاون مع برنامج شباب من أجل التغيير – يهدف إلى نشر ثقافة ( التدريب طريق العمل ) كما يهدف إلى تأهيل خمسين شاباً - على مرحلتين – تأهيلاً ميدانياً في أربعة مجالات ( صيانة الحاسوب – صيانة الجوال – أعمال الألمنيوم – أعمال النجارة ) عن طريق تدريبهم في أماكن العمل ذات العلاقة بعد إعطائهم مجموعة من الدورات في التنمية الذاتية وأخلاقيات العمل. «إبداع» التقت المدربين في تلك الدورات والقائمين على المشروع ، بالإضافة إلى مجموعة من المشاركين في هذا المشروع عبروا عن آرائهم وهم يخوضون غمار التأهيل وخرجت بالاستطلاع التالي: تطوير المناهج الناشط والمدرب معاذ الصوفي يعتقد بأن هذا المشروع من المشاريع النوعية القليلة والتي تقدم للشباب فرصة لإثبات ذواتهم وتحقيق أحلامهم من خلال العمل والتدريب والتأهيل المستمر . كما يوجه الصوفي – أحد المدربين في المشروع – رسالة إلى المسؤولين عن العملية التعليمية يطالبهم فيها بمراجعة المناهج التعليمية وطرق توصيلها لأبنائهم كما يتمنى دراسة احتياجات سوق العمل قبل البدء بتقديم أية برامج أو مناهج تعليمية ، بغرض تطويرها وتحسينها حتى تتوافق مع الواقع العملي وما يحتاجه الوطن لتحقيق التنمية. جهود إضافية الناشط الشبابي زيد عزيز مطهر منسق المشروع قال بأن هذا المشروع ليس إلا لفت نظر لكل الجهات العاملة مع الشباب وأن هذا المشروع يحتاج إلى جهود كبيرة وإضافية من أجل تنفيذه بشكل أوسع . كما شكر كل الجهات التي ساهمت في إنجاح هذا المشروع وعلى رأسها برنامج شباب من أجل التغيير ومؤسسة أبواب الخير ومنظمة Yemen NODS ومركز التنمية بالإضافة إلى الجهات الحاضنة للمتدربين من محلات ألمنيوم ونجارة وصيانة جوال وصيانة حاسوب بالإضافة لكل المعاهد التي قدمت الدورات التدريبية للمشاركين . اكتساب الخبرة المتدرب ماجد علي – مستوى ثاني نجارة يقول : التحقت بمشروع بناء من أجل اكتساب خبرة عملية في مجال دراستي تؤهلني للعمل مباشرة بعد التخرج ، مشيراً إلى أهمية التدريب العملي التطبيقي في اكتساب الخبرة الميدانية ، خاصةً ونحن مقبلون على الإنخراط في سوق عمل لا يعترف إلا بذوي الخبرات والمؤهلات العلمية . ويصف ماجد المشروع بأنه خطوة على الطريق الصحيح لأنه يمكن الشباب من امتلاك حرف تدفعهم لنيل فرصة في سوق العمل ، وهو ما يحتاجه الوطن حالياً ، فالوطن يحتاج إلى كوادر عملية تساهم في بناء تنميته . مشاريع خاصة ويوافقه المتدرب يوسف عبد النور – خريج ثانوية بالقول : “ اخترت مجال الألمنيوم لأني أحب هذا المجال وأتوقع أن أتميز فيه مستقبلاً وأن يكون لي مشروعي الخاص بإذن الله” ، فمثل هذه الأعمال تمنح الشباب القدرة على فتح المشاريع الخاصة التي تحقق نجاحه في الحياة وتخدم مجتمعه . المتدرب محمد علي إسماعيل – بكالوريوس حاسوب يعلل التحاقه بهذا المشروع بالقول: “ التحقت بمجال صيانة الحاسوب لقلة مهاراتي العملية ومن أجل تأهيل نفسي ميدانياً لسوق العمل”. تكامل أما المتدرب محمد عبد الحافظ – مستوى ثالث إدارة أعمال فيقول : “ تعلمت في الجامعة الكثير من الأشياء النظرية في الجانب الإداري والتخطيط وإدارة المشاريع كما أن لدي خلفية في أعمال النجارة وأسعى من خلال هذا المشروع أن أجمع بين التخصصين حيث أطمح أن يكون لي مشروعي الخاص في هذا المجال”.. وأشار محمد إلى أن ميزة مشروع ( بناء ) تكمن في جمعه للتأهيل في مجالات التنمية البشرية والذاتية ، والجانب المهاري الحرفي والتطبيقي الذي يؤكد النزعة العملية ، واستيعاب طاقات الشباب في تنمية ذواتهم ، بما يحقق التكامل بين مختلف الجوانب . التفات رامي مصطفى خريج ثانوية يتمنى من المؤسسات والجمعيات الخيرية تغيير نهجها إلى العمل التنموي وإلى إقامة مثل هذه المشاريع بدلاً من توزيع الإعانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، فكما يقال ( لا تعطني سمكة ، بل علمني كيف أصطاد ) . ويضيف رامي: “ آن الأوان بأن تلتفت هذه الجمعيات إلينا نحن الشباب وتجعلنا في خارطة مشاريعها ، كما فعل منتدى شبابنا للتنمية والإبداع . تغييب كما يرى ماجد سعيد - مستوى ثالث – إدارة أعمال بأن البرامج الشبابية مغيبة عن برامج منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية ويتمنى من تلك الجهات الاهتمام بالمشاريع النوعية والتطبيقية وأحلام وأهداف الشباب المتمثلة في مشاريعهم التي يحلمون بها . ويضيف ماجد: “ أتمنى من كل تلك الجهات والجهات الحكومية كذلك أن تصنع للشباب برامج تؤهلهم لا برامج تلهيهم”. بناء الأهداف فيما المتدرب محمد علي أحمد – ثاني مهني يقول بأنه استفاد كثيراً من البرنامج التدريبي الذي تلقاه في التنمية البشرية.. ويرى محمد أنه سيصير أكثر تميزاً سواء في الجانب الذاتي أو الجانب العملي . كما يرى المتدرب أحمد حمود بأن هذه الدورات غيرت مفاهيمه وقناعاته في الحياة وبعثت لديه الأمل والتفاؤل والسعي في بناء الأهداف وتحقيقها. مشاريع مطلوبة مثل هذا النوع من المشاريع العملية التي يتخرج إثرها الشباب وهو متمكن من مهارات وقدرات تفتح له أبواب سوق العمل ، مطلوب تعميمها والتوسع في إقامتها ، والتنوع في المهن والحرف التي يتم تأهيل الشباب فيها ، لأن التدريب العملي هو ما يحتاجه الإنسان ، حتى يكون بمقدوره الإبداع وتحقيق الإنجاز الفعلي البعيد عن النظرية ، فالتعليم والتأهيل المهني والحرفي هو ما يجب أن يلجأ إليه كل من عانى من ويل السلبية والقعود في طوابير البطالة الطويلة ، فالعمل هو الحل ، والتأهيل المستمر هو من يصنع القدرة على العمل.