تحزن على الأشياء الجميلة الموجودة في خيالاتنا، الغائبة عن واقعنا .. وترى في كل شيء حتى في الحجارة شخوصاً تتحدث وتسير وتعبر عن ذاتها.. التشكيلية الشابة المصبوغة بطفولتها تهاني السامعي تفيض ل “إبداع” بأسرار موهبتها الفنية، وتؤكد أن في داخل كل إنسان فنان مليء بالمشاعر والأحاسيس. من هي تهاني؟ تهاني عبدالحفيظ السامعي مدرسة تربية فنية في مدرسة جنة الأطفال الخاصة،فنانة تشكيلية، عضو في بيت الفن، عضو في نادي الأسرة السعيدة “ فريق الفتية”. متى بدأت موهبة الرسم عندك؟ بدأت في الطفولة عندها كنت طفلة حالمة تحب أن ترى الأشياء بنظرة مختلفة بنظرة البراءة، كنت أراها حينها أن كل الأشياء أمامي لها ملامح تراني بعيونها تبتسم لي وتسلم علي كلما مررت بها. مثل الحجر فلو سألتك ما الذي يعنيه لك الحجر، مؤكد أنك ستقولين إنها نوع من أنواع الصخور نستفيد منها. أما أنا فنظرتي لها تختلف كنت أراها حينها أن لها عينين تمشي وتراني وتسمعني وتتكلم معي ونتحدث سوياً وهكذا مع كل الأشياء من حولي وكل من حولي وكنت أجسد في لوحاتي كل ما يطرأ في مخيلتي الطفولية. ما المراحل التي مرت بها تهاني لتظهر على الواقع؟ فيما بعد الطفولة انتقلت برسوماتي إلى عالم القصص الكرتونية سواءً التي كنت أشاهدها في التلفاز أو من الطوابع التي كنت أجمعها وأحتفظ بها، فلقد كنت أميل لها كثيراً .. هنا بدأت أقوم بعملية النقل لأشكالها وحركاتها وتشكل في ذهني بشكل أوضح بدأت الصورة تظهر فيها الملامح وتعابير الوجه ومن خلال هذه الرؤية عندي عملتُ على بناء قصص خيالية في ذهني وجسدت لها قصصاً قصيرة ومؤثرة كمرحلة ثالثة بعدها أنتقل للمرحلة الرابعة،حيث كان الهدف يتمرحل مع مرور الزمن وتغير الأحداث وتغير نظرتي للحياة ومن ثم في مرحلتي الرابعة ظهر عندي التعبير عن السلوكيات،حيث تكلمت رسوماتي عن البيئة والقضايا المعاصرة مثل “أحوال فلسطين ، النظافة ، حب الوطن، وغيرها..بعدها انتقلت إلى عالمي الخيالي عالمي الخاص ولوني الخاص بي والذي أجسد فيه المشاعر الإنسانية التعبيرية وتميزت فيها وظهر هذا في مرحلة الجامعة،حيث كنتُ متأثرة بالبيئة كثيراً مما جعلني أتلائم والمؤثرات من حولي. هل هناك أيدٍ أخذت بك حتى تميزت؟ بالتأكيد فأسرتي كان لها الدور الأول وأيضاً تلك الأيدي البشرية التي أخذت بيدي وساندتني قولاً وفعلاً. وكذلك مجتمعي الذي ساعدني كثيراً بطريقة غير مباشرة،حيث سموت بنفسي لعالم الخيال والأساطير فأعادني بكل قوة إلى الواقع بحفره وصخوره المقذوفة أمامي. هل لديك مشاركات أو معارض؟ شاركت بعدة معارض كان آخرها جائزة رئيس الجمهورية. ما الصعوبات التي واجهتيها في مشوارك الإبداعي؟ لا شك في أني واجهتني الكثير من العقبات والصعوبات فلا يحلو أي عمل ناجح من العقبات لكن كنتُ مؤمنة بقدراتي وبموهبتي وأنها رسالة لذلك اجتزتها بقناعتي بنفسي وقدراتي ولم أترك لليأس مجالاً في طريقي بل كنت أقوى لمواصلة طريقي.. ما نظرتك للفن التشكيلي؟ هو ترجمة مرئية لمشاعر الإنسان الخفية وتعبير صريح عما يمس أحاسيسه فكل من لديه مشاعر وأحاسيس يعبر عنها كل بطريقته وكل منا يحمل فناناً في داخله، وهو كذلك ترجمة للأحداث والقضايا المعاصرة وأولاً وأخيراً هي نعمة من نعم الله وكل إنسان خلقه الله وأوجد فيه موهبة ميزه بها دون غيره..فالفن أمانة ووسيلة لخدمة غاية بالإضافة إلى أنها متعة روحية تشعر بأنك وضعت أثراً بعد رحيلك. ما الفرح والحزن عند تهاني؟ الحزن أن الأشياء التي كنت أراها في عالم الخيال ليس لها وجود في الواقع فهذا ألم وحزن بالنسبة لي.. الفرح الأشياء التي لا أراها في واقعي احققها لكن في عالمي الخيالي عالمي البعيد تماماً عن الواقع. ما طموحاتك المستقبلية؟ لكل إنسان في الحياة طموحاته وأهدافه يسعى لتحقيقها وطموحي الفني هو تطوير مهاراتي الفنية بمتابعة كل جديد ثقافياً وتنمية الفكر الخيالي لأحظى بلون مميز خاص بي بإذن الله. كلمة أخيرة؟ إن الله منّ كل إنسان بموهبة خاصة به تكمن في أعماقه وعليه أن يبحث عنها لأنه حتماً سيجدها فعندما يجدها يبدأ بتطويرها وممارستها لكن قبل هذا لابد أن يحبها ويؤمن بها ويخدم نفسه ومجتمعه من خلالها وأتمنى من الجميع التعاون مع الموهوبين والمبدعين. وأخيراً أقول: أنت من ترسم لنفسك عالماً خاصاً تجعله كما تشاء وتلونه بريشتك وتجعل وترسم لنفسك اينما تشاء فقط كن مؤمناً بنفسك وبقدراتك ومواهبك.